انخفاض أسعار السلع وتباطؤ النمو يضغطان على العملات المحلية
فى نهاية العام الماضى أصدرت أقدم منظمة مالية فى العالم توقعات خطيرة، إذ حذر بنك التسويات الدولى من أنه فى حال استمرار الدولار فى الارتفاع، ستتكشف هشاشة النظام المالى فى الأسواق الناشئة.
وأضرت قوة الدولار بالبلدان النامية التى لديها ديون ضخمة مقومة بالدولار جراء سعيها وراء أسعار الفائدة الأمريكية المنخفضة فى السنوات الأخيرة، ولم تطل الرياح العاتية لقوة الدولار جميع الاقتصادات الناشئة، إذ تعتبر الهند على سبيل المثال النجم الصاعد بين الأسواق الناشئة، لكن العديد يعتمد على مدى تباطؤ الاقتصاد الصيني.
ويرى بعض المحللين، أن هناك احتمالية أن تطولها عاصفة الأسواق الناشئة، ولاسيما إذا تراجع النمو الصينى تراجعاً حاداً، بينما تسعى بكين إلى إضعاف قيمة الرينيمبي.
وكان الحافز الأخير لموجة البيع فى الأسواق الناشئة هو قوة نمو الوظائف فى الولايات المتحدة التى عززت توقعات رفع الاحتياطى الفيدرالى لأسعار الفائدة الأساسية مطلع شهر يونيو، وبعيداً عن ارتفاع قيمة الدولار، فهناك دلائل على أن المستثمرين يخشون مزيداً من الاضطرابات فى الأسواق الناشئة، وأظهرت بيانات مؤسسة «إيه بى إف آر»، أن صناديق الأسهم فى الأسواق الناشئة شهدت صافى تدفقات خارجة الأسبوع الماضى بعد أربعة أسابيع من التدفقات الداخلة.
وأوضحت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، فى تقرير لها، أن قوة الدولار ليست هى مصدر الضعف الوحيد فى بعض المناطق فى العالم الناشئ، فقد تحملت أمريكا اللاتينية وطأة ضغوط البيع حتى الآن، إذ شهدت مزيجاً من انخفاض أسعار السلع وتباطؤ النمو وعدم الرضا السياسى، ما دفع عملاتها وبورصاتها المحلية إلى أدنى مستوياتها فى عدة سنوات.
وفى البرازيل، حيث زادت الفضيحة المتورط فيها مسئولو الحكومة وشركة البترول المملوكة للدولة «بيتروبراس» من ضعف الاقتصاد المتدهور بالفعل، وارتفعت العائدات على السندات لأجل عشر سنوات إلى مستويات قياسية بلغت %13.5، فى حين تراجع الريال بنسبة %15 مقابل الدولار العام الجارى حتى الآن، ما جعله أحد أسوأ العملات أداءً.
وهناك عدد من العوامل جعلت الدول عبر آسيا أكثر مرونةً حيال ارتفاع قيمة الدولار عن أجزاء أخرى فى العالم، ورغم التباطؤ فالنمو لا يزال إيجابياً، وفى الوقت ذاته، ما زال هناك مجال أمام غالبية البنوك المركزية فى المنطقة لخفض أسعار الفائدة.
ولكن هذا لا يعنى أن آسيا خالية من المشاكل، إذ تراكمت الديون فى عدد من اقتصاداتها، ولاسيما فى الصين، فى السنوات الخمس الماضية.
وبالنسبة للعديد من المستثمرين، فإن عدم اليقين الذى يسود الأسواق الناشئة يعمل على تشويه جاذبيتها تماماً، وقال روبير سترايب، مدير صندوق لدى «لومبارد أودير»، أصبحنا أقل تعرضاً للأسواق الناشئة على نحو كبير عما كنا منذ ستة أو تسعة أشهر.