مفاوضات مع 3 شركات كبرى للمساهمة فى المشروع ودراسة طرحه للاكتتاب العام
أحمد خليل: خطة لرفع الإنتاج لـ1.2 مليار عبوة سنوياً
الشركة تضيف 5 مستحضرات للكبد والجهاز الهضمى مطلع العام المقبل
400 ألف دولار خسائر الشركة نتيجة توقف التصدير لليمن الفترة الماضية
الشركات الأجنبية تستحوذ على %60 من مبيعات السوق
33 مليار جنيه مبيعات متوقعة لسوق الدواء بنهاية العام الجارى
خاطبت شركة « western » للصناعات الدوائية ، هيئتى التنمية الصناعية والمجتمعات العمرانية، لتخصيص قطعة أرض على مساحة 5 آلاف متر بمدينة القاهرة الجديدة لإنشاء مصنع لإنتاج الكبسولات الجيلاتينية الصلبة وتعبئة وتغليف الأدوية.
قال أحمد خليل، رئيس مجلس إدارة الشركة فى حوار لـ «البورصة»، إن « western » انتهت مؤخراً من إعداد دراسات جدوى المشروع والتصميمات المبدئية وتنتظر تخصيص الأرض لبدء التنفيذ مطلع العام المقبل.
وفقاً لـ «خليل» تقدر التكلفة الاستثمارية للمشروع بنحو 150 مليون جنيه، ينفذ على 3 مراحل تنتهى 2017، ويمول ذاتياً من « western » بمساهمة 3 شركات كبرى _ رفض الإفصاح عنها _ تتفاوض « western» معها فى الوقت الحالي.
وأوضح أن الشركة بصدد تأسيس شركة جديدة تحت مسمى «القاهرة الجديدة للأدوية» تساهم فيها « western » مع الشركات الثلاث التى تفاوضها للمشاركة فى المشروع، مشيراً إلى أن التمويل لا يمثل عقبة لتنفيذ المشروع، حيث إن الشركة تخطط لطرحه للاكتتاب العام حال عدم التوصل لاتفاق مع المساهمين، خاصة أن الشركة لا تتعامل مع البنوك لتدبير التمويل.
وتستهدف الشركة إنشاء خط إنتاج لتصنيع الكبسولات الجيلاتينية الصلبة غير المتوفرة فى السوق المصرى فى المرحلة الأولى من المشروع، على أن تضيف خطى إنتاج لتصنيع المحاليل الطبية وفلاتر الغسيل الكلوى وتعبئة وتغليف العبوات الدوائية فى المرحلتين الثانية والثالثة ــ حسب خليل.
وأشار إلى أن مدينة القاهرة الجديدة المزمع إنشاء المصنع فيها تضم نحو 1250 مصنعا باستثمارات تتجاوز مليار جنيه، بينها 250 مصنعا كبيرا ونحو 1000 متوسط وصغير، موضحاً أن مصانع المدينة تعانى عدم اكتمال المرافق وتوصيل الكهرباء.
وطالب خليل بضرورة تدخل الحكومة لتوفير المرافق لمصانع مدينة القاهرة الجديدة قبل البحث عن جذب استثمارات جديدة، مشيراً إلى أن تشغيل المصانع الحالية يوفر 100 ألف فرصة عمل خلال 3 أشهر.
وتعد « western » إحدى الشركات المتخصصة فى إنتاج أدوية الكبد والجهاز الهضمى والأمراض النفسية والعصبية، وتتواجد فى السوق المصرى منذ عام 1998 تحت مسمى شركة انترناشيونال ميديكال، وقامت بإنشاء مصنع ويسترن للصناعات الدوائية عام 2005.
وتضم الشركة 5 خطوط إنتاج لتصنيع الأقراص والكبسولات وتعبئة البودرات، بجانب خطوط لإنتاج الاشربة والكريمات والمراهم.
وتمتلك الشركة 70 مستحضراً بالسوق المصرى إضافة إلى 20 مستحضراً حصلت الشركة على ترخيصها ولم تنتجها بسبب التسعير المتدنى مقارنة بتكاليف الإنتاج، ما دفع وزارة الصحة الى الغاء الترخيص.
وطالب خليل بضرورة استجابة وزارة الصحة لرغبة شركات الأدوية وتحريك أسعار الأدوية التى تزيد تكلفتها على سعر بيعها للجمهور، مشيرا إلى أن الشركة تعتزم التقدم بطلب للوزارة لتحريك عدد من مستحضراتها خلال الفترة المقبلة.
فى سياق متصل قال خليل، إن «ويسترن» تعتزم تسجيل 30 مستحضراً جديداً خلال السنوات المقبلة، متوقعاً تسجيل 5 منها لعلاج الكبد والجهاز الهضمى والأمراض الجلدية مطلع العام المقبل.
وأعلن أن شركة ويسترن تستهدف المشاركة فى 4 مناقصات لتوفير أدوية للقوات المسلحة والشرطة ومصر للطيران والمستشفيات التعليمية خلال الفترة المقبلة، مؤكداً أن الشركة تتقدم لمناقصات التأمين الصحى منذ 4 سنوات وتورد 60 ألف علبة دواء للصرع للمستشفيات التابعة له شهرياً وتوفر للدولة 20 جنيهاً فى ثمن العلبة الواحدة مقارنة بسعر الشركة الأجنبية التى تولت التوريد للوزارة السنوات الماضية.
وأشار إلى أن شركته تقدمت بطلب لوزارة الصحة لإنتاج عقار سوفالدى المعالج لفيروس «سى» وكذلك تسجيل عقار هارفونى، وتنتظر موافقة اللجنة الفنية بالوزارة لبدء إنتاج العقار، مشيراً إلى أن إنتاج «سوفالدى» سيكون بحس، وطنى ولا يستهدف الربح.
ونفى خليل امكانية إنتاج عقار سوفالدى قريباً فى ظل طول مدة التسجيل فى إدارة الصيادلة خاصة أن دراسة التكافؤ الحيوى فقط تستغرق ما بين 6 أشهر وسنة.
من جهة أخرى، أشار رئيس مجلس إدارة ويسترن، إلى أن شركته تكبدت خسائر بنحو 400 ألف دولار خلال الفترة الماضية نتيجة توقف الصادرات إلى اليمن فى ظل الأحداث السياسية المضطربة التى تشهدها، متوقعاً أن تعوض الشركة تلك الخسائر مع استئناف التصدير مرة أخرى لليمن.
أوضح أن «ويسترن» تعتزم التصدير إلى الأردن وغانا ولبنان خلال الفترة المقبلة بعد تسجيل مستحضراتها هناك، وتستهدف التوسع بالصادرات إلى العديد من الدول الأفريقية السنوات المقبلة.
وتنتج «western» حوالى 750 ألف عبوة شهرياً، وتخطط لرفع طاقتها الإنتاجية إلى مليون عبوة شهرياً ما يعادل 1.2 مليار عبوة سنوياً، وفقاً لخليل.
وتعمل «western» وكيلاً لشركتين أمريكيتين كبيرتين هما «ايكرت» التى تستورد منها مستحضرين، و«الترا كير» 4 أصناف.
فى سياق متصل قال خليل، إن القطاع الدوائى مازال جاذباً للاستثمار رغم الصعوبات التى يواجهها، مؤكداً أن القطاع فى حالة نمو مستمر رغم عدم تحريك الأسعار وارتفاع الدولار ونقص العمالة المدربة وارتفاع مصاريف التسجيل وعدم تشجيع الحكومة للتصدير وتراجع الصادرات لبعض الأسواق العربية المجاورة.
أضاف أن صناعة الأدوية مربحة وواعدة وأمامها فرص كبيرة للاستثمار المحلى والأجنبى لكنها بحاجة إلى تخطيط جيد، مطالباً الحكومة بالتوسع الأفقى فى صناعة الدواء بحيث تفتح المجال للاستثمار فى المجالات المكملة مثل صناعة المواد الخام والكبسولات الجيلاتينية الصلبة وصناعات التعبئة والتغليف.
أشار إلى أن الفترة الماضية شهدت تراجع نتائج أعمال عدد من شركات الأدوية المحلية نتيجة إصرار وزارة الصحة على عدم تحريك أسعار الأدوية، لكن برغم تراجع الربحية لم تتعثر شركات الأدوية واستمرت فى عملها.
أضاف أن الشركات التى تراجعت ربحيتها اتجهت إلى تقليل إنتاجها من بعض المنتجات التى تزيد تكلفتها على سعر بيعها للجمهور، نافياً انسحاب عدد من شركات الأدوية من السوق المصرى، قائلاً: «لا يوجد سوى مصنعين فقط هما من اتخذا قرار الخروج».
وتابع أن هناك 15 دواء على الأقل تحقق خسائر فى كل مصنع، واتجهت الشركات لتقليل إنتاجها منها مما فاقم أزمة نواقص الأدوية.
وكانت الفترة الماضية شهدت نقص عدد كبير من الأدوية حصرتها نقابة الصيادلة فى 700 مستحضر نتيجة توقف بعد الشركات عن إنتاجها للحد من الخسائر.
فى سياق آخر أشار خليل، إلى اعتزامه الترشح لانتخابات مجلس الشعب المقبلة والمزمع إجراؤها الربع الأول من العام المقبل، مشيرا إلى أن برنامجه يتضمن إنشاء مصنع للمواد الخام فى مصر بما يحفظ الأمن القومى المصري، خاصة أن الشركات المحلية تعتمد على استيراد %100 من المواد الخام.
وأوضح أن المقترح سيعتمد على الاستفادة من التجربتين الهندية والصينية فى إنشاء مصنع مواد الخام مثلما اعتمد الرئيس جمال عبدالناصر على الألمان فى إنشاء مصنع الحديد والصلب والإيطاليين فى إنشاء النصر للسيارات.
وأضاف أن برنامجه يركز على الاستعانة بتجربة الهند فى مجال صناعة الأدوية والتى تشجع حكومتها الصناعة من خلال توفير الأرض بأسعار منخفضة وتسهيل الخدمات مثل الكهرباء والصرف والمياه.
وتابع أن سوق الدواء المصرى يشهد نمواً مستمراً ومشجعاً للاستثمار، متوقعاً تحقيق القطاع مبيعات بقيمة 33 مليار جنيه خلال العام الجارى بعد حساب المبيعات المباشرة فى الصيدليات وتوريدات المناقصات.
وكان سوق الدواء المصرى قد حقق مبيعات بقيمة 24.6 مليار جنيه خلال العام الماضى مقابل 22 مليار جنيه فى 2012، وفقاً لتقديرات مؤسسة ims للإحصائيات الصيدلانية.
وأشار إلى أن الشركات الأجنبية تستحوذ على نسبة %60 من إجمالى مبيعات السوق على الرغم من إنتاجها نسبة أقل بكثير من الوحدات المنتجة، متوقعا أن تشهد الفترة المقبلة نمواً فى مبيعات الشركات المحلية.
وقال خليل إن الشركات المحلية تشهد حالة نمو سريع خاصة مع بدء استعادة ثقة المواطن فى المنتج المصرى الذى يتميز بانخفاض سعره بصورة كبيرة عن الشركات متعددة الجنسية مرتفع السعر.