أشار موقع “فورتشن” إلى أفضل ستة استثمارات نفذها الملياردير الأمريكي الشهير “وارين بافيت” على الإطلاق، وتم تصنيفها من حيث متوسط معدل العائد السنوي، ورغم تراجع قيمة أسهم شركة “بيركشاير هاثاواي” التي يديرها، إلا أن صحيفة “نيويورك تايمز” أشارت إلى أن المستثمر الشهير لا تزال لديه القدرة لأداء أفضل من أغلب المستثمرين في الأسواق العالمية.
ونفذ “بافيت” أفضل استثماراته على مدار السنوات القليلة الماضية، من بينها “بيركشاير هاثاواي”، بصرف النظر عن تراجع أسهمها وخروج “بافيت” عن رئاستها التنفيذية مع استمرار امتلاكه لـ85% منها، ولكن لا يجب صرف النظر عن صعود أسهم الشركة إلى أكثر من ضعف قيمتها في الخمس سنوات الماضية، وهو ما يعكس مدى قوة استثماراته.
1. “بتروتشاينا”
يعرف عن “بافيت” تفضيله الاستثمار في وطنه، ورغم ذلك فإن أحد أفضل استثماراته في السنوات الأخيرة كانت في الصين، ففي عامي 2002 و2003 اشترت “بيركشاير” 1.3% من أسهم شركة “بتروتشاينا” النفطية بالصين بقيمة 488 مليون دولار، والتي حققت متوسط عائد سنوي بنسبة 52% وعائداً إجمالياً بنسبة 720% بعد حيازة أسهمها لخمس سنوات.
عندما أجرى “بافيت” هذه الصفقة، كانت “بتروتشاينا” مثقلة بالتكاليف وأعداد الموظفين التي بلغت 400 ألف موظف، وقدرت قيمتها السوقية بـ100 مليار دولار، ولكن بعد ارتفاع أسعار النفط والتوسع في استكشافات النفط، ارتفعت أسهم “بتروتشاينا”، وعندما قررت “بيركشاير” بيع حصتها عام 2007 قُدرت القيمة السوقية بـ275 مليار دولار، وجنى “بافيت” مكاسب بحوالي 3.6 مليار دولار.
2. “بي واي دي”
في عام 2008، اشترت “بيركشاير” 10% من أسهم شركة “بي واي دي” الصينية للسيارات بقيمة 230 مليون دولار، وهو اقتراح من “تشارلي مونجر” الذي طالما عرف بكونه المساعد الأول لــ “بافيت”.
وكانت الآمال منعقدة على ربحية هذه الصفقة على المدى الطويل، وحقق “بافيت” ما تمنى، حيث ارتفعت أسهم الشركة التي لا زال يستحوذ على حصة فيها حتى الآن تبلغ قيمتها حوالي 1.8 مليار دولار بالسعر الحالي بعد ست سنوات من حيازتها، وتحقق عائداً سنوياً بنسبة 41%، وإجمالياً بنسبة 671%.
3. “فريدي ماك”
في عام 1988، استثمر “بافيت 108 ملايين دولار في شركة الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري “فريدي ماك” واشترى السهم عند 4 دولارات، وبعدها بعشر سنوات قفز سعر السهم إلى 70 دولاراً، وأكثر ما لوحظ في هذا الاستثمار هو توقيت بيع “بافيت” للسهم، حيث حقق عائداً سنوياً بنسبة 24% وإجمالياً بنسبة 1525% واحتفظ بهذه الأسهم لمدة 13 عاماً.
وتعرضت “فريدي ماك” بعد ذلك لأزمة عنيفة تلقت على أثرها دعماً مالياً حكومياً بسبب القروض غير المؤمنة خلال الأزمة العالمية عام 2008.
4. “بيركشاير هاثاواي”
استحوذ “بافيت” على “بيركشاير” عام 1965 مقابل 12 دولاراً للسهم وحقق منها عائداً سنوياً بنسبة 22%، وعائداً إجمالياً بنسبة 1,745,300%، وعملت “بيركشاير هاثاواي” في قطاع النسيج، ولكن “بافيت نوع استثماراتها في كثير منالقطاعات مثل صناعة الأثاث والسكك الحديدية والاتصالات.
ويكمن نجاح استثمارات “بيركشاير” في قدرة “بافيت” على استثمار أرباح الشركة التي تحققت من العمل بقطاع التأمين بشكل أفضل من أي شخص في العالم، كما أثبت الملياردير الأمريكي نجاحه في الإدارة أيضاً.
5. “ويلز فارجو”
أعلن “بافيت” استثماراته الأولى في بنك “ويلز فارجو” بقيمة 290 مليون دولار من خلال خطاب عام 1990 لحملة الأسهم، وكان البنك قد تعرض لمشكلة في القروض والمدخرات، وانتهز “بافيت” فرصة اضطرابات الأسواق واشترى حصة في أكبر البنوك المعروفة رغم تصريحاته بعدم تفضيل الاستثمار في البنوك.
وفي عام 1990، كانت القيمة السوقية لبنك “ويلز فارجو” 2.9 مليار دولار، ولكنها الآن تبلغ 275 مليار دولار، ولا يزال “بافيت” أحد أكبر المساهمين بالبنك، وحقق عائداً سنوياً بنسبة 21% وإجمالياً بنسبة 9417% مع فترة حيازة تصل لـ24 عاماً.
6. كتاب “المستثمر الذكي”
صرح “بافيت” أن أفضل استثماراته على الإطلاق لم تكن في الأسهم أو السندات أو حتى العقارات، ولكن كانت في شراء نسخة من كتاب “المستثمر الذكي” الذي كتبه “بنجامين جراهام” حينما نشر في الأسواق عام 1949، وتم تدريسه كمنهج دراسي لاحقاً في كلية “كولومبيا” للأعمال، وحقق الكتاب عائداً إجمالياً ضخماً حينما بلغ 45 مليار دولار.
ويقول “بافيت” إن الكتاب لا يزال بمثابة مرشد له في قراراته الاستثمارية حتى يومنا هذا، وأوصى الملياردير الأمريكي “بيل جيتس” – رئيس “ميكروسوفت” – ومستثمرين آخرين بقراءته، وفي أحدث رسائله للمساهمين، ذكر “بافيت” قائلاً: “لا يمكنني تذكر ثمن أول نسخة اشتريتها من الكتاب، ولكن أياً كانت تكلفته، لا يهم، فإن القيمة هي ما تجنيها”.
وكالات