دفع تدني أسعار النفط العالمية الصين إلى موجة شراء محموم وصلت بالواردات إلى مستويات قياسية في ديسمبر وفقا لتقديرات رويترز التي تشير إلى أن أكبر مستهلك للطاقة في العالم ضاعف إلى المثلين احتياطياتهالاستراتيجية من الخام في 2014 مقارنة مع 2013.
وتشير البيانات إلى أنه بفضل مضاعفة الفائض النفطي العام الماضي فإن الصين تمضي في تكوين احتياطيات استراتيجية من الخام أكبر مما كان يعتقد سابقا.
ومع ذلك يهون المحللون من تلميحات بأن المشتريات الصينية قد تدعم أسواق النفط العالمية حيث هوت الأسعار أكثر من النصف منذ منتصف العام المنصرم.
ومع تباطؤ النمو العالمي يعتقد دانيال أنج المحلل لدى فيليب للعقود الآجلة في سنغافورة أن الصين ربما تقترب من استنفاد السعةالمتوفرة حاليا لاحتياطياتها البترولية الاستراتيجية.
يقول أنج : “استمرار الصين في زيادة احتياطياتها الاستراتيجية من النفط .. نتصور أنها مفاجأة بالتأكيد. في ضوء بياناتهم الاقتصادية توقعنا ألا تزيد واردات الخام … لا نتوقع استمرار هذا المستوى منواردات النفط في الأجل الطويل.”
وتشير تقديرات تومسون رويترز للبحوث وتوقعات النفط إلى أنإجمالي واردات الصين تجاوز 31 مليون طن أو أكثر من سبعة ملايينبرميل يوميا للمرة الأولى الشهر الماضي. ويزيد هذا بنسبة 10% عن الكمية الشهرية القياسية السابقة.
وتوقع سيتي بنك في مذكرة تباطؤ واردات النفط الصينية و ما قالإنها ستكون “خيبة أمل على الأرجح لكل من تمنى أن تقود الصين انتعاشا في أسعار النفط.”
ولا يعرف الكثير عن احتياطيات الصين الاستراتيجية أو منشآت التخزين أو سعتها. ونادرا ما تصدر بكين أي بيانات عن مخزونات النفط التجارية باستثناء نسب التغير المئوية في الأحجام التي تصدرها وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية.
وتملأ الصين المرحلة الثانية من الاحتياطيات الاستراتيجية منذأن استكملت المرحلة الأولى في 2009.
وتقدر الاحتياطيات حاليا بأكثر من 30 يوما من واردات الخام.وتعتزم الصين بناء احتياطيات بنحو 600 مليون برميل أو 90 يوماتقريبا من الواردات.
وقال توم هيلبولت من اتش.اس.بي.سي “مع تراجع أسعار الخامالعالمية يبدو أن الصين تغتنم الفرصة لتضيف الخام منخفض التكلفةإلى مخزوناتها الاستراتيجية.
لكنه حذر من المبالغة في تقدير المخزونات الاستراتيجية معاحتمال فقد بعض الكميات لسبب أو لآخر أو استخدامها في المصافي بدلامن تخزينها.
ولامست واردات الخام الصينية مستويات قياسية أو شبه قياسية فيعدة شهور العام الماضي بالرغم من تباطؤ الاقتصاد وضعف نمو الطلبعلى النفط. ومن سبتمبر أيلول زادت الواردات وخاصة من دول الشرقالأوسط.
وتظهر بيانات سمسار شحن حصلت عليها رويترز أن عدد الناقلاتالعملاقة المستأجرة المتجهة من الشرق الأوسط إلى الصين ارتفع خلالالأشهر الأربعة الأخيرة من العام.
وأوضحت البيانات أن يونيبك الذراع التجارية لشركة سينوبك المملوكة للدولة استوردت حمولة 40 ناقلة عملاقة على الأقل منذ سبتمبر من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا.
واشترت تشاينا أويل الذراع التجارية لبترو تشاينا كميات قياسيةمن خام عمان في أكتوبر تشرين الأول واستوردت 47 شحنة من خاماتزاكوم العلوي وعمان ودبي.
وفي نوفمبر وعد الرئيس الصيني شي جين بينغ بالبدءفي إصدار بيانات مخزونات النفط بشكل منتظم إلا أنه لم يحدد اطارازمنيا لذلك.
وأصدر مكتب الإحصاءات الوطني أول إعلان عن المرحلة الأولى منالمخزونات في نوفمبر الماضي قائلا إنها تضم نحو 91مليون برميل أو ما يساوى تسعة أيام من واردات النفط.+
رويترز