50 مليون دولار قيمة تأجير 9 طائرات مملوكة للشركة سنوياً .. و إبرام 19 اتفاقية بالرمز مع كبرى الشركات العالمية
تحديث أسطول الشركة مرهون بنتائج دراسات الاستشارى العالمى «سيبر»
الشركة تحسب سعر وقود الطائرات على أساس 40 دولاراً للبرميل منذ عام 2003
«الصيانة» و«الخدمات الأرضية» و«الأسواق الحرة» على رأس قائمة الشركات الأكثر إيراداً
توقع الطيار سامح الحفنى، رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران ، زيادة أعداد الركاب على طائرات « مصر للطيران » خلال العام الحالى، لتصل إلى 9.5 مليون راكب بنمو %11 على 2014.
وأضاف فى حوار لـ«البورصة» أن العام الماضى، شهد نقل 8.5 مليون راكب، رغم الظروف الأمنية والعمليات الإرهابية التى شهدتها البلاد، موضحاً أن «مصر للطيران» تسعى لزيادة عدد ركاب «الترانزيت» عبر مطار القاهرة، لما يتجاوز النسب المحققة وهى 30 و%40 من حجم الحركة الكلية.
وقال الحفنى، إنه لا يشك فى أن القرارات التى تتخذها الحكومة حالياً لتشجيع حركة السياحة، وتحسين فرص الاستثمار فى مصر من خلال تنفيذ مجموعة من المشروعات القومية فى المجالات المختلفة، ستساهم بشكل كبير فى تحسين الحركة الجوية من وإلى مصر، وهو ما يؤثر بشكل إيجابى على معدلات تشغيل رحلات «مصر للطيران».
وتوقع أن يسهم نجاح مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى المقرر عقده فى مارس المقبل، بحضور عدد كبير من زعماء العالم ورجال الأعمال العرب والأجانب والمصريين، فى دعم وضع الاقتصاد المصرى، وأن تساهم المشروعات المطروحة من خلاله فى توفير فرص عمل كبيرة مباشرة وغير مباشرة للشباب المصرى.
ولفت إلى وجود تنسيق وتعاون مستمر بين «مصر للطيران» وشركات الطيران المصرية الخاصة، من خلال اللقاءات المتكررة التى تجمعها، بحضور وزير الطيران المدنى، إذ تتم خلالها متابعة تطورات أعمال اللجنة المشكلة برئاسة الوزير، وتضم الشركات المصرية الخاصة وسلطة الطيران المدنى، و”مصر للطيران”، لبحث سبل التعاون، ووضع آلية محددة لتنسيق الشبكات على مستوى جميع شركات الطيران المصرية.
ووفقاً لـ«الحفنى»، فإن الهدف من تشكيل هذه اللجنة هو تشغيل الشركات المصرية الخاصة، من خلال عمل شبكة واحدة تتكامل مع شبكة خطوط “مصر للطيران”، وتكون مغذية لها من النقاط الفرعية فى الدول المختلفة، ما يعود بالنفع على جميع الأطراف، والارتقاء بسوق النقل الجوى المصرى.
ولفت إلى أن «مصر للطيران» قامت حتى الوقت الراهن بإبرام ما يقرب من 19 اتفاقية مشاركة بالرمز مع شركات طيران كبرى حول العالم، مثل «لوفتهانزا» و«إيرا كندا»، وشركة «ساس» الإسكندنافية، و«إيجيان» اليونانية وغيرها، وتتطلع إلى مزيد من الاتفاقيات خلال الفترة المقبلة للوصول إلى أكبر عدد من النقاط حول العالم.
وأوضح أن دخول «مصر للطيران» كعضو فى أحد أكبر التحالفات الدولية لشركات الطيران، تحالف «ستار العالمى»، الذى من خلاله يتمكن عملاء «مصر للطيران» من الوصول إلى 1316 نقطة فى 192 دولة حول العالم، يصب فى صالح عملاء «مصر للطيران»، ويساهم فى توسعة شبكة خطوطها الجوية.
وأوضح الحفنى، أن التعاون بين وزارة الطيران المدنى ووزارة السياحة، والتنسيق بين مصر للطيران وهيئة تنشيط السياحة، يتم على أصعدة مختلفة، من خلال تقديم مبادرات مشتركة سواء داخل مصر أو خارجها، كان آخرها مبادرة “مصر فى قلوبنا” خلال فصل الشتاء الحالى، التى تشارك فيها «مصر للطيران» للمرة الثالثة لتنشيط حركة السياحة إلى الأقصر وأسوان، بتقديم رحلات مخفضة شاملة تذاكر الطيران والإقامة والانتقالات.
وعلى مستوى حركة السياحة الوافدة من الخارج، أضاف أن «مصر للطيران» وهيئة تنشيط السياحة اشتركتا فى حملة «وحشتونا» لتشجيع السياحة العربية، من خلال تقديم أسعار مخفضة على رحلات مصر للطيران المقبلة من المدن والعواصم العربية، مثل الكويت والرياض إلى المدن السياحية المصرية، ومنها شرم الشيخ والغردقة.
كما شاركت «مصر للطيران» فى حملة «المليون سائح هندى»، التى تقوم على تنشيط السياحة الوافدة من الهند إلى مصر من خلال رحلات الشركة من مومباى، ودراسة تشغيل خط جديد إلى مدينة نيودلهى الهندية وغيرها من المبادرات.
وذكر أن «مصر للطيران» وقعت عقداً مع شركة (EFW) إحدى الشركات التابعة لشركة إيرباص العالمية، لتحويل طائرتى ركاب تابعتين لشركة مصر للطيران للخطوط الجوية من طراز الإيرباص A330/200 الذى يتسع لعدد 268 راكباً، إلى طائرتى شحن جوى تستوعبان حمولة 60 طناً من البضائع المختلفة.
وتعد «مصر للطيران» أول شركة طيران فى المنطقة تقوم بتوقيع اتفاق مع شركة “EFW” العالمية فيما يتعلق بهذا الطراز.
ومن المقرر انضمام الطائرتين الجديدتين إلى أسطول الشركة ودخولهما الخدمة فى شهرى يونيو وأكتوبر 2018، وهو الوقت نفسه الذى تنتهى فيه خدمة طائرتى شحن جوى من طراز A300/600 لتحل محلهما الطائرتان الجديدتان بحمولة أكبر منهما بما يتناسب مع اتساع نشاط الشركة.
وتوقع الحفنى، فى ظل تحسن الظروف أن تتم الاستفادة من العمالة بالشركة، وعددها يقترب من 34 ألف شخص، بشكل جيد، خصوصاً أن الشركة بدأت فى وضع خطط لتعديل المسميات الوظيفية لكثير من العاملين، وسد احتياجات بعض القطاعات والإدارات من خلال الإعلانات الداخلية، مع الاهتمام بتدريب العاملين فى التخصصات المختلفة، وهو ما يساهم فى توظيف هذه العمالة بشكل جيد.
وكشف عن تأجير «مصر للطيران» نحو 9 طائرات من أسطولها الجوى من طرازات مختلفة إلى شركات طيران مصرية وأجنبية، لتحقق عائداً مادياً قدره 50 مليون دولار سنوياً، ما ساهم فى تقليص خسائر “مصر للطيران”، موضحاً أن مسألة تأجير طائرات أخرى إلى شركات، تخضع للدراسة والتقييم للوقوف على كيفية الاستغلال الأمثل للأسطول.
ورهن اتخاذ قرارات خاصة بشأن تحديث أسطول مصر للطيران من الطائرات، بخطة الشركة للتعاون مع مكتب الاستشارى العالمى«سيبر»، موضحاً أنه بعد هذه الدراسات سيتم اختيار الحلول الأفضل.
وكانت “مصر للطيران” قامت مؤخراً بتوقيع بروتوكول تعاون مع شركة «سيبر لحلول الطيران»، بهدف إعادة هيكلة الشركة تنظيمياً وإدارياً.
وأكد حرص الشركة على سداد جميع التزاماتها المالية للجهات التمويلية، وأقساط الطائرات فى مواعيدها المحددة، كاشفاً عن قيام العديد من البنوك والجهات التمويلية الدولية والمحلية بإبداء رغبتها فى التعاون مع «مصر للطيران»، من منطلق الثقة التى تحظى بها الشركة لدى المؤسسات المالية.
وعن انخفاض أسعار البترول عالمياً، قال إن أسعار تذاكر الطيران لا تتوقف فقط على سعر وقود الطائرات، فهناك عناصر أخرى لتكاليف التشغيل تتشكل بها هذه الأسعار، لكن عنصر الوقود يكتسب أهميته ضمن مجموع عناصر التكلفة، لأنه يمثل بمفرده من %30 إلى %33 من إجمالى تكلفة التشغيل.
وأضاف أن سعر الوقود على تذاكر «مصر للطيران» هو الأقل مقارنة بشركات الطيران الأخرى، وفقاً لمعايير اقتصادية مثل حجم التشغيل، وشبكة خطوط الرحلات، وأوضاع أسواق النقل الجوى التى تعمل فيها الشركة، إضافة إلى معيار اجتماعى وقومى تلتزم به «مصر للطيران» وهو ضمن الأولويات.
وأوضح أن الشركة تحسب أثر الزيادة فى عنصر الوقود مع باقى عناصر التكلفة، وهناك عناصر أخرى غير الوقود تؤثر على ارتفاع سعر التذكرة، مثل أوضاع أسواق النقل الجوى، وعدد الرحلات التى تسيرها الشركة إلى سوق معين، وظروف التشغيل ونوعية حركة الركاب على الخط، وطراز الطائرة المستخدم.
ولفت إلى قيام «مصر للطيران» بحساب وقود الطائرات ضمن عناصر تكاليف التشغيل منذ عام 2003 وفق معادلة على أساس 40 دولاراً لبرميل الوقود، وهو الأقل بين شركات الطيران الأخرى، وعليه يتم تحديد سعر التذكرة بحساب تكلفة استهلاك الوقود فى الساعة للطائرة، وفقاً لطرازها، ومتوسط نصيب كل راكب على هذا الطراز من استهلاك الوقود.
وأضاف الحفنى: ثم ينسب ذلك إلى معامل امتلاء الطائرة من الركاب، وهو فى المتوسط لدى “مصر للطيران” %70.. ثم تدخل كل منطقة مختلفة تمتد إليها خطوط الطيران فى الاعتبار، حيث يختلف عدد ساعات الطيران، فهناك منطقة أفريقيا، والشرق الأوسط، وأوروبا، والشرق الأقصى وغيرها.
ووفقاً لرئيس القابضة، فإن شركة مصر للطيران للصيانة والأعمال الفنية تعتلى قمة الشركات التابعة فى تحقيق إيرادات خلال العام المالى، وتليها شركة الخدمات الأرضية، ثم شركة الشحن الجوى، وشركة مصر للطيران للسياحة (الكرنك) والأسواق الحرة.
وتكبدت القابضة، منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011 خسائر متراكمة وصلت إلى 10 مليارات جنيه، نتيجة تراجع الحركة الجوية وانخفاض نسب الامتلاء على متن أسطولها الجوى.
ويرجع تاريخ تأسيس شركة مصر للطيران إلى عام 1932، وهى الشركة الوطنية التى تحمل تاريخاً وريادة فى نشاط النقل الجوى، وهى أول شركة طيران فى أفريقيا والشرق الأوسط، وسابع شركة طيران فى العالم. ونجحت الشركة الوطنية فى أن تقفز خطوات نحو القمة، إذ زادت أسطولها إلى 81 طائرة من مختلف الطرازات، ليصل إلى 62 محطة عالمية.. وهناك خطة لزيادة الأسطول إلى 127 طائرة بحلول 2025.