حسام هزاع: تدشين المسار يدعم رواج السياحة الثقافية من جديد
أحمد حمدى: حوادث الطرق لن تؤثر.. وتسيير المركبات ضمن مجموعات وليس رحلات فردية
عبدالرحمن فهمى: إعادة استئناف الرحلات.. رسالة طمأنة للعالم الخارجى
تلعب حوادث الطرق دوراً رئيسياً فى انخفاض معدلات الرحلات السياحية البرية أو تجنبها، وتباينت آراء العاملين بـ القطاع السياحى حول حجم الإقبال على زيارة مسار رحلة العائلة المقدسة باعتبارها نمطاً يعتمد على التنقل البرى.
قال أحمد حمدى، رئيس قطاع السياحة الداخلية بهيئة التنشيط السياحى، إن حوادث الطرق التى تقع مؤخرا بمختلف محافظات مصر، لن تؤثر على الرحلات السياحية البرية بشكل عام والوفود القادمة لزيارة مسار رحلة العائلة المقدسة بشكل خاص.
وأوضح أن وزارة السياحة بالتعاون مع الهيئة، دشنت نظاماً تأمينياً متكاملاً للرحلات السياحية البرية، حيث يتم تسيير المركبات ضمن مجموعات وليس رحلات فردية، ما يضمن السيطرة الأمنية عليها وتخصيص مرافقة من وحدات الأمن لتأمين خط سير الرحلات.
وأضاف أن الوزارة ألزمت جميع الأتوبيسات السياحية فى جميع الشركات، بتركيب أجهزة الـGPS لضمان متابعتها من خلال مركز مراقبة الحافلات السياحية الذى أقامته وزارة السياحة منذ 4 سنوات، مشيراً إلى أن الأتوبيسات السياحية التى لن تلتزم بتركيب الأجهزة لن يجدد ترخيصها.
أضاف أن مسار رحلة العائلة المقدسة، يعد نمطاً سياحياً جديداً تم تدشينه الشهر الماضى، وما زالت التوقعات ومؤشرات أعداد الوفود غير واضحة، مشيراً إلى أن السياحة تلقت طلبات من سوق أمريكا اللاتينية وأقباط المهجر لزيارة مسار العائلة المقدسة.
ويتكون برنامج رحلة العائلة المقدسة من 25 مساراً بداية من «الفرما»، ثم إلى «تل بسطة» حتى «مسطرد»، ويستكمل المسار ليصل إلى «سخا» ثم «وادى النطرون» حيث يحتوى على 4 أديرة مهمة، وهى «دير الأنبا بيشوى» ودير «السيدة العذراء» «السريان»، ودير البراموس، ودير القديس أبومقار، ويضم دير الأنبا بيشوى ضريح البابا شنودة ومائدة الرهبان وحصن الخباز.
من جانبه، توقع عبدالرحمن فهمى، رئيس مجلس إدارة شركة On time transport للنقل السياحى، أن يشهد الموسم المقبل من رحلات العائلة المقدسة، تحسناً طفيفاً باعتباره أول موسم بعد فترة توقف دامت 4 سنوات.
أوضح أن رحلات زيارة مسار العائلة المقدسة، توقفت بعد أحداث يناير 2011 لعدم القدرة على تأمين جميع الطرق خلال تلك الفترة العصيبة.
أضاف أن إعادة استئناف رحلات مسار العائلة المقدسة مؤخراً، يعد رسالة طمأنة للعالم الخارجى، ودليلاً على توافر المقومات الأمنية اللازمة لتأمين الطرق والحافلات السياحية، خاصة بعد اتخاذ إجراءات تأمينية على جميع الحافلات من قبل وزارة السياحة.
ذكر أن فترة التسعينيات كانت تشهد ذروة التوافد السياحى من مختلف الجنسيات الأجنبية لزيارة مسار العائلة المقدسة، حيث كان يصل متوسط الرحلات اليومية إلى 30 أتوبيساً سياحياً لكل شركة نقل برى.
يبدأ موسم إطلاق برامج رحلات العائلة المقدسة من شهر ديسمبر حتى يناير من كل عام.
وأشار «فهمى» إلى أن الرحلات البرية خلال الفترة الأخيرة نسبتها لا تتجاوز %2 والوفود تتنقل بحذر، وأغلبها يفضل السياحة الشاطئية لسهولة الوصول للمقصد عبر خطوط الطيران دون استقلال حافلات برية.
قال حسام هزاع، عضو غرفة الشركات السياحية، إن تدشين مسار رحلة العائلة المقدسة يعد نمطاً مختلفاً وإيجابياً، مشيراً إلى أنه سيضيف للأنشطة السياحية، بخلاف الرحلات المعتادة بالمقصد المصرى، ومن جهة أخرى سيدعم رواج السياحة الثقافية من جديد.
أضاف أن هذا النمط من الرحلات يستهدف شريحة معينة من السياح، وهى شريحة رجال الدين المسيحى والطبقة «المتدينة» بشكل عام والذين يعتبرون مسار العائلة المقدسة بمثابة «حج مسيحى» لهم كزيارة القدس.
أوضح أن مسار رحلة العائلة تم تفعيله منذ عدة سنوات، ولكن دون اهتمام بالترويج له، لذلك كانت نسب الإقبال على زيارته ضئيلة، متوقعاً ان يحظى بإقبال أفضل بعد إعادة إحيائه.
قال خالد الوقدى، رئيس الإدارة المركزية للمعلومات بمركز مراقبة الحافلات السياحية، فى تصريحات سابقة لـ «البورصة»، إن وزارة السياحة اتخذت إجراءات حاسمة خلال الفترة الأخيرة للتقليل من حوادث الطرق للأتوبيسات السياحية والمساهمة فى استئناف الرحلات البرية للوفود الأجنبية وإعادتها للمعدلات الطبيعية.
كانت من أهمها إلزام الأتوبيسات السياحية سعة الـ 50 راكباً، بتركيب أجهزة الـ GPS كأولى الخطوات والإجراءات المتبعة للتقليل من الحوادث.
أضاف أن المركز انتهى من تركيب أجهزة الـ GPS لـ 1800 أتوبيس سياحى من إجمالى 3000 أتوبيس كمرحلة أولى.
تستهدف الوزارة تركيب أجهزة الـ GPS لأسطول المركبات السياحية بالكامل، الذى يبلغ 23 ألف مركبة على مستوى الجمهورية، ما بين أتوبيسات سياحية سعة 50 راكباً، ومينى باص “كوستر” سعة 23 راكباً، وميكروباص سعة 16 راكباً، وH1 سعة 10 ركاب وليموزين.
لفت إلى ان المركز قام بتحديد سرعات مقررة لسير الحافلات السياحية على الطرق السريعة بحيث لا تتجاوز السرعة المقررة 100 كم فى الساعة، وتتم مراقبة السرعة لكل حافلة عن طريق اتصال جهاز الـ GPS بمركز المتابعة لتفادى حوادث الطرق.. وحال زيادتها عن المعدل المطلوب يتم الإبلاغ عن السائق.
ذكر أن سعر جهاز الـ GPS منذ 5 سنوات كان يبلغ 1300 دولار، وكانت تكلفة باهظة فى حينها.. لذا كانت تحجم شركات النقل السياحى عن تركيبه، فى حين أن تكلفته مؤخراً لا تتجاوز 2200 جنيه بعد توقيع بروتوكول التعاون مع شركة ETIT المصرية لخدمات التكنولوجيا والمعلومات المتخصصة فى استيراد تلك الأجهزة وتركيبها.
أوضح أن وزارة السياحة دعمت تركيب أجهزة التتبع بالحافلات السياحية، بحيث تتحمل %25 من تكلفة الجهاز فيما تتحمل غرفة شركات السياحة %25 أخرى وتسدد شركة النقل السياحى الـ %50 المتبقية. قررت وزارة السياحة بالاتفاق مع غرفة الشركات إرجاء تركيب كاميرات المراقبة بالأتوبيسات السياحية لحين الانتهاء من تركيب أجهزة الـ GPSبجميع حافلات النقل السياحى أولاً، بالإضافة إلى إعفاء الشركات من تحمل تكلفة مالية إضافية خلال الفترة الحالية.
قال إن قرار إنشاء مركز لمراقبة ومتابعة الحافلات السياحية جاء نتيجة حظر السفر الذى فرضته روسيا على رعاياها عام 2008 بسبب ارتفاع حصيلة حوادث الطرق فى مصر آنذاك.
كان السوق الروسى يحقق وقتها نحو 2 مليار دولار دخلاً سياحياً من زيارة 2 مليون سائح للمقصد المصرى.