حوار خاص مع ياسر فتحى خبير تطوير الشخصية ومؤلف كتاب «6 دوائر»
كتاب جديد يقدم نموذجاً عملياً لتطوير الشخصية وتجاوز العقبات
ياسر فتحى:
هناك تشويه متعمد للشخصية المصرية كى تظل منهزمة ومتواكلة
المصرى يمتلك جينات عبقرية والشباب مـُطالب بكسر أسطوانة الإحباط
الكتاب ينسف «عقدة الخواجة» فى استيراد الأفكار المبتكرة
الثبات الانفعالى لإدارات الشركات ساهم فى تماسكها بعد أحداث الثورة
إذا كنت ترغب فى تحقيق حلمك أو تغيير جزء من واقعك، وواجهتك عواقب كثيرة، فعليك باتباع 6 خطوات بـ« 6 دوائر » لمعرفة العقبات وكيفية مواجهتها.
إذا كنت تحلم بأن تصبح رجل أعمال ناجحاً؟ ويكون عندك موظفون تُحسن إدارتهم؟ وتحقق أرباحاً بقيمة ترغبها فى وقت معين؟ وشركاء متعاونون؟ وتحقق مبيعات معينة؟ أو تريد أن تحقق حلم عمرك بأن تصبح مديراً فى أكبر شركة عالمية فى صناعة معينة؟ إذاً، عليك باتباع نموذج « 6 دوائر » لتصبح أحلامك وأهدافك هما واقعك الجديد.
ونموذج الـ« 6 دوائر » هو محتوى كتاب يعد أول نموذج عملى لتطوير الشخصية وذكاء المشاعر فى الوطن العربى لتغيير حياتك وتحقيق أهدافك، وتم تنفيذه وتطبيقه على الآلاف من الأشخاص الذين حققوا نجاحات مختلفة فى حياتهم.
فى البداية.. يقول ياسر فتحى، مؤلف كتاب « 6 دوائر » إنه قرأ الكثير من الكتب التى تناولت تطوير وتنمية الشخصية، واستفدت استفادة كبيرة من قراءتها، لكن هناك دائماً شيئاً ناقصاً بها، أو شيئاً غير مكتمل، يحول دون امكانية تحقيق الأهداف المطلوبة، فهناك حلقة مفقودة دائماً فيها بشكل أو بآخر، ولكن الحمد لله من خلال استيعاب ما سبق وإضافة خبرتى الشخصية والعملية إليه، تمكنت من التوصل إلى نموذج «6 دوائر» أو الفكرة الأساسية التى يتناولها، وبالفعل تمت تجربة تلك الفكرة وتطبيقها عملياً على مدار 7 سنوات قبل إصدار الكتاب، عن طريق برامج تدريبية تم تنفيذها فى عدد من كبرى الشركات المصرية والعالمية، وأثبت النموذج تفوقاً ونجاحاً مبهر، وعندما تأكدت من نجاح الفكرة وتكاملها من واقع تدريبات عملية لا حصر لها، تبلورت فكرة تأليف كتاب «6 دوائر» بعد أن تأكدنا من إمكانياته الكبيرة فى تغيير الشخصية من خلال خطوات محددة ومدروسة، وحرصت أن يكون الكتاب الأول من نوعه الذى يقدم للقارئ منهجاً متكاملاً.
يمثل «6 دوائر» نموذجاً عملياً وتطبيقاً يعتمد على عدد من العناصر، أهمها أنه لا يحتاج لموارد خارجية أو إضافية، فكل شخص أياً كانت موارده وإمكانياته يمكنه تطبيق البرنامج وتحقيق الهدف الذى يسعى إليه فى حياته، ثانياً: يعد كتاب « 6 دوائر » نموذجاً عربياً مصرياً %100 يراعى ظروفنا وثقافتنا ومرجعياتنا على جميع المستويات، ثالثاً: يتضمن الكتاب فصلاً كاملاً يتناول الصعوبات التى من المتوقع أن تواجهك عند تطبيق هذا النموذج وكيفية التغلب عليها، رابعاً: يتضمن الكتاب فصلاً عن كيفية التعامل مع الأشخاص الذين يحبطونك فى حياتك من حزب أعداء النجاح، والذى يسعون لـ«تكسير المجاديف» مع كل عمل تقوم به.
ويساعد «6 دوائر» على ترتيب الأفكار وتوجيه طاقتك بالشكل والطريقة التى تحقق ما تتمناه من أهداف حياتية على جميع المستويات، بدلاً من إهدار تلك الطاقة فى حاولة تغيير ما لا تستطيع تغييره فى حياتك، فمثلاً إذا أردت النجاح فى حياتك العملية فعليك التركيز على هذا الهدف بالتحديد بدلاً من تشتيت جهودك على شراء سيارة جديدة أو الادخار أو شراء منزل جديد أو محاولة تحقيق تلك الأهداف معاً، ويصف الكتاب لك بشكل عملى وخطوات محددة كيفية تحقيق هذا الهدف بالتحديد.
وكمثال على الصمود والإصرار والرغبة فى النجاح، كان هناك 1300 شركة متخصصة فى تدريب الموارد البشرية قبل ثورة يناير 2011، وتقلص هذا العدد إلى 300 شركة فقط بعد الثورة قررت الاستمرار مع العقبات والتحديات الكبيرة التى واجهتنا، ليس لأن هذه الشركات من أكبر الشركات، ولكن لأنها قررت أن تستمر وتكافح وتنجح، هذه هى الروح التى يروج لها الكتاب.
يأتينى الكثير من الشباب الذى يرغب فى بدء شركة أو عمل جديد ويقول: لابد أن تبدأ أى شركة بإمكانيات كبيرة حتى تستمر»، وأرد عليه قائلاً: «بالفعل لابد أن تبدأ كبير»، ولكن من الداخل… الموضوع ليس برأس المال أو الموارد أو الإمكانيات المادية. الموضوع ببساطة أنك أنت وأنت وحدك من يقرر مصيرك ومستقبلك واتجاهك فى الحياة وقدرتك على النجاح والاستمرار». لهذا السبب تغلق الكثير من الشركات أبوابها بعد مرور عام أو أقل من افتتاحها، والسبب الظاهرى يكون تآكل الإمكانيات وضعف الموارد وغيرهما، لكن السبب الحقيقى الكامن هو عدم الثبات الانفعالى فى مواجهة الأزمات، فالناس تصاب بالذعر مع مرورها بأول أزمة فى الحياة أو العمل، أو مع عدم قدرتها على سداد الرواتب أو الوفاء بالتزامات المنزل.
قد تدفعك أزمة السيولة إلى القلق والذعر والانكسار أمام أول أزمة. لكن هناك الكثير من الإجراءات والتدابير والتصرفات التى يمكن القيام بها، ويأتى فى ذيل هذه التدابير الخروج من السوق. صحيح أن هناك بشراً خُلقوا ليكونوا موظفين وآخرين خُلقوا ليكونوا أصحاب أعمال، لكن لابد لصاحب العمل الجديد أن يكون مؤهلاً من الناحية النفسية للتعامل مع الأزمات التى بالتأكيد ستصيبه عند دخوله للسوق لأول مرة، فالحياة لا تسير بسلاسة ونعومة بأى حال من الأحوال، ويكون السؤال: ماذا تنوى أن تفعل وكيف ستتصرف فى مواجهة تلك الأزمة؟ لو طبقنا هذا الكلام على «6 دوائر» لابد أن نسأل أنفسنا فى البداية: ما هو الوضع الحالى؟ الشركة متعثرة.. هناك ضعف فى الطلب.. هناك قلة فى عدد العملاء.. لذا أول ما يتبادر إلى ذهنك هو التفكير فى غلق الشركة والعودة للوظيفة ذات الراتب الثابت.
ويأتى السؤال الثانى: ما هى التصرفات الحالية التى تقوم بها وأدت لحدوث تلك الأزمة؟ وما هى التصرفات التى لا تقوم بها وأدت لحدوث ما تعانيه من مشاكل حالية؟
ما سبق كان أول دائرة، وهى التعرف على الوضع الحالى وتشخيصه بدقة، وهو ما ينقلنا للدائرة الثالثة وهى دائرة الأفكار.. ما هى الأفكار المصاحبة لذهنك أثناء القيام بالتصرفات المعتادة؟ السوق صعب.. البلد غير مستقر.. العملاء يخافون على أموالهم ويصرفونها بكل حرص.. التدفقات النقدية تتأخر وغير منتظمة.. الموظفون لا يعملون بجد.. الشركات المماثلة والأكبر فى الحجم تواجه صعوبات.. وتكون المحصلة: الخروج الآمن من السوق هو أسلم الحلول.
هذا هو نمط الأفكار المصاحب للتصرفات الحالية والذى يؤدى للانكسار وعدم القدرة على مواجهة أزمات وتحديات الواقع والإحجام عن أى استثمار جديد. هذا النمط من الأفكار ينعكس على تصرفات العاملين بالشركة ويستشف العميل على الفور حالة من عدم الثقة فى النفس والاهتزاز الداخلى عليك وعلى العاملين فى شركتك. الخلاصة أنك الشخص الوحيد المسئول عن الوضع الحالى.. ويأتى السؤال الأهم: هل لديك رغبة حقيقية فى تغيير الوضع الحالى؟ رغبة ملحة وصادقة فى التغيير؟ إذا كانت الإجابة بنعم، ننتقل إلى باقى الدوائر.
إنّ التغيير المطلوب لا يحتاج إلى أى موارد أو إمكانيات إضافية فأنت تمتلك كل شىء يؤهلك للنجاح والانطلاق والخروج من الوضع الحالى، إنه أمر مشابه لتفكيك ماكينة إلى مكوناتها الأساسية وفحص كل جزء منها ثم إعادة تركيبها بشكل صحيح مرة أخرى، وهذا ما نقوم به فى «6 دوائر»، فالترتيب المنطقى للأشياء هو بزوغ الفكرة ثم التصرفات ثم الحصول على النتائج.
ولكن قبل أن نستكمل لابد أن نعرف بكل تحديد: ما هو الهدف الذى أسعى إليه، بحيث يكون هذا التحديد بالغ الدقة والوضوح، فمعظم الناس لا تستطيع تخطى تلك المشكلة، فهم لا يعرفون أهدافهم بدقة وأحياناً كثيرة تكون تلك الأهداف غامضة أو ضبابية أو عامة، ففى المثال السابق يجب أن تعرف بكل تحديد: أين تريد أن تصل بشركتك وتنقلها من وضعها الحالى إلى الوضع الذى تتمناه؟ تخيل شركتك الآن وتخيل الوضع الذى تريد أن تنقلها إليه. ويتضمن هذا التصور عناصر عديدة مثل حجم المبيعات وعدد العاملين ورأس المال والمبيعات والتدفقات النقدية والفروع الجديدة والانتشار الجغرافى وغيرها من العناصر التى ترغب فى الوصول إليها بكل دقة.
يجب أن يعتبر كل منا نفسه بمثابة شركة متكاملة الأركان. لابد أن أنظر لنفسى وأتعامل معها بكل حيادية ورغبة فى التطوير، بحيث أتمكن من القيام بأشياء لم أكن باستطاعتى أو تصورى القيام بها فى الماضى، بالرغم من أننى لم أغير سوى طريقة التفكير وترتيب الأفكار ونظرتى للأمور من زاوية أخرى، هناك عنصر آخر يجب وضعه فى الاعتبار، وهو تحويل تلك الرؤية أو التصور إلى أفكار مكتوبة على الورق، وكأننى أكتب بيانات وأرقام واحصائيات شركتى فى وضعها الحالى، يجب أن تتحول تلك الرؤية إلى واقع أشعر به وأراه وألمسه، أكتب هذا التصور فى زمن المضارع وليس المستقبل، بل وأتباهى الآن بالنتائج والإنجازات التى تمكنت من تحقيقها «فى المستقبل» إنه التوحد مع الهدف والقفز إلى المستقبل من الآن، وهذا فى الحقيقة تدريب على الإيمان بالله والثقة فيه.
لابد أن تصدق، بل تؤمن تماماً أنك ستنجح لو استوعبت هذه الحقيقة فإنك ستنجح بكل تأكيد، إننى أؤمن بذلك وطبقته على نفسى منذ اللحظة الأولى التى كتبت فيها «6 دوائر». لقد وضعت التزاماً على نفسى بأن يكون هذا الكتاب من أكثر الكتب مبيعاً فى مصر والوطن العربى، فإذا خلصت النية وصلح العمل لا يستطيع أى شىء أن يقف فى طريقك مهما حاول الآخرون «تكسير مجاديفك» واحباطك وبث اليأس فى نفسك.
فالأفكار القديمة من هذه النوعية بالرغم من خبثها ومكرها، فإنها ذكية ومقنعة لمن يريد أن يقع فى براثنها ويستسلم لها، إنها صوت الفشل والرغبة فى الاستسلام والخضوع للتيار السائد والأفكار المعلبة، سواءً كانت نوايا من يروجون لها طيبة أو خبيثة. لذا لابد أن يقوم كل منا بما يسمى «Ideas Detoxification» أو التخلص من الأفكار السامة المحبطة.
تأتى الخطوة التالية والمتمثلة فى تغيير الأفكار السلبية وتحويلها لأفكار إيجابية، مع إيمانى التام بقدرتى على النجاح حتى لو كنت أسبح ضد تيار من الأفكار القديمة التى تسيطر على جميع من حولى.
كما أكد مبتكر النموذج أهمية الدوائر الثلاث السابقة والتى تتمثل فى معرفة أنك أنت الوحيد المسئول عن الواقع بمفردك وبأنه يتوجب عليك الاعتراف بذلك أمام نفسك.
الخطوة التى تعقب تلك الدوائر هى الجواب عن السؤال التالى:
هل تريد أن تغير ذلك الوضع؟ هل تريد ذلك بصدق؟
إذا كانت إجابتك إيجابية فلابد أن تكمل الدوائر الثلاث الأخرى ولكن هذه المرة عليك بالبدء بالدائرة التى تحدد الوضع الذى ترغب الوصول إليه ما يسمى «الهندسة العكسية» حيث إن الترتيب المنطقى والطبيعى لحدوث الأشياء هو أن التصرف يعقب الفكرة، وبالتالى الحصول على النتيجة.
أشار إلى أنه فى هذه الدائرة سيتم تحديد الرؤية والهدف الذى ترغب فى الوصول إليه تحديداً ثم تخيله كأنه واقع، وفى الزمن المضارع وأنك تتعايش معه بصدق وتملؤك الثقة بأن هذه الأمور ستتحقق بالفعل وتقول «الحمد لله أنا حققت حلمى»، مشيراً إلى أن هذا تمرين على الإيمان والثقة.
وذكر مثالاً خطاب التاريخى «عندى حلم» عام 1963 لـ«مارتن لوثر كينج – الابن» الذى وصف فيه شكل أمريكا الجديد، وقال فى خطابه «I have a dream today»، ووصف استقامة الشوارع وانتهاء العنصرية بين البيض والسود فى أمريكا، على الرغم من انتقاد الكثيرين له واتهامه بالجنون.
تابع كينج «الابن» فى نهاية الخطاب قائلاً: «بهذا الإيمان سوف نستطيع أن ننحت من جبل اليأس صخرة من الأمل»، وفى نهاية خطابه استشعر إحساسه بالنتيجة الجديدة المرجوة، فأخذ يشكر الله على أنها تحققت بالفعل!.
«أحرار أخيراً.. أحرار أخيراً، الحمد لله لقد أصبحنا أحراراً أخيراً».
ويعد 47 عاماً من هذا الخطاب وبالتحديد فى عام 2008، قال باراك أوباما عند نجاحه فى انتخابات الرئاسة الأمريكية كأول رئيس أمريكى أسود منتخب، وكان واضحاً أنه يسير على خطى مارتن لوثر ويستلهم كثيراً من عباراته، حيث قال «إذا كان أحدكم لا يزال يشك فى أن الأحلام تتحقق بقوة الإيمان والإصرار، فينظر لى… أنا رئيس أمريكا الجديد».
وهنا يؤكد ياسر فتحى أنه يكاد يجزم أن معظمنا حين صادفنا نجاحات مختلفة فى حياتنا، كنا نطبق نموذج «6 دوائر» سواء بوعى أو بدون وعى.
وذكر مثالاً آخر عند قيام الشخص بالسفر إلى مكان مسافته 200 كيلو ليلاً مستخدماً كشافات سيارته التى تضىء له 50 متراً على الأقل أمامه فى الطريق، ولكن لم نتساءل لماذا لم نحصل على كشافات تستطيع انارة الـ200 كيلو بأكملها؟، مشيراً إلى أن الحركة هى السبب فى الإنارة لك طوال طريقك وبالتالى افعل وتحرك حتى تؤثر على من حولك فيحدث التغيير.
وأضاف أن المجتمع المصرى أصيب بفيروس التواكل تحت كل التضليل المتعمد للشعب المصرى والتشويه المتعمد للشخصية المصرية حتى تظل مقتنعة بأنها لا تستطيع وبأنها منهزمة، قائلاً: «تغييب الوعى صنعة وخطة ممنهجة».
وأكد أيضاً أن إعادة الوعى صنعة وخطة بدأها بنموذج «6 دوائر»، مشيراً إلى أن المصريين حالياً فى أمس الحاجة لنموذج عملى للتغيير مثل الذى يقدمه كتاب «6 دوائر» أكثر من أى وقت آخر، فعلى مدار السنوات الأخيرة مرت مصر بحالة غير مسبوقة من التحولات والتغييرات، متوقعاً أن وقت التغيير الحقيقى قد حان على كل المستويات.
إن المجتمع المصرى جاهز الآن أكثر من أى وقت مضى لتغيير الشخصية المصرية وطريقة تفكيرها، خاصة بعد مرور عقود من التجهيل وبث الأفكار التى غيبت العقل المصرى، لكن هذا البلد ملىء بآلاف بل ملايين النماذج من المواطنين المخلصين والمؤمنين به، فإذا كانت هناك خطة ممنهجة لتغيير العقل المصرى لعشرات السنين، فهناك خطط أخرى لإعادة الوعى لهذا العقل العبقرى الذى لا يحتاج إلا للتشجيع والدعم. لو أصبح كل منا شخصاً صالحاً سليم التفكير سيتحول هذا البلد إلى جنة، خاصة مع محاولة كل منا لتعديل وإصلاح من حوله ومساعدته بشكل غير مادى فى تغيير نمط تفكيره الانهزامى، لقد حان وقت التغيير الحقيقى فى مصر!.
إن الشعب المصرى يتمتع بجينات عبقرية، هذا ما أؤمن به، لكن عبقرية هذا الشعب لا تظهر إلا فى الأوقات الصعبة ونحن الآن فى وقت صعب أحوج ما نكون فيه لبناء شخصية مصرية تُظهر عبقريتها وإخلاصها وإيمانها بأهدافها فى كل الأوقات، وهذا ما أحاول الوصول إليه من خلال «6 دوائر».
أضاف أن الشعب المصرى مصاب بإحدى الحفر الثلاث فى الوقت الحالى، إما اللوم أو الشكوى أو الإحساس بأننا ضحايا، ولكن لابد من التخلص من هذه الحفر النفسية ونبدأ بالتصرف الجديد طبقاً لظروفنا وهذا ما تمثله الدائرة الثانية فى تغيير الواقع، مشيراً إلى أن الكتاب يصف بالتفصيل كيف يحدث ذلك.
يحاول الكتاب منح القارئ «بوصلة» عملية لإعادة ترتيب نمط أفكاره والتفكير فى المستقبل بصورة إيجابية غير تقليدية، بما ينتج عنه التغيير المطلوب وتحقيق الأهداف. إن تغيير الأفكار فى حد ذاته يمثل تغييراً جوهرياً، ولكن هناك تحد آخر يرتبط بمن حولنا، فحتى بعد تغيُرك للأحسن وتصرفك بالطريقة الجديدة، يشعر من حولك بالتغيير الذى طرأ عليك ويقاومونه لأنه كسر قواعد الاعتياد التى يتصرفون معك من خلالها، وهو ما يدفع الشخص إلى العودة لنمط تفكيره وتصرفاته القديمة، نظراً لما واجهه من عدم ترحاب ممن حوله، لذا من المهم الثبات على التغيير حتى مع كل هذه التحديات، والاستمرار فى طريق التغيير الذى رسمته لنفسك وتؤمن به إيماناً راسخاً. لقد برزت أعظم الاختراعات والابتكارات من هذا الإيمان وذلك الإصرار.
أضاف أن الشاب المصرى لابد أن يتخلص من الأفكار غير السليمة ومن أسطوانة الإحباط التى تهدده وتتسلط على أفكاره وتقنعه أنه «مفيش فايدة» وأنه عليه الهجرة خارج البلاد، ولكن عليه مقاومتها وبأن يكون جاهزاً للأصوات والأفكار المسمومة التى ستحاول اقناعه بالفشل.
واستكمل خبير تطوير الشخصية حديثه قائلاً: «هنا لابد من أن نتذكر حقيقة من حقائق الحياة بشكل عام وهى: إن نجاح أو حتى احتمال نجاح أى فرد وسط المجتمع الذى تعَّود على أسلوب الاستسهال سوف يمثل مباشرةً اتهاماً صامتاً للآخرين بالفشل، فيكون رد فعلهم التلقائى هو السخرية ومحاولة إفشال هذا الشخص الناجح بشتى الطرق!».
«6 دوائر» ينسف فكرة «عقدة الخواجة» فى استيراد الأفكار المبتكرة من الخارج، إنه كتاب من البيئة المصرية وللمواطن المصرى، واسعى لنشره والترويج له من منظور عملى، عن طريق عقد الندوات والبرامج التدريبية التى تعتمد على فكرته الأساسية، وصولاً للهدف المطلوب منه، وهو تغيير الشخصية المصرية ونمط تفكيرها، انطلاقاً نحو مستقبل أفضل لهذا الوطن الذى يستحق حياة أفضل ومستقبلاً أكثر اشراقاً.
وأكد مبتكر نموذج «6 دوائر»، ياسر فتحى فى نهاية حديثه أنه يخطط لاتاحة النموذج على «موبايل أبلكيشن» لمساعدة الأفراد على اتباع النموذج لتحقيق النجاح، مشيراً إلى أن الكتاب يعطى أفكاراً مهمة وبشكل ملحوظ، حيث إن ردود الفعل التى تأتيه من القراء عقب انتهائهم من قراءة كتابه تتمثل فى أن «6 دوائر» يعطيهم طاقة إيجابية للعمل والنجاح فى مختلف نواحى الحياة.