وسط الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر، كان لابد من إيجاد أرضية توافق تنقذ المقاتلة الفرنسية من بحر فشل التسويق الذي غرقت فيه منذ عام 2004، بما يضمن للفرنسيين والمصريين إنجاح الصفقة التي تعتبر تاريخية بالنسبة إليهما.
وبعد عدة مفاوضات، توصل الطرفان المصري والفرنسي إلى اتفاق بشأن آلية التمويل. فبعد محاولات القاهرة الحصول على نسبة ضمان تتراوح بين 80 و90% بدون الدفعة الأولى، نجحت وزارة المالية الفرنسية في إقناع المشترين بأن تقوم الهيئة الفرنسية لتأمين التجارة الخارجية “كوفاس” بضمان هذه العقود بنسبة تناهز 50% من قيمتها التي قدرت بحولي 5.2 مليار يورو، مقابل قيام مصر بدفع مبلغ أعلى بقليل من القيمة الأصلية للصفقة.
تظل أمام مصر خطوة مفصلية أخرى تتمثل في التفاوض مع تجمع من عشر مؤسساتٍ مالية تقودها ثلاثة بنوكٍ فرنسية كبرى هي “كريديه آجريكول” و”سوسييتيه جنرال” و”بي إن بي باريبا”، من أجل الحصول على قرضٍ بقيمة الصفقة بحيث يتسنى لفرنسا تسليم ثلاثٍ من أصل 24 طائرة بحلول شهر آب أغسطس المقبل، وذلك للمشاركة في مراسم افتتاح قناة السويس الجديدة على أن يتم تسليم باقي الطائرات بدءاً من عام 2018.
وبحسب مراسل “إذاعة فرنسا الدولية” في مصر، فإن المملكة السعودية والإمارات ساهمتا مالياً في دعم القاهرة بغية إتمام صفقة التسلح مع فرنسا بالنظر إلى أن هذين البلدين لم يعودا يعتمدان بشكل أحادي الجانب على الدعم العسكري الأمريكي.
اذاعة مونت كارلو