من المفترض أن يكون انخفاض أسعار النفط إيجابياً للاقتصاد الأمريكي، ولاسيما في زيادة إنفاق المستهلكين – الذي يمثل 70% من الاقتصاد ككل، بالإضافة إلى زيادة مدخرات المواطنين.
ورغم ذلك، أثار الانخفاض السريع في أسعار النفط على نحو مفاجئ مخاوف المستثمرين متسبباً في عمليات بيع مكثفة بأسواق الأسهم، ويوضح موقع “ماركت ووتش” أربعة عوامل تسببت في مخاوف المستثمرين إزاء انخفاض النفط نحو أدنى مستوياته في أكثر من خمس سنوات ونصف.
1. ضعف النمو الاقتصادي العالمي
ما يؤرق الجميع في هذه الحالة هو أن انخفاض أسعار النفط بالإضافة إلى سلع أخرى هامة من الناحية الاقتصادية كالنحاس ربما يكون إشارة إلى مشكلة بالاقتصاد العالمي، حيث إن ضعف التعافي الاقتصادي بمنطقة اليورو والمخاوف إزاء آسيا قد تسببا في تراجع الطلب على النفط حتى في ظل معدلات الإنتاج القوية.
2. ضغوط العائد المرتفع على سندات الشركات
تعرضت سندات الشركات مرتفعة العائد لضغوط عنيفة بفعل انخفاض أسعار النفط، وهو ما عكس مخاوف بشأن منتجي الوقود الصخري وشركات طاقة أخرى.
ويجب الحذر أن العائد على السندات الرديئة قد فاق عائد أرباح الشركات المدرجة على مؤشر “S&P 500” الأوسع نطاقاً، حيث إن سندات الشركات مرتفعة العائد أكثر عرضة لمخاطر قطاع الطاقة من مؤشرات الأسهم.
3. الأزمة الروسية
م تكن روسيا بعيدة عن هذه الأزمة، فقد تسبب انخفاض النفط في تفاقم الوضع بها وسط عقوبات الغرب، وانهيار الروبل إلى مستويات قياسية مقابل الدولار ومحاولات البنك المركزي لوقف هذا الانهيار.
ويعيد ذلك إلى الأذهان أزمة تعثر روسيا في سداد ديونها عام 1998 التي عصفت بالأسواق الناشئة، مما أثر في النهاية على الاقتصاديات المتقدمة أيضاً.
4. المخاطر على القطاع المصرفي
حدثت هزة عنيفة للبنوك في ولاية “تكساس” الأمريكية خلال ثمانينيات القرن الماضي بسبب قروض الطاقة عقب انخفاض أسعار النفط .
وبناءً على ذلك، يرى الخبراء أن استمرار انخفاض الأسعار إلى ما دون 65 دولاراً للبرميل لفترة ممتدة ربما يقود إلى ضعف الطلب على قروض الطاقة بالإضافة إلى الأثر السلبي على ولايات أمريكية تعتمد اقتصادياتها على النفط مثل “تكساس” و”أوكلاهوما”.
كما تجدر الإشارة إلى تضرر القطاع المصرفي في دول أخرى منتجة للطاقة مثل كندا، بالإضافة إلى الآثار السلبية على سوق العمل وإقراض الطاقة.