“باشا…… صلي على النبي.. سيبولنا الزبالة، احنا عايزين الزبالة” هكذا بدأ روماني الطفل الذي لا يتجاوز عمره اثنى عشر عام حديثه ل “البورصة” حينما حاولت شرح له فكرة تقريرنا الصحفي عن “بزنس الزبالة” والشريحة المستفيدة من وراء القاء القمامة بالشوارع .
روماني يمارس هو وافراد عائلته مهنة جمع “كنوز الزبالة” كما يطلقون عليها من القمامة المتناثرة بالشوارع الرئيسية بواسطة عربة “كارو” يجرها حصان ابيض متهالك، تناول عنه اطراف الحديث عيد وهو احد اقارب روماني، شرح لنا كيف يستخلصون الاجزاء ذات القيمة الاقتصادية من بين اطنان من الزبالة.
“بنسرح يا بيه من صباحية ربنا لحد المغربية” خلال هذه الوردية اليومية الذي يقوم بها عيد و افراد اسرته يقومون بالتجول بين اطنان من الزبالة لاقتناء “الكرتون- الزجاج- الصفيح- البلاستيك- الورق” بين اطنان من القمامة، و الغريب في ذلك انهم يمارسون سياسة الفصل اثناء الجمع بحيث يوضع كل نوع في جزء خاص لوحدة على العربة “الكارو.
تقوم اسرة عيد ببيع عصارة مجهود اليوم لاحد التجار الذي بدوره يورده الى المصانع التى تعيد تدوير جزء كبير من تلك المخلفات، يورد كيلو الكرتون ب 40 قرش وخليط الورق و الكرتون ب 25 قرش و كيلو الزجاج او البلاستيك ب 10 قروش، و يتحصل يوميا الفرد من العاملين بالمنظومة ما بين 30 و 40 جنيه او “حسب تساهيل ربنا” بحسب الطفل الصغير روماني.
توجهنا الى الحلقة الثانية بمنظومة جمع “كنوز القمامة” كما اسماها روماني، وهو احد التجار الصغار و في نفس الوقت يعمل بالجمع، ويدعى مصطفى اقتحمنا عليه وكره وهو منهمك في تنظيف دجاجة من ريشها استعداد لتناول وجبة الغداء، في الزاوية اليسرى لمصطفى اناء به ماء يغلى على اجزاء من الخشب وكلبة وحولها جراءوها يتخطفون فضلات تنظيف الدجاجة بأفواههم.
تخلى مصطفى عن استكمال تجهيز وجبه غداءه فور اقتحامنا لمجلسه، وبدأنا اطراف الحديث وشرح لنا كيف يبدأ يومه بالسعي لجمع الكرتون والورق و الصفيح و البلاستيك من جبال القمامة المتناثرة هنا وهناك بين شوارع بشتيل و الوراق وكافة ارجاء امبابة.
مصطفى يسعى يوميا بعربته المدعومة بحصانا بني اللون يكلفه غذائه يوميا ما بين 20 و25 جنيه، بينما يبلغ سعر الحصان 2500 جنيه يسددهم على اقساط للتاجر الذي يورد له مصطفى القمامة المصنفة، بحسب مصطفى فانه يعتمد فى مهنته على الزبالة التى يجمعه بنفسه و التى يشتريها من الجامعين الاخرين وذلك طوال 10 سنوات هى خالص خبرته التى قضاها بين جبال الزبالة.
يشترى مصطفى كيلو الكرتون ب 35 قرش من الجامعين ليوردها للتاجر ب 45 قرش و 10 قروش للبلاستيك او الزجاج، فيما يقوم التاجر وفقا لمصطفى بتوريدها لمصانع تدوير المخلفات.
هذا كان الفصل الاول من بزنس الزبالة ويتبقى فصلان اخران نعدكم باستكمال سرده، لتبيان الفارق بين الامم حتى في استغلال مخلفاتها، ففي الوقت الذي نترك قمامتنا متناثرة بالشوارع لنقل الامراض وتشويه المنظر الحضاري توظفه امم اخرى في توليد الطاقة مع المحافظة على الشكل الجمالي.