قال ممدوح الدماطي وزير الآثار ان فريق من مرممي وزارة الآثار بالتعاون مع هيئة الطاقة الذرية قد تمكن من اكتشاف مادة جديدة ستحدث طفرة في علم ترميم الآثار العضوية على مستوى العالم أجمع،
وأكد الدماطي أن المادة المبتكرة (µ carbon 13) تساعد على تعويض عنصر السليلوز الموجود في الكثير من المواد الأثرية وستساهم بشكل كبير في ترميمها حيث كان يعتقد قبل ذلك أنها غير قابلة للترميم، وبذلك فإن المادة الجديدة تعد هي طوق النجاة بالنسبة للمواد الأثرية المحترقة والمتكربنة كالبرديات ولفائف النسيج، لافتاً إلى أن فريق البحث قد نجح في التقدم للحصول على براءة اختراع لها من أكاديمية البحث العلمي المصرية كأول مادة ترميم مصرية قابلة للتسويق التجاري داخلياً وإقليمياً ودولياً.
وأوضح الوزير أن هذه المادة تعد باكورة إنتاج الوحدة المتخصصة لتطوير مواد ترميم الآثار المزمع تأسيسها بوزارة الآثار والتي ستقوم بإنتاج وتسويق مواد ترميم مصرية تحمل اسم وزارة الآثار في السوق الدولي.
من جانبه صرح حسن عبد الرحيم نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية وأحد أعضاء فريق البحث أن المادة الجديدة هي مادة تقوية مستحدثة للمواد الأثرية العضوية المحتوية على مركب السليلوز وأنها من البوليمرات المحسنة بالنظائر من أصل طبيعي وهي أحد تطبيقات المفاعل النووي المصري الثاني ETRR-2 والتي تقوم على إنتاج نظائر المواد بتكلفة بسيطة للغاية.
وفى سياق متصل قال عمر عبد الكريم أستاذ الترميم بكلية الآثار جامعة القاهرة وأحد أعضاء فريق البحث أن الفكرة الأساسية لابتكار المادة جاءت للبحث على الاستفادة من تلك النظائر في تخليق مادة (بوليمر) تقوية من نظائر الكربون تقوم بتعويض نسبة السليلوز المفقود داخل تركيب المواد الأثرية بفعل عوامل الزمن، وأكد أن هذه المادة تساعد على استعادة التركيب السليلوزي المفقود بالمواد الأثرية ومن ثم استعادة بنيتها التكوينية مرة أخرى.
وأضاف الباحث إسلام عزت أخصائي ترميم الآثار وعلوم المواد بالمتحف المصري وأحد الأعضاء المشاركين في اكتشاف المادة أنه تم إجراء الدراسات التجريبية لتلك المادة على مدار عام كامل وأعطت نتائج مذهلة خاصة في المنسوجات المحترقة مما مهد الطريق لتطبيقها على أحد القطع النسجية المحترقة التي وجدت أسفل أحد ماكيتات الدولة الوسطي بالمتحف المصري بالتحرير حيث تم استعادة اللون والخواص المفقودة.