مينج: افتتاح المرحلة الأولى من مشروع الألياف الزجاجية مايو المقبل باستثمارات 280 مليون دولار
التراخيص وعدم توافر الأراضى الصناعية أبرز معوقات جذب الاستثمار الأجنبى لمصر
أبدت قنصلية الصين بالإسكندرية، رغبة الحكومة الصينية، للمشاركة فى عدد من المشروعات بمصر خلال الفترة المقبلة، خاصة المشروعات المتعلقة بالبنية التحتية، والمناطق اللوجستية، ومشروع محور تنمية قناة السويس.
ويصل حجم التبادل التجارى الإجمالى بين مصر والصين لـ 10 مليارات و200 مليون دولار، وهو رقم قياسى جيد، بينما من المتوقع أن يصل إلى 11 مليار دولار خلال العام الحالي، فى حين يبلغ حجم الصادرات المصرية إلى الصين ملياراً و800 مليون دولار.
كشف شين شياو مينج، قنصل عام الصين بالإسكندرية، عن اتجاه المستثمرين الصينيين، لضخ استثمارات جديدة فى المنطقة الصناعية بالعين السخنة، ومدينة برج العرب الصناعية، مطالباً بتذليل العقبات أمام تلك الاستثمارات، خاصة فيما يتعلق بتخصيص الأراضى الصناعية.
قال القنصل العام فى حوار لـ«البورصة»، إن الأوضاع السياسية والاقتصادية فى مصر، شهدت تطوراً كبيراً بعد إجراء الانتخابات الرئاسية، خاصة على المستوى الأمنى، متوقعاً استمرار حالة التطور من خلال تنفيذ المشروعات الضخمة التى أعلنت عنها الدولة.
أضاف: إن زيادة أعداد السياح فى مصر بشكل ملحوظ خلال موسم الصيف الماضي، تعد من أهم مؤشرات تحسن الأوضاع الاقتصادية فى مصر، بالإضافة إلى حفر المجرى الملاحى الجديد لقناة السويس، ومخطط تنمية تلك المنطقة، لافتاً إلى أن ذلك المشروع من شأنه إحداث نقلة كبيرة للاقتصاد المصرى.
أضاف شين شياو مينج، أن محافظات الإسماعلية، والسويس، وبورسعيد، والإسكندرية، تتبع لإدارة القنصلية الصينية بالإسكندرية، مشيراً إلى وجود رجال أعمال صينيين، يرغبون فى دخول السوق المصري، لكنهم يواجهون بعض الصعوبات فى إنهاء الاجراءات، والتى يستغرق بعضها اكثر من 6 أشهر، فى حين أنها لا تتجاوز شهراً واحداً فى الصين.
أضاف، أن طول فترة الإجراءات، وإنهاء التراخيص، من أهم عوائق الاستثمار فى مصر، مطالباً بضرورة تعديل قانون الاستثمار، لمنح تسهيلات للمؤسسات الأجنبية لضخ استثمارات جديدة.
أوضح شين شياو مينج، أنه بجانب صعوبة الإجراءات وتخصيص الأراضى الصناعية، فإن استخراج إذن الإقامة والعمل فى مصر من الأمور المعوقة للاستثمار، حيث تستغرق فترة تتراوح بين 6 أشهر وعام.
قال إن المؤسسات المصرفية فى مصر، ترفض التعامل بالعملة الصينية، ما يضطر المستثمرين الصينيين العاملين فى مصر، لتحويل أرباحهم من الجنيه المصرى إلى الدولار، لتحويلها إلى بلدهم.
أكد أن مصر تعد من الأسواق المستهدفة للمستثمر الصينى، باعتبارها أكبر الأسواق فى القارة الأفريقية، لكن المستثمر يحتاج إلى الحفاظ على تحقيق ربحية مناسبة تمكنه، وتشجعه على ضخ استثمارات.
قال قنصل عام الصين بالإسكندرية، إن وزير الخارجية الصينى عبر عن رغبة المؤسسات والشركات الصينية للاستثمار فى مصر، خاصة فى المشروعات اللوجستية بمحور قناة السويس، لافتاً إلى أنه طلب من الرئيس المصرى خلال لقائه به، منح الفرصة لتلك المؤسسات، للتعاون خاصة فى مجالات البنية التحتية، والسكة الحديد التى تتميز بها الصين.
أوضح أن الشركات العاملة فى المنطقة الصناعية المصرية الصينية المشتركة فى العين السخنة، تقدمت بطلب للحكومة المصرية لتوسيع المنطقة، لافتاً إلى أن تلك المنطقة تضم حالياً 50 شركة، تتنوع بين الشركات الصينية والشركات المصرية الصينية المشتركة.
أضاف أن المنطقة الصناعية، تضم كذلك عدداً من المصانع الصغيرة والمتوسطة إلى جانب مصانع الإلكترونيات، كما يوجد العديد من العروض الجديدة للاستثمار فى المنطقة، تتوقف على استجابة الحكومة المصرية لتخصيص أراض جديدة.
أشار إلى أن افتتاح أهم المصانع العاملة فى المنطقة، ويعد من كبريات الشركات المتخصصة فى صناعة الألياف الزجاجية فى العالم، بطاقة إنتاجية إجمالية تقدر بنحو 80 ألف طن سنوياً، وسيتم افتتاح المصنع رسمياً مايو المقبل، مشيراً إلى بدء الإنتاج التجريبى بالمصنع.
قال قنصل عام الصين بالإسكندرية، إن المصنع يعد الأكبر على مستوى القارة الأفريقية، ويعتمد على استخدام المادة الخام من الحجر، مع تعرضه لدرجة حرارة عالية، ويدخل فى صناعة الطائرات، والمراكب، والعديد من الصناعات الأخرى.
أضاف أن التكلفة الاستثمارية للمرحلة الأولى بالمشروع تقدر بنحو 280 مليون دولار، ويشمل مخطط المشروع، تنفيذ مرحلة ثانية، ليصل إجمالى استثماراته نحو 500 مليون جنيه، وتبلغ المساحة الإجمالية للمشروع 145 ألف مترمربع.
أوضح أن المرحلة الثانية من المصنع توقف تنفيذها حالياً، لحين حل مشكلة نقص الطاقة، لافتاً إلى أن الشركة مستعدة لاستكمال المشروع، ورصدت الاستثمارات المطلوبة، وتنتظر توفير الطاقة فقط.
لفت إلى أنه يتم حالياً إنشاء شركة جديدة فى المنطقة الصناعية، متخصصة فى بناء الصوامع لتخزين الحبوب، ومن المخطط الانتهاء من تنفيذ المشروع خلال عام، لافتاً إلى أن الصين متقدمة فى مجال الإنشاءات، والبنية التحتية، واستخدام أحدث التكنولوجيا فى ذلك المجال، حيث تنجز الشركات الصينية تلك الإنشاءات خلال فترات زمنية قصيرة جداً.
أشار قنصل عام الصين بالإسكندرية، إلى أن منطقة العين السخنة ما زالت صحراوية، وتحتاج إلى مزيد من الاستثمارات لتعميرها، مطالباً الحكومة المصرية بتشجيع جذب تلك الاستثمارات عن طريق تسهيل توفير الأراضي، وتسهيل إجراءات التخصيص التى تعد من أكبر المعوقات، التى تواجه المستثمر الأجنبى فى مصر.
فى سياق آخر، قال القنصل العام لسفارة الصين بالاسكندرية، إن مجموعة «new hope» الصينية لصناعة الأعلاف، والتى تعد إحدى أكبر الشركات المتخصصة فى ذلك المجال، تقدمت بطلب للاستثمار فى مدينة برج العرب، إلا أنها ما زالت تواجه صعوبات فى تخصيص الأرض.
أضاف أن الشركة خصصت استثمارات تقدر بنحو 25 مليون دولار، لإنشاء المصنع الجديد، مشيراً الى أن الشركة حددت جدولاً زمنياً للبدء فى التنفيذ حتى نهاية العام الحالى، وفى حالة تأخر إجراءات التخصيص، سيتم سحب المشروع وتحويله إلى دولة أخرى.
أكد شياو مينج، أن الشركة تسعى لتخصيص أرض المشروع من خلال وزارة الصناعة منذ 10 أشهر، على الرغم من استيفاء جميع الإجراءات المطلوبة، موضحاً أن الشركة قدمت طلب تخصيص الأرض من خلال وزارة الإسكان، وهيئة المجتمعات العمرانية، وتم تحويل ولاية التخصيص لوزارة الصناعة.
قال شياو مينج، إن مثل تلك المشروعات الجديدة، تعود بالنفع على الاقتصاد المصرى سواء من ناحية الضرائب التى تسددها تلك الشركات للحكومة المصرية أو تشغيل عمالة جديدة، متوقعاً أن يوفر المشروع نحو 200 فرصة عمل.
أكد قنصل الصين، أن شبكة الطرق فى مصر، تحتاج إلى تطوير لتتناسب مع النمو السكانى المتزايد، بالإضافة إلى ضرورة تطوير السكة الحديد، وأنظمة المرور والإشارات الإلكترونية لحل أزمة المرور.
أشار إلى أن قنصلية الصين بالإسكندرية، تسعى لتفعيل اتفاقيات التوأمة بين مقاطعة كوانجو ومدينة شانغهاى مع محافظة الإسكندرية خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد استقرار الأوضاع السياسية فى الدولة، وهى اتفاقية للتعاون فى جميع المجالات، وتفتح الباب لعقد اتفاقيات تعاون فى العديد من المجالات، لافتاً إلى أن هناك خطة لتعاون مشترك بين الحكومتين فى مجال التدريب.
كتب: نجلاء أبو السعود
منة الله هشام