انتهت فعاليات الدورة الثانية للمنتدى العربي للبحث العلمي والتنمية المستدامة، الذي استضافته مدينة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى الحاكم لدولة الإمارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة، الرئيس الفخري للمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، تحت شعار “للطليعة سنعود”. ونظمت المنتدى المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة “الألكسو ALECSO”، بالشراكة مع المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا.
وقال الدكتور عبد اللـه عبد العزيز النجار، رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، إن حال البحث العلمي ليس بالسوء، وهناك أدلة واضحة تؤكد أن المجتمع العلمي العرب قادر على العطاء والنجاحات العلمية والاختراعات العربية في ازدياد، وأننا أصبحنا قريبين من المساهمة في اقتصاديات المعرفة والتنمية المستدامة.
أضاف أن العلماء المشاركون في المنتدى خلصوا إلى مجموعة من التوصيات، التي تركزت حول: الاهتمام بالباحثين الشباب في الدول العربية واتخاذ التدابير اللازمة لضمان مشاركتهم في الدورات القادمة للمنتدى، وإطلاق الشبكة العربية للملكية الفكرية مع إدخال مفاهيم الملكية الفكرية في المناهج التعليمية وزيادة الوعي بها في المجتمعات العربية، ودعوة الجهات العربية المعنية بالبحث والابتكار لتأسيس الصندوق العربي للاستثمار في نتائج البحث العلمي كآلية من أليات الانتقال إلى اقتصاد المعرفة، والعمل علي إنشائ المؤسسة العربية لرعاية المحتوى التعليمي العربي وتوفير متطلباته والموارد الكفيلة للتوسع في استخدام المصادر والموارد التعليمية المفتوحة المصدر.
أضاف النجار أن توصيات المنتدى شملت كذلك، تعزيز الجهود العربية لرعاية العلماء العرب في المهجر واستقطابهم للمشاركة في جهود التنمية المستدامة في الدول العربية والاستفادة منهم في حل المشاكل التي تواجهها الدول العربية، مع تقوية التعاون العربي مع كل الشركاء الدوليين والاستفادة من الخبرات والتجارب الدولية الناجحة.
أكد جاك فان مير Jacques Van Meer ممثل بنك الاستثمار الأوروبي ومركز مارسيليا للتكامل المتوسطي الاهتمام بقضايا المياه والبحث والتطوير والتعليم والابتكار. مشيرا إلى أن بنك الاستثمار الأوروبي يستثمر قرابة 15 مليار يورو لدعم البحوث العلمية والتطوير والابتكار، والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وفي الدول العربية الشريكة. موضحا أن هناك نقصا واضحا في البيانات والمعلومات حول نشاط القطاع الخاص واستثمارات في مجالات البحوث والتطوير المرتبطة بالصناعات، بالإضافة إلى نقص البيانات الخاص بالفاعلين في القطاع الاجتماعي.
قال ريجاس أرفانتيس Rigas Arvanitis من معهد البحث والتطوير في فرنسا IRD France، عن أهمية وجود إدارات متخصصة لدعم وتوجيه سياسات البحث والتطوير R&D، في ظل النقص الحاد في الاحصائيات والبيانات التي لا تعكس واقع الحالة العربية بدقة، مع ضرورة ربط البحث العلمي بالابتكار بدرجة قوية، بحيث لا تجرى الأبحاث لأغراض الترقيات الوظيفية والإدارية بل لتلبية احتياجات الاقتصاد والمجتمع، في ظل غياب أى توجه عربي للاستفادة من الاستشارات العلمية لأغراض التنمية والتطوير، مع الاهتمام بإعداد تقارير دورية دقيقة عن واقع البحث والتطوير والتنمية المستدامة والابتكار في الدول العربية، وتنظيم ورش عمل تدريبية للباحثين، ودعم ثقافة التعاون وتبادل الخبرات الإقليمية والدولية بين الدول العربية والاتحاد الأوروبي وبقية دول العالم في مجالات العلوم والبحث العلمي والتطوير.
وأوضحت أنجيلا ليبراتور Angela LIBERATORE، رئيسة وحدة سياسات الجوار الأوروبية لمنطقة أفريقيا والخليج أن البحث العلمي هو الممر الإيجابي، الذي يمكن أن يساهم في تدعيم أواصر الحوار والتعاون بين ضفتي البحر المتوسط في الشمال “الاتحاد الأوروبي” وفي الجنوب “أفريقيا ومنطقة الخليج”. مؤكدا أن المراكز البحثية والباحثين يمكن أن يكونوا قاطرة التعاون المشترك بين مختلف الأطراف. مشددة على اهتمام أوروبا بالتعاون مع دول المنطقة في مجالات البحث العلمي والابتكار التكنولوجي ونقل التكنولوجيا، إنطلاقا من علاقات المصالح المتبادلة والمتوازية.
أما الدكتورة غادة محمد عامر، نائب رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا فأوضحت الدورة الثانية للمنتدى العربي للبحث العلمي والتنمية المستدامة شملت عددا من المحاور المهمة، منها: النهوض باللغة العربية، والمؤشرات التنموية العربية، واستعراض التجارب العربية الناجحة، وقضايا النشر العلمي وحقوق الملكية الفكرية، إضافة إلى التعاون العربي الدولي مع اليابان والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي. كما تطرق المشاركون إلى إطلاق شبكة للاهتمام بالعلماء في المهجر، ومشروعات عربية تشرف عليها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وهي : مشروع تنمية وتطوير الموارد التعليمية العربية المفتوحة، وإطلاق محرك البحث العربي على الشبكة الدولية للمعلومات “الإنترنت”.
كما شهدت هذه الدورة منح جائزة الألكسو للباحثين والمبدعين الشباب، التي كان مجالها التكنولوجيات الأحيائية لهذه الدورة، والتي فازت بالمركز الأول فيها الباحثة العراقية رؤي عبد السادة جبار العطواني وقيمة الجائزة 10.000 دولار دولار، أما الجائزة الثانية فكانت للباحثة المصرية الدكتورة نشوى ممدوح محمد البنداري عن بحثها “تطبيقات ذكية معتمده على معالجة البيانات والصور لمراقبة مراحل نمو المحاصيل الزراعية وتاثير التغيرات المناخية على زراعتها” وقيمة الجائزة 6000 دولار