مليار جنيه استثمارات أولية لإقامة منطقة صناعية للتعبئة والتغليف بمحور قناة السويس
«الطباعة» تخاطب «مجلس الوزراء» لإنشاء صندوق دعم الفائدة الصناعية بقيمة 150 مليون دولار
خالد عبده: النشر الإلكترونى سيقضى على الكتب والصحف الورقية خلال 10 سنوات
6 ملايين دولار حجم صادرات «ألفا إيجيبت».. و2 مليون دولار تعاقدات لكينيا سنوياً
تعكف غرفة صناعة الطباعة باتحاد الصناعات على إعداد دراسة لإنشاء مصنع للورق بطاقة إنتاجية 130 ألف طن بتكلفة تصل إلى 2.5 مليار جنيه تمهيداً لتقديمها لوزارة الصناعة لعرضها ضمن أفكار غرف اتحاد الصناعات فى مؤتمر القمة الاقتصادية المزمع عقده مارس المقبل، وذلك حسبما أعلن خالد عبده، رئيس الغرفة فى حوار لـ «البورصة».
وكان وزير الصناعة، منير فخرى عبدالنور، قد اجتمع بمجلس إدارة اتحاد الصناعات منتصف الشهر الماضى وطالبه بتقديم أفكار فى جميع القطاعات لعرضها على مؤتمر القمة الاقتصادية.
قال عبده إن مصر تعانى من عجز شديد فى إنتاج الورق، حيث يبلغ حجم الإنتاج 150 ألف طن سنوياً، فيما يتجاوز الاستهلاك 500 ألف طن بعجز 350 ألف طن سنوياً.
وأوضح أن مصر تمتلك كميات كافية من البجاس «مصاصة القصب» المادة الخام لإنتاج الورق بخامة جيدة جداً، إلا أنها لا تستطيع التوسع فى الإنتاج نتيجة عدم توفر مصانع الورق التى تحتاج لاستثمارات عالية.
وأضاف أن الغرفة تعكف على إعداد دراسة لإنشاء منطقة مخصصة لصناعات التعبئة والتغليف فى محور قناة السويس الجديدة وتقديمها للشركة الهندسية الفائزة بإعادة تنمية المحور لتخصيص مساحات الأراضى اللازمة للمشروع، خاصة أن جزءاً كبيراً من اقتصاديات المحور قائم على استقبال السلع من دول العالم وإعادة تصديرها مرة أخرى، ما يستلزم وجود صناعة تعبئة وتغليف.
أكد أن الغرفة سوف تلعب فى هذا المشروع دوراً أشبه بالمطور الصناعي، حيث تتولى مهام إنشاء مناطق لوجستية وأخرى للبنوك والخامات بحجم استثمارات أولية تتجاوز مليار جنيه، تموّل من أصحاب المطابع والشركات والبنوك..
قال إن صناعة التعبئة والتغليف الوحيدة التى تنمو بشكل مستمر على مستوى العالم، مشيراً إلى أن الغرفة تعمل الفترة الحالية على مطالبة وزارة الصناعة بإنشاء مجلس تصديرى لمنتجات التعبئة والتغليف منفصلا عن المجلس التصديرى للصناعات الكيماوية.
أضاف: «صناعة التعبئة والتغليف لا تتلقى أى مساندة تصديرية، خاصة أن %90 من منتجات التعبئة والتغليف تصدر بشكل غير مباشر، والمصدر هو من يحصل على المساندة فى النهاية».
وتابع بأن منتجات التعبئة والتغليف من أكبر الصناعات التصديرية وتصل صادراتها غير المباشرة إلى 10 مليارات جنيه، والمباشرة مليار جنيه سنوياً.
فى سياق متصل قال إن الغرفة تقدمت باقتراح إلى رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، لإنشاء صندوق دعم الفائدة الصناعية لتمويل وشراء وتحديث المعدات والآلات وخطوط الإنتاج للمصانع القائمة والجديدة بقيمة مليار جنيه، يمول من خلال الاحتياطى النقدى الأجنبى بالبنك المركزي، على أن تدعم قيمة الفائدة من الصندوق بنسبة %10 والصانع يتحمل %4 من نسبة الفائدة التى تبلغ %14.
أوضح أن الغرفة ستعيد مخاطبة رئاسة الوزراء خلال هذا الأسبوع للموافقة على إنشاء الصندوق، مطالباً بأن تساهم الدولة بـ %50، عن طريق خصم نسبة من قيمة المساندة التصديرية للشركات.
وأكد أن الموافقة على إنشاء الصندوق تساعد على تحديث ودخول معدات بما يعادل 10 مليارات جنيه سنويا، ما يساهم فى إحداث نهضة حقيقية فى الصناعة المصرية، وتوفير فرص عمل جديدة وزيادة الصادرات وتقليل حجم الاستيراد.
كما طالبت غرفة الطباعة باتحاد الصناعات وزارة التربية والتعليم، بوضع آلية جديدة لصرف مستحقات مطابع الكتب المدرسية، عن طريق إتاحة %25 من ميزانية الكتب التى تبلغ مليار جنيه سنويا، قبل شهر يونيه، خاصة أن المطابع تبدأ فى توريد الكتب بداية من شهر مارس.
أكد على الاتفاق بين وزارتى التربية والتعليم والتخطيط على توفير %25 من ميزانية الكتب وصيانة المدارس قبل شهر يونيو، وجار اتخاذ الإجراءات بين الوزارتين حتى لا تتعرض مطابع الكتب المدرسية للمشكلة التى تتكرر كل عام، من تأخر صرف مستحقات المطابع، وهو ما يؤدى إلى العجز عن توريد الكتب.
أضاف أن المطابع تعمل حالياً على الانتهاء من طباعة الكتب المدرسية للفصل الدراسى الثانى على أن تنتهى من الكميات المتعاقد عليها نهاية ديسمبر المقبل، مضيفا أن المناقصة الجديدة للعام القادم سوف تعلن فى يناير المقبل.
وأشار إن الغرفة سعت من خلال وزارة الصناعة والتجارة الخارجية، لعقد اتفاقية تجارة حرة مع روسيا، وإنشاء الاتحاد الأورومتوسطى الذى يضم مصر وكازاخستان وروسيا وبيلاروسيا، موضحا أن الورق ضمن المنتجات التى تعنيها الاتفاقية لتخفيف العبء على المصانع المصرية من خلال دخول الورق بنسبة جمارك %10، حيث إن مصر تستورد ورقاً بقيمة 350 مليون دولار سنويا.
أضاف أن أزمة الطاقة أثرت بشكل كبير على صناعة الطباعة والتغليف وساهمت ارتفاع الأسعار وزيادة الأعباء على المصنعين، لاسيما فى المجالات المحددة أسعارها مثل طباعة الكتاب المدرسى، مؤكداً أن نسبة أرباح المطابع لا تتعدى %2 خلال هذا العام نتيجة ارتفاع الأسعار، مؤكدا أن الغرفة سوف ترفع السعر خلال المناقصة الجديدة فى يناير المقبل.
طالب «عبده» المسئولين بسرعة تحديد موعد مع وزيرى الكهرباء والتنمية المحلية، لوضع تصور لحل مشكلة الكهرباء للوحات الإعلانية، خاصة بعد قرار اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية بضرورة التحول إلى الطاقة الشمسية ورفع العدادات نهاية ديسمبر، مطالباً بأن تمتد المهلة لـ 6 شهور مقبلة، خاصة أن عدد اللوحات الإعلانية تصل لـ 4 آلاف بمختلف الأحجام، مشيراً إلى أن الشركات لايمكن أن تتحول إلى طاقة شمسية فى هذه المدة القصيرة نظراً لعدم توفر الخامات، وارتفاع تكاليفها.
أضاف أن الغرفة ليس لديها مانع من مساندة الدولة وحل مشكلة الطاقة، ولكن يجب أن تشارك الشركات فى حل المشكلة بالطريقة التى تحقق الغرض فى نهاية الأمر، مؤكدا أن الغرفة أعدت تصورا لاستهلاك اللوحات الاعلانية على الا يتعدى %10 من الكميات الحالية، عن طريق التحول للمبات الليد للإضاءة الأمامية، مشيراً إلى أن البطاريات ولوحات الطاقة الشمسية تتعرض للسرقة وتكلفتها تصل إلى 250 ألف جنيه للواحدة، بالإضافة إلى أن مدة الترخيص لا تتجاوز سنة واحدة.
قال إن الدولة لا تستفيد من إيرادات قطاع الإعلانات التى تذهب للصناديق الخاصة بالمحافظات، ولا تعلم الدولة عنها شيئاً.
فى سياق آخر قال عبده، إن الغرفة تسعى للنهوض بالمجال التدريبى للعاملين بالقطاع، مشيراً إلى أن شركة تدريب الطباعة والإعلان «بيترا» الذراع التدريبية للغرفة استطاعت الفوز بالمركز الأول على مستوى أربعين دولة بالتعاون مع المعهد البريطاني، مضيفاً أن الجائزة ترشح لها جامعة جوانزو فى الصين، وشراكة التدريب فى فيتنام، مضيفاً أن الغرفة سوف تنظم مؤتمر وحفل للإعلان عن الجائزة قريباً.
ولفت إلى أن شركات الطباعة المصرية تتمتع بميزة تنافسية فى السوق الأفريقى عن غيرها من الشركات والدول الأخرى، نظراً لوجود اتفاقية التعاون بين الدول الأفريقية «الكوميسا» التى تسمح بدخول المنتجات المصرية دون عوائق جمركية، بالإضافة إلى أن مصر تدعم شحن المنتجات المصرية للسوق الأفريقى بنسبة %50.
أضاف أن أفريقيا هى الامتداد الطبيعى لمصر والمستقبل لعودة الاقتصاد المصري، حيث إن القارة السمراء الوحيدة المرشحة لنسبة نمو %10، مضيفاً أن الغرفة تسعى للتواجد فى كل دول حوض النيل، وبادرت فى وضع لبنة لعودة العلاقات بين مصر وإثيوبيا.
أكد أنه فى خلال أسبوع سوف تعلن عن نتائج مناقصة طباعة الكتب المدرسية فى إثيوبيا التى تقدمت لها 3 شركات مصرية، موضحاً أن الغرفة وقعت بروتوكولاً مع اتحاد الناشرين فى إثيوبيا لتسهيل الدخول أديس أبابا.
أضاف أن جهود مكتب التمثيل التجارى والسفارة المصرية فى كينيا خلال معرض كينيا الدولى للكيماويات فى دورته الثانية الذى عقد 7 نوفمبر الماضي، تكللت بتوقيع 3 شركات مصرية تعاقدات توريد منتجات تعبئة وتغليف ومنتجات ورقية ومكتبية ومطبوعات ومواد دعاية ومجلات بقيمة 6 ملايين دولار سنويا لكينيا ما يعادل 45 مليون جنيه.
أكد أن وضع مصر على خريطة الصادرات لدولة كينيا كان من نتائج الشركة المصرية الكينية التى أسست العام الماضى بحجم استثمارات 5 ملايين دولار، بالتعاون بين رجال أعمال مصريين وكينيين، تهدف للترويج للمنتجات المصرية فى جميع الصناعات وليس الطباعة فقط، مشيراً إلى البدء فى الطباعة والتغليف والمنتجات الورقية، وخلال النصف الأول من عام 2015 تتوسع الشركة فى مجالات إنتاج الطاقة المتجددة وتصدير الحاصلات الزراعية النصف مصنعة، حيث ستقوم الشركات بتجميع المنتجات المصرية وتحديداً فى مجال مركزات العصائر.
وأشار إلى عقد لقاءات مع رئيس الغرفة التجارية فى كينيا لمناقشة انضمامها للاتحاد الأفريقى للطباعة والتغليف، على هامش مؤتمر الاستثمار فى نيروبى الذى استمر ثلاثة أيام بدعوة من الرئيس الكيني.
وأشار أن اتجاه غرفة الطباعة لرعاية معرض قطر للطباعة والتغليف والبلاستيك الذى عقد يوم 26 أكتوبر الماضي، كانت له مرجعية سياسية فى الدرجة الأولى لعلمنا المسبق أن السوق القطرى فى مجال الطباعة صغير جدا، إلا أن الغرفة أرادت وضع لبنة لعودة العلاقات إلى سابق عهدها، مؤكدا أن الأحداث والأوضاع أثبتت صدقه وتوقعاته فى تحسن الأوضاع بين مصر وقطر.
لفت إلى الإعلان قريباً عن توقيع عقود توريد منتجات مصرية لقطر، بحجم تعاقدات تتجاوز 5 ملايين دولار، مشيراً إلى أن وفد قطرى سوف يزور القاهرة خلال شهر ديسمبر المقبل لبحث مشروعات فى مجال استغلال المخلفات لإنتاج الطاقة وتكنولوجيا جديدة للبحث عن المعادن، بالإضافة للطباعة والتغليف.
وعن إنشاء الاتحاد الأفريقى للطباعة قال إن الاتحاد يهدف إلى طباعة كل ما تحتاجه دول القارة السمراء بالبلدان الأفريقية التى تحوى فرصاً كبيرة فى معدلات النمو بمجالات صناعة الطباعة والتعبئة والتغليف، موضحاً أن معظم دول أفريقيا تحولت من تصدير المواد الخام فى صورتها الأولية إلى تعبئة وتغليف هذه المنتجات وتصديرها فى صورة منتجات قابلة للبيع فى كبرى سلاسل التجزئة العالمية.
قال إن مجلس إدارة الاتحاد يضم 15 عضواً بالانتخاب 7 من الدول المؤسسة و5 ممثلين لكل شركات الطباعة والتعبئة من كل الدول، و3 من الاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التجارة العالمية، لإعطاء صبغة دولية وإقليمية للاتحاد، وضمان تمثيل جميع القطاعات فى الاتحاد المؤسسات الرسمية والشركات الخاصة، على أن تكون مدة الدورة ثلاث سنوات، مضيفاً أن الغرفة تبرعت بمقر للاتحاد فى القاهرة لمدة 3 سنوات ضماناً لوجود الاتحاد فى مصر، ومن المقرر تأسيس الاتحاد رسمياً يناير المقبل على أن تبدأ فعالياته خلال فبراير من نفس العام.
وعن شركة ألفا إيجيبت للمنتجات الورقية والمكتبية الذى يرأس مجلس ادارتها قال، إنها أضافت خطوط إنتاج جديدة فى مجال الكرتون المضلع والتغليف «الدوبليكس» باستثمارات تتعدى 2 مليون دولار، كما تعمل على التوسع فى طباعة الكتب المدرسية الفترة المقبلة.
وتوقع ان تحقق الشركة صادرات بقيمة 6 ملايين دولار بنهاية العام الجارى لدول السعودية ومدغشقر والسودان وكينيا التى وقعت الشركة معها عقود تصدير بقيمة 2 مليون دولار سنوياً.
كتب: سميرة سعيد