اعتبر تقرير نشرته وكالة “سي إن إن موني” الأمريكية أن الحكومة اليونانية الجديدة بدأت صراعًا مع أوروبا بعد أيام قليلة من توليها المسؤولية في البلاد، في الوقت الذي تشهد العلاقات بين أثينا وروسيا تقاربًا ملحوظًا.
وأشار التقرير إلى أن اليونان وروسيا لديهما تاريخ من العلاقات الاقتصادية، والثقافية، والدينية الوطيدة، كما أنهما يمثلان أزمة في الوقت الحالي بالنسبة للاتحاد الأوروبي.
واتجهت الحكومة اليونانية الجديدة، التي شكلها حزب “سيريزا” اليساري إلى إنهاء الإصلاحات التي حصلت بموجب الاتفاق على تنفيذها مع الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي على برنامج إنقاذ مالي بقيمة 240 مليار يورو (272 مليار دولار أمريكي).
كما تشهد العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا توترًا هو الأسوأ منذ الحرب الباردة، على خلفية الأزمة في أوكرانيا.
وتقدم الرئيس الروسي “فيلاديمر بوتين” بالتهنئة لرئيس الوزراء اليوناني الجديد “أليكسيس تسيبراس” لفوزه في الانتخابات العامة، مشيرًا إلى ثقته بأن البلدين سيعملان معاً بشكل فعال من أجل حل المشاكل الأوروبية والعالمية، بينما التقى “تسيبراس” بالسفير الروسي في أثينا بعد ساعات من توليه منصبه الجديد، كما عقد لقاءً مع مسؤولين روسيين في شهر مايو/آيار الماضي.
وقال “ديميتريس باباديميتريو”، أستاذ السياسة في جماعة “مانشستر” إن حزب “سيريزا” اليوناني، وحليفه اليميني في الائتلاف الحاكم كانا يدعمان “بوتين”، مشيرًا إلى أن زيادة التعاون الثنائي بين البلدين أمر محتمل بشدة.
وتملك الدولتان علاقات تجارية مشتركة، حيث بلغت واردات اليونان من روسيا نحو 13% من إجمالي واردتها في عام 2013، في حين تعد حصة أثينا من الواردات الروسية أقل بكثير من تلك النسبة، كما اتفق الجانبان مؤخرًا على دعم العلاقات الثنائية بشدة، ليكون 2016 “عاما للعلاقات اليونانية الروسية”.
كما تهدد اليونان بكسر الصف الأوروبي بشأن كيفية الرد على تجدد العنف في أوكرانيا، حيث أعلن قادة الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي أن هناك أدلة على زيادة الدعم الروسي للانفصالين في شرق أوكرانيا، في حين أبدت الحكومة اليونانية غضبها بسبب عدم استشارتها قبل إلقاء بيان الاتحاد.
وأشار “باباديميتريو” إلى أن وزير الخارجية اليوناني “نيكوسكوتزيس” لديه علاقات قديمة بالحزب الشيوعي اليوناني خلال الحرب الباردة، كما أنه يمتلك تاريخا من الدعم لروسيا.
وكان وزير الخارجية اليوناني وافق الأسبوع الماضي على قرار الاتحاد الأوروبي بتمديد إجراءات حظر السفر، وتجميد الأصول على مجموعة من المسؤولين الروسيين حتى شهر سبتمبر/آيلول المقبل، في حين لم يقرر المجتمعين توسيع نطاق العقوبات على روسيا.
وأوضح التقرير أن بعض الخبراء يعتقدون أن اليونان تسعى إلى تأكيد سلطتها فحسب، مشيرين إلى أن التعبير عن القلق جراء العقوبات على روسيا هو أمر بعيد كل البعد عن اللجوأ إلى موسكو على آمل الحصول على تمويل بشروط أقل صرامة.
ويقول “هولجر شمايدينج” عبر مذكرة بحثية لمؤسسة “بيرنبيرج” إن اليونان بحاجة إلى أموال جديدة، وحليف يُعتمد عليه، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن تحسن العلاقات مع روسيا لن يساعد أثينا على تأمين شروطا أفضل من مقرضيها الحاليين.
وأضاف أنه في نفس الوقت فإن اليونان لديها أسباب جيدة لترغب في تطوير العلاقات مع روسيا، كما يمكنها أن تفعل ذلك بدون التسبب في أزمات كبيرة لأوروبا.
وأشار إلى أن قطاع الطاقة قد يكون أحد أبرز مجالات التعاون بين الجانبين، حيث كانت روسيا قد ألغت خطة لإنشاء خطوط لنقل الغاز عبر البحر الأسود إلى أوروبا في العام الماضي، وتقوم حاليا بالعمل على عقد تعاون بديل مع تركيا.
ويشير “ثانوسدوكوس” الخبير في مؤسسة “هيلين فونديشين فور يوروب آند فورين بوليسي” إلى أن اليونان قد تعمل على تطوير العلاقات مع روسيا أيضًا في مجالات التجارة، والسياحة.