«عبدالودود»: 600 مليون دولار استثمارات قائمة للشركة فى مصر.. وإطلاق صندوق للطاقة خلال عام
4 سنوات أقنعت الناس أنه لا بديل عن العمل والاجتهاد ولا توجد حلول سحرية
«الصحة» و«التعليم» تحتاجان استثمارات كبيرة وتعزيز المنافسة يحسن الخدمة
تبدى مجموعة أبراج الإماراتية، المتخصصة فى مجال الاستثمار المباشر، اهتماماً كبيراً بمصر، حيث تسهم بالفعل فى مجموعة واسعة من الاستثمارات فى قطاعات مختلفة، كما تدرس حالياً عدة فرص جديدة للاستثمار، لكنها تدرس كل مشروع بعناية وتتحين التوقيت المناسب أيضاً.
وقال مصطفى عبدالودود، الرئيس التنفيذى لمجموعة أبراج الإماراتية، إن السوق المصرى جاذب للاستثمارات الأجنبية المباشرة، وهو من أكثر الأسواق بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جذباً للاستثمار.
وأضاف عبدالودود، فى مقابلة عبر الهاتف مع «البورصة» بمناسبة «القمة الاقتصادية – مصر المستقبل»، «أن الأسباب الرئيسية الداعمة لتوجه الشركة للاستثمار فى مصر تكمن فى أن لدى مصر سوقاً واعداً وفعالاً كما أن للشركة خبرة واسعة من خلال العمليات الناجحة التى أتمتها، ما يعزز النظرة المتفائلة للمستقبل».
وأوضح «مصر تتمتع بسوق كبير على مستوى التعداد السكانى والقوى الشرائية التى ازدادت خلال السنوات الأخيرة، رغم الظروف التى مرت بها البلاد. كما تتمتع مصر بركائز اقتصادية متنوعة، ما يتيح العديد من الفرص الاستثمارية فى مجالات مختلفة».
وذكر أن مجموعة أبراج تعمل فى عدد كبير من الأسواق الناشئة موزعة بين دول أمريكا الجنوبية وآسيا وتركيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومصر من بينها وهى أهم أسواق هذه المنطقة».
وواصل الاقتصاد المصرى النمو خلال السنوات الأربع الماضية رغم ما شهدته البلاد من اضطرابات أمنية وأزمات سياسية، وتتوقع الحكومة أن يتجاوز نمو الناتج المحلى الإجمالى %4 نهاية العام المالى الجارى فى 30 يوينو المقبل.
وتتخصص مجموعة أبراج فى مجال الاستثمار المباشر – عبر شراء شركات بالكامل أو حصص حاكمة فيها وتقوم بالاستثمار فى تطويرها وتحديثها وإجراء توسعات بها – مما يؤدى إلى خلق قيمة مضافة – والتى تسمح بدورها بتحقيق عائد مستقبلى جيد على على الاستثمار.
وتبدى أبراج حالياً اهتماماً بالاستثمار فى قطاعات التعليم والصحة والطاقة واللوجستيات والتصنيع الغذائى؛ نظراً لجاذبية تلك المجالات وخبرة أبراج الواسعة بها وفقاً لرئيسها التنفيذى.
وقال عبدالودود: «هذه القطاعات فى مصر تحتاج استثمارات وتطويراً، ومن ثم فهى محل اهتمامنا ونبحث بصورة دائمة عن فرص استثمارية جديدة».
وأضاف أن قطاع الأغذية المصرى استطاع أن ينمو بمعدلات جيدة وصنع له اسماً عالمياً، وبات مشرفاً حينما سمح للقطاع الخاص بأن يستثمر فيه ويطور من مهارات العمال.
وأوضح أن «قطاعى الصحة والتعليم لم يضخ بهما استثمارات ملائمة حتى الآن رغم أهميتهما الاستراتيجية ووجود فجوة ضخمة من حيث جودة الخدمات المقدمة أو حجمها بالنظر إلى احتياجات السوق الفعلية، ومن مصلحة مصر تطوير هذين القطاعين بصورة عاجلة».
وذكر عبدالودود أن الشركة استثمرت مئات الملايين من الدولارات فى مصر خلال الفترة الماضية، وتدرس حالياً عدة فرص لضخ استثمارات جديدة.
وقال إن توافر الفرصة فى مناخ جيد هو أهم العوامل المشجعة على اتخاذ قرار الاستثمار: «عند تحديد الفرصة المناسبة سنضخ مزيداً من الاستثمارات ونحن متفائلون خيراً».
ولم يحدد الرئيس التنفيذى لمجموعة أبراج قيمة تعتزم استثمارها فى مصر وقال: «الاستثمارات تحددها الفرص ونحن فى حالة دراسة دائمة لشركات نستطيع بخبراتنا ومجهوداتنا نضيف لها».
وتستهدف الحكومة المصرية أكثر من 8 مليارات دولار استثمارات أجنبية مباشرة خلال العام المالى الجارى.
وكانت أبراج انسحبت قبل أكثر من شهرين من مزايدة على شراء %100 من أسهم الشركة المصرية للأغذية (بسكو مصر) بعد منافسة مع شركة «كيللوج»الأمريكية.
وقال عبدالودود «كنا نريد شراء (بسكو مصر) وانسحبنا من المزايدة؛ لأن مستوى الأسعار بات غير مجد طبقاً لتقييمنا، ولكن فوز شركة عالمية ذات سُمعة جيدة بالصفقة هو فوز لمصر».
واستبعد أن يكون للآراء التى كانت رافضة لعملية بيع بسكو مصر والانتقادات التى ثارت أثناء الصفقة فى وسائل الإعلام تأثير على قرار أبراج فى الانسحاب من المزايدة لكن الأمر حسمته الجدوى الاقتصادية بحسب قوله.
وقال عبدالودود إن معالجات بعض وسائل الإعلام لبعض العمليات الاستثمارية ليست على نحو دقيق ويجب عليها تحرى الدقة ودعم الاستثمار نظراً لدوره الحيوى فى الفترة القادمة، وهذا الدعم والتشجيع لا يتنافى أبداً مع الدور الرقابى والتنظيمى للجهات الحكومية.
وأضاف على سبيل المثال ترددت أنباء كثيرة فى الفترة الماضية فى وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعى تشير إلى أن مجموعة أبراج استحوذت على العديد من المستشفيات التابعة للقطاع الخاص المصرى وقيل إنها تسعى لاحتكار القطاع الصحى ولم تعلق الشركة حينها.
لكن مصطفى عبدالودود قال «استثمرنا فقط فى مستشفى القاهرة التخصصى ومستشفى كليوباترا فى إطار خطة استثمارية للمجموعة، وتبلغ طاقتهما الاستيعابية 300 سرير من سوق يصل العدد الإجمالى للأسرة فيه 100 ألف سرير، فأين الاحتكار؟».
وأضاف «بعض الأنباء لا نعلق عليها لأنها إما شائعات وإما معلومات مغلوطة كما شهدنا مؤخراً – أو تكون بشأن صفقة قيد الدراسة – وفى الحالتين لا تعليق».
وقدر عبدالودود حجم الاستثمارات القائمة لأبراج فى مصر حالياً بأكثر من 600 مليون دولار موزعة على محفظة من الشركات أهمها الشركات التى تستثمر فيها هى التشخيص المتكاملة القابضة، اوراسكوم للانشاء والصناعة، القاهرة للاستثمار والتنمية العقارية، مستشفى القاهرة التخصصى ومستشفى كليوباترا.
وأوضح أن القطاع الصحى فى مصر يحتاج استثمارات كبيرة لتحسين وتنمية الخدمة المقدمة، ويجب أن يشهد منافسة ممن لهم قدرة ورغبة حقيقيه فى التطوير – وذلك لن يتحقق إلا من خلال جهود واستثمارات أكبر من جانب القطاع الخاص.
وأشار عبدالودود إلى ضرورة وجود قوانين وضوابط تحكم العمليات الاستثمارية وأن تحترم هذه القوانين من جانب كل الأطراف.
وقال إن قطاع الاتصالات المصرى شهد نمواً كبيراً خلال 10 سنوات وأصبحت الشركات تتنافس فيما بينها على جذب العملاء وأصبحت الخدمة أفضل وأسرع بخلاف ما كانت عليه الحال قبل السماح لمستثمرى القطاع الخاص بالعمل فى هذا المجال- رغم معارضة كثيرين لدخول الشركات الخاصة فى بداية الأمر.
كما أشار إلى أن قطاع الصناعات الغذائية نشط بقوة وفتح أسواقاً تصديرية عندما ازدادت المنافسة بين الشركات، بينما قطاع الصحة لم يشهد تنافسا كبيرا وعلى نطاق واسع حتى الآن ولم يحتك بمنافسة مع الاستثمار الأجنبى».
واستبعد أن تتجه شركته للاستثمار فى القطاع الزراعى المصرى فى مراحل الزراعة والإنتاج الأولية، وقال «ليس لدينا خبرات بالزراعة ولكن يمكن أن نستثمر فى شركات تعمل فى مجال تصنيع المنتجات الزراعية والأغذية حيث لدينا خبرة جيدة فى هذا المجال».
وأشار إلى اهتمام المجموعة بمشروعات الطاقة ومستقبلها الواعد – وبدأت أبراج بالفعل تأسيس صندوق استثمار موجه لهذا القطاع- لم يفصح عن حجمه- وتوقع أن يتم إطلاقه خلال عام.
وأوضح أن هذا الصندوق سيستثمر فى كافة الأسواق الناشئة التى تعمل بها أبراج- ومنها مصر، كما أن الشركة بإمكانها حاليا الاستثمار فى أى مشروع بمجال الطاقة تراه مناسباً وذلك لحين إتمام تأسيس الصندوق.
وقال عبدالودود إن الحكومة المصرية تسير فى إجراءات إصلاحية جيدة لتحسين مناخ الاستثمار- وذكر تعديلات قوانين العمل والاستثمار على سبيل المثال- ثم أضاف «لكن الأهم هو ضرورة التأكيد بوضوح أنه لا نمو اقتصادياً ولا توظيف دون استثمارات القطاع الخاص».
وأضاف «يجب أن تكون رسائل الحكومة للمستثمرين والقطاع الخاص واضحة، والأهم أن تتوافق التصريحات مع الأفعال».
وأضاف: «بوصفى مواطناً مصرياً بالأساس قبل أن أكون مستثمراً، أرى أن من مزايا السنوات الأربع الماضية- رغم صعوبتها- اقتناع الجميع أنه لا بديل عن العمل والجد والاجتهاد.. لا توجد حلول سحرية- العالم كله يتقدم بالعمل».
وقال إن مشروع قناة السويس هو من أفضل المشروعات التى يمكن أن تنفذها الدولة حالياً وأن أبراج مهتمة بدراسة الفرص الاستثمارية التى ستقام بتلك المنطقة.
وفقاً لموقعه الوظيفى رئيساً تنفيذياً لواحدة من أكبر شركات الاستثمار المباشر، حدد مصطفى عبدالودود 3 عوامل حاكمة فى اتخاذ المستثمرالأجنبى قراره بدخول أى أسواق جديدة وهى: -1 توافر الأمن والأمان وسيادة القانون، -2 جودة المناخ الاستثمارى، ثم -3 الفرصة المناسبة.
وقال «تهيئة مناخ الاستثمار ليس فقط بتشجيع من الحكومة، ولكن أيضاً يجب توافر بنية تشريعية جيدة وأن تدعم الدولة بمختلف مؤسساتها، بجانب الشعب والإعلام أيضاً، مستثمرى القطاع الخاص».
وذكر أن قرار البنك المركزى بالسماح بخفض سعر الجنيه المصرى أمام الدولار كان أمراً طبيعياً فى ظل الوضع الاقتصادى، بجانب أن هذا الإجراء سيكون له آثار إيجابية على زيادة الصادرات المصرية وتحسين معدل تدفق الاستثمار الأجنبى.
ذكر الرئيس التنفيذى لمجموعة أبراج أن إجمالى استثمارات المجموعة فى مصر منذ بداية عملها بلغ 1.7 مليار دولار – ولم يفصح عن معدل العائد على هذه الاستثمارات.
وتدير أبراج صناديق استثمار مباشر تبلغ قيمة أصولها أكثر من 7.5 مليار دولار وفقاً لموقعها الإلكترونى وتتراوح قيمة عمليات الاستحواذ التى تجريها بين 10 و100 مليون دولار.