البلتاجى: الدولة لن تدعم المزارعين أو المغازل اعتباراً من الموسم المقبل
واصل: الحكومة تجبر الفلاح على ترك الزراعة بعد خسارة جميع المحاصيل
قررت الحكومة التخلى عن القطن وزارعيه وغازليه وطالبت الفلاحين بعدم زراعة هذا المحصول قبل التأكد من قدرتهم على تسويقه.
وقال الدكتور عادل البلتاجى، وزير الزراعة أمس إن الدولة لن تقدم أياً من أشكال الدعم للقطن ابتداءً من الموسم المقبل.
وتأتى تصريحات الوزير قبل شهرين من الاستعداد لموسم زراعة القطن الذى يتزامن مع آخر مارس من كل عام لتوجه ضربة قاضية لأحد أهم المحاصيل الزراعية.
وتمثل تلك التصريحات أحدث لطمة من الحكومة لمزارعى القطن منذ بدأت تحرير أسعار المحصول الاستراتيجى – آنذاك – منتصف تسعينيات القرن الماضى إلى أن انسحبت الحكومة من عملية شراء القطن وتسويقه.
وقال الدكتور عادل البلتاجى، وزير الزراعة إن الحكومة لن تدعم القطن الموسم المقبل سواء للفلاح أو المغازل.
وأشار إلى أن زراعة القطن وخاصة طويل التيلة مكلفة جداً ولم يعد الإقبال عليه كما كان فى الأسواق الدولية ولا المحلية.
وبلعت المساحة المنزرعة العام الماضى 350 ألف فدان تنتج 2.2 مليون قنطار سنوياً.
وشهدت الأعوام الأخيرة أزمات متكررة فى تسويق القطن سواء محلياً أو عالمياً، وتدخلت الحكومة فى مرات سابقة لدعم المحصول بمبالغ تراوحت بين 250 و500 مليون جنيه سنوياً، وخصصت وزارة المالية الموسم الماضى نحو 520 مليون جنيه دعماً لتسويق 2.6 مليون قنطار إجمالى إنتاج الموسم الحالى بواقع 250 جنيهاً للقنطار.
وأعلنت الحكومة مع بداية الموسم الحالى وقف الدعم عن المغازل أو تسويق القطن وانها ستقدم دعماً مباشراً للفلاح بواقع 1400 جنيه لكل فدان وبلغ إجمالى ما تم صرفه حتى نهاية الشهر الماضى 320 مليون جنيه، وفقاً لبنك التنمية والائتمان الزراعى.
وفشل الفلاحون فى تسويق المحصول وبات عبئاً إضافياً عليهم بعد رفض المغازل المحلية استلامه بسعر أعلى من 800 جنيه للقنطار مقابل 1450 جنيهاً العام الماضى.
وقال فريد واصل، نقيب الفلاحين والمنتجين الزراعيين إن تصريحات وزير الزراعة تعد استكمالاً لسياسة ممنهجة يتبعها الوزير لإرهاق الفلاحين، وما تفعله الحكومة هو قتل للفلاح وإجباره على ترك الزراعة بعدما أصبحت جميع المحاصيل تحقق خسارة.
وأوضح أنه فى عهد الوزير الحالى ارتفعت أسعار السولار والأسمدة والمبيدات والتقاوى والكهرباء وضريبة الأطيان الزراعية وغيرها، ولم يتم تسويق المحاصيل وفى النهاية يتحدث عن الوقف بجانب الفلاح المصرى.
ووفقاً لبيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء بلغت صادرات مصر من القطن فى الربع الثانى من العام الماضى 106.5 ألف قنطار مترى بانخفاض %69.7 عن الربع المقابل من 2013.
كما هبط الاستهلاك من الأقطان المحلية %68.4 ليسجل 109.6 ألف قنطار مترى فى الفترة بين مارس ومايو 2014، وقال الجهاز المركزى إن سبب ذلك هو «اتجاه مصانع الغزل لاستهلاك الأقطان المستوردة وتوقف عدد من مصانع الغزل والنسيج عن الإنتاج».