قامت زوارق هيئة قناة السويس امس بعملية ابحار هى الاولى من نوعها داخل المجرى الملاحى لقناة السويس الجديدة ، ورافقت “البورصة” الزوارق خلال الرحلة التى اسغرقت اكثر من ساعة واستطاعت ان ترصد حجم الانجاز الذى تحقق خلال الخمسة اشهر الاخيرة منذ الاعلان عند بدء شق القناة اغسطس 2014.
وقال الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس ان ما تحقق من انجاز بات ملموسا على الارض مشددا على موعد الانتهاء من اعمال الحفر وافتتاح القناة فى موعدها اغسطس من العام الجارى .
اوضح ان اعمال التجرى تجرى بمعدلات تصل الى نحو 110% من المطلوب حيث تم الانتهاء من رفع 48 مليون م3 من الرمال المبللة بالمياه فى أعمال التكريك بمشروع قناة السويس الجديدة ، مشيرا الى ارتفاع اعداد الكركات والمقرر وصولها الى 29 كراكة بحلول يوم غد الجمعة السادس من فبراير 2015 ، على ان تصل الى حوالى 36 كراكة خلال فترة وجيزة .
اكد ان المتوسط اليومى لأعمال الحفر قد وصل الى 915 الف م3 ومن المنتظر زيادتها الى مليون و300 الف م3 خلال الشهر الجارى وترتفع الى مليونى متر مكعب بحلول شهر مارس المقبل .
القناة الجديدة التى اعلنت عن شقها الحكومة المصرية بطول 72 كم ، هي عملية حفر لقناة موازية لقناة السويس من الكم 60 الى كم 95 “ترقيم القناة ” بطول 35 كم بالإضافة إلى توسيع وتعميق تفريعات البحيرات المرة والبلاح بطول 37 كم ليصبح الطول الإجمالي للمشروع 72 كم من الكم 50 إلى الكم 122، وذلك بهدف تلافى مشكلات القناة الحالية من توقف قافلة الشمال لمدة تزيد عن 11 ساعة في منطقة البحيرات المرة، كما سيسمح باستيعاب القناة للسفن العملاقة بغاطس 66 قدم، وزيادة دخلها بنسبة 259% بحلول عام 2023 وباجمالى ايرادات متوقعة تفوق 13 مليار دولار .
واستدعى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية الشعب المصرى للوقوف صفا واحدا لتمويل المشروع القومى لشق القناة الجديدة اعتماد على شعبيته الجارفة التى اكتسبها ابان ثورة 30 يونيو وما تلاها من احداث ، وبالفعل قام البنك المركزى باصدار شهادات استثمار خاصة بالقناة بعائد 12% مكنت القائمين من المشروع من جمع 64 مليار جنيه فى ثمانية ايام وهو المبلغ الذى يفوق المطلوب ( حيث حددت هيئة قناة السويس حاجتها الى 60 مليار جنيه اى مايعادل وقتها وفقا لسعر الصرف 8.2 مليار دولار ، حيث سيتم القيام بعملية شق القناة بالاضافة الى انشاء 6 انفاق اسفلها ببورسعيد والاسماعيلية لربط سيناء منها 4 للسيارات و2 للسكك الحديدية ) .
وذكر مهاب مميش رئيس هيئة القناة خلال مؤتمر صحفي عقد أمس للإعلان عن أسعار المرور بقناة السويس خلال عام 2015 بمبنى الهيئة بالإسماعيلية أن الهيئة قررت تثبيت رسوم العبور لباقي السفن خلال عام 2015، مشيرا إلى أن انخفاض أسعار البترول عالميا هو السبب الرئيسى وراء تثبيت الرسوم.
ايضا رفعت هيئة قناة السويس رسوم عبور ناقلات الغاز بواقع 10%، وعدّلت الهيئة المنشور رقم 8 لسنة 1994 لخفض الإعفاء المقرر لناقلات الغاز بواقع 35% ليصبح 25% فقط.
أضاف رئيس هيئة قناة السويس أن التغييرات الطارئة على سعر الدولار مقابل الجنيه لن تؤثر على تمويل مشروع حفر القناة الجديدة، مشيرا إلى أن الأموال المتوفرة لصالح المشروع كافية وستغطي الفارق الذى خلقه هذا الاضطراب بسعر الصرف، على حد قوله.
وقال إن القناة الجديدة ستكون بغاطس 66 قدم وستستقبل الاجيال الجديدة والعملاقة من السفن، حيث يراهن مميش على ارتفاع معدلات التجارة القادمة من شرق اسيا بالصين والهند وجنوب شرق اسيا والمتجهة الى اوروبا وشرق الولايات المتحدة.
أكد مميش أن اعمال حفر الأنفاق الـ 6 المقرر شقها بالاسماعيلية وبورسعيد ستبدأ سبتمبر المقبل بتكلفة 30 مليار جنيه، موضحا أن الهيئة تعمل حاليا على انشاء 8 معديات لسد احتياجات الحركة بين ضفتى القناة فى اطار الدور المجتمعى للهيئة.
أوضح انه من المقرر افتتاح مشروع الاستزراع السمكى بالتوازى مع افتتاح القناة الجديدة فى شهر اغسطس 2015، مشيرا إلى استغلال 23 حوض ترسيب بطول 120كم وعمق بين 3 و5 أمتار شرق القناة من جنوب التفريعة وحتى خليج السويس، وأن المشروع يعد واحدا من المشروعات القومية لتحقيق الاكتفاء الذاتى من احتياجات البلاد من الأسماك.
وفقا لرئيس هيئة قناة السويس فإن مشروع تنمية منطقة قناة السويس سيساهم في دعم الاقتصاد المصري، قائلا: “إن الأسس التي بنيت عليها فكرة مشروع تنمية قناة السويس هي احتياج مصر الشديد لمشروعات اقتصادية قومية عملاقة لدعم الاقتصاد المصري ينهل من عائداتها الاجيال الحالية والقادمة من الشعب المصري العظيم”.
وأوضح أن “من بين الأسس أيضا هي استغلال الامكانيات الحالية لموانئ المشروع والمناطق الصناعية لتنميتها واستغلال الظهير الجغرافي لها في إنشاء مناطق صناعية ولوجيستية”.
وأضاف الفريق مميش أن هذا المشروع سيوفر فرص عمل للشباب من جميع المحافظات في جميع التخصصات وخاصة محافظات شبه جزيرة سيناء ومدن القناة وخلق كيانات ومجتمعات عمرانية جديدة في المنطقة لكسب الكثافة السكانية لإعادة التمركز في منطقة القناة وسيناء.