نزيف حاد بالبورصات ومؤشرات السعودية ودبى وأبوظبى تهوى 7% ومصر تهبط 3.5%
واصلت الأسواق العربية والبورصة المصرية تجرع مرارة الخسارة أمس، بعدما أغلقت مؤشراتها على تراجعات حادة.
وأوقفت سلطة سوق دبى المالى وبورصة أبوظبى تداول الأسهم التى تتراجع %5 خلال الجلسة لمدة 5 دقائق لإعطاء فرصة للمساهم للتفكير فى القرار، على أن يعود السهم إلى التداول مرة أخرى.
وكان فى مقدمة الأسواق المتراجعة البورصة السعودية التى هوى مؤشرها %7.27، ليغلق عند7330 نقطة، ولم يكن مؤشر سوق دبى أفضل حظاً، فقد تراجع بنفس النسبة تقريباً ليغلق عند 3084 نقطة، وانخفض سوق أبوظبى%6.9، وأغلق عند 3892 نقطة، وتراجعت بورصة قطر%3.51 وأقفلت على 11057 نقطة، والكويت هبطت %2.08 فقط عند 6171 نقطة.
واكتست مؤشرات البورصة المصرية أمس باللون الأحمر، وهبط المؤشر الرئيسى egx30 نحو%3.58، وأغلق عند 8516 نقطة.
وهبط مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة egx70 إلى مستوى 555 نقطة، متراجعاً %4.35. وامتدت الخسائر إلى «egx100» الأوسع نطاقاً، وانخفض%3.43 ليصل إلى 1047 نقطة.
أرجع متعاملون استمرار تراجع البورصات العربية لخمس جلسات متتالية إلى الهبوط الحاد فى أسعار النفط، الذى وصل لمستوى 54.15 دولار للبرميل خلال تعاملات أمس.
توقع شريف كمال، مدير إدارة التحليل الفنى بشركة «بايونيرز» لتداول الأوراق المالية، أن يختبر مؤشر البورصة الرئيسى اليوم مستوى 8400 نقطة، وحال كسره لأسفل سيبحث السوق عن قاع جديد خلال الفترة القادمة.
أشار كمال إلى أن مواصلة الهبوط أو ارتداد المؤشر لأعلى، متوقفة على أداء الأسواق العالمية والعربية اليوم، نظراً للارتباط الوثيق بين الأسواق حالياً.
وقال مدير إدارة التحليل الفنى بشركة «بايونيرز» إن انهيار مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة بنسب مرتفعة هو نتيجة للخوف الذى سيطر على صغار المستثمرين، بجانب إغلاقات الشراء بالهامش من قبل المؤسسات والشركات.
قال شوكت المراغى، العضو المنتدب لشركة اتش سى لتداول الأوراق المالية، إن تراجعات السوق وراءها عوامل عدة، أبرزها أن «خام برنت» كسر مستوى 60 دولاراً للبرميل ليصل إلى أدنى سعر منذ 5 أعوام، ورفع «المركزى» الروسى سعر الفائدة، والانكماشات التى لحقت بالاقتصاد الصينى، وسط ترقب اجتماع الاتحاد الفيدرالى الأمريكى، ما عزز من هبوط الأسواق الناشئة.
وأضاف «فى ظل تلك التراجعات سوف يواجه المستثمرون الأجانب صعوبة فى التخارج من البورصة المصرية، نتيجة الارتفاعات المستمرة لسعر الدولار، كما أن الاستثمارات العربية المرتقبة خلال العام المقبل قد تتأثر سلباً بسبب الظروف الاقتصادية التى تمر بها دول الخليج، بما قد يؤثر على طموحات الاقتصاد القومى، بينما تراجع أسعار البترول لن ينعكس بالإيجاب على الاقتصاد المصرى إلا فى الأجل البعيد، بسبب توقيع مجموعة من العقود طويلة الأجل بالأسعار الأساسية.
وعلى صعيد التطورات الأخيرة فى سوق الأوراق المالية السعودية، قال عبدالله بن شن، رئيس مجلس إدارة شركة تيم ون للاستشارات المالية، إن الأسهم لم تنخفض فقط بسبب التراجعات النفطية، إنما تأثرت أيضاً بإغلاقات صناديق الاستثمار مراكزها المالية قبل نهاية العام الجارى، خاصة أن معظمها صناديق حكومية بنسبة %60.
أضاف أن انخفاض الأسعار إلى مستويات متدنية أقل من القيمة الاسمية والدفترية يدفع صناديق الاستثمارات العامة وصناديق التقاعد لمعاودة الشراء مرة أخرى، لامتلاكها أكبر سيولة بين جميع المؤسسات المالية بالسوق، لتعاود البورصة الصعود من جديد.
قال أنس الصالح، وزير المالية الكويتى، قبل يومين، إن بلاده قد تلجأ للاقتراض من الاحتياطى لتمويل مشروعات التنمية بسبب هبوط أسعار النفط.
وأوضح فى تصريحات صحفية أن سعر 60 دولاراً لبرميل النفط يعنى عجزاً مؤكداً لميزانية الكويت العام المقبل.
قال حسين الشربينى، العضو المنتدب لشركة فاروس لتداول الأوراق المالية، إن التراجع الحالى للسوق المصرى طبيعى فى ظل التراجع الجماعى للبورصات العربية.
أضاف «رغم تراجع السوق أمس واتجاه صافى تعاملات الأجانب أمس نحو البيع، لم يشهد السوق تخارجات حقيقية
لمستثمرين أجانب.
ولفت الشربينى إلى أن مبيعات المؤسسات المصرية أمس كان ناتجاً عن عمليات الاستردادات القوية لوثائق صناديق الاستثمار خوفاً من تراجعات جديدة للسوق، وهو ما دفع العديد من الصناديق للبيع لتوفير السيولة الكافية لهذه المطالبات.
بينما قال هانى محمود، العضو المنتدب لشركة بلوم لتداول الأوراق المالية، إن الفرص الاستثمارية فى مصر واعدة، بعد تدشين محور قناة السويس الجديدة وغيرها من المشروعات العملاقة، واعتزام شركات مثل «أوراسكوم للفنادق» و«OCI» إعادة قيدها مرة أخرى يبدد المخاوف بشأن هروب الاستثمارات العربية إلى أسواقها.
قال أحمد خالد، مدير إدارة التحليل الفنى بشركة عربية أون لاين، إن مستويات 8500، 8470 نقطة، لا تزال مستويات دعم مهمة للمؤشر الرئيسى EGX30، وحال كسرها سوف يتراجع السوق إلى مستويات 7600، ثم 7200 نقطة بما يغير من اتجاه السوق على المدى المتوسط من الاتجاه العرضى إلى الاتجاه الهابط.
وبرغم ارتفاع أحجام تعاملات البورصة- أمس- إلى مستوى 725 مليون جنيه، التفت السماسرة بقاعة تداول البورصة بعيداً عن شاشات التداول، منشغلين بألعاب الموبايل أو جلسات السمر والضحك.