دعم واشنطن للعمليات العسكرية لمصر والسعودية يستعيد هيمنتها من جديد
ألحقت الولايات المتحدة والعقوبات الدولية ضرراً بالغاً على الاقتصاد الإيرانى، ولكن قامت طهران بإقناع العدو الأمريكى منذ فترة طويلة بالانضمام والجلوس على طاولة المفاوضات التى تهدف إلى الحد من برنامجها النووى.
وذكرت الـ”سى ان ان”، الأمريكية أنه تم استئناف عملية المحادثات الإيرانية القائمة فى سويسرا، يوم آخر بهدف التوصل إلى إطار حول الاتفاق بحسب ما أعلنته القوى العالمية.
واضافت أن المفاوضات ليست مجرد تطلعات إيران النووية التى تنال اهتمام الجميع حول العالم، فمجرد جلوس المسئولين الإيرانيين على طاولة واحدة مع الدول الأقوى فى العالم يرتقى بوضع إيران الدولى.
والحصول على القنبلة النووية من شأنه تضخيم قوتها الإقليمية فى الشرق الأوسط، وتحدٍ حقيقى لنفوذ الولايات المتحدة وهيبتها فى المنطقة.
واستفادت طهران من الانقسامات بعد أحداث الربيع العربى وفراغ السلطات وتراجع تأثير التدخل الأمريكى فى المنطقة وأصبحت لاعباً رئيسياً فى الصراعات مع الدول المجاورة.
واستخدمت إيران الحرس الثورى ومجموعة من الوكلاء لملء فجوة السلطة بعد رحيل القوات الأمريكية من العراق وأجّجت الاضطرابات السياسية.
وأصبح محاولة سعيها للهيمنة الإقليمية من خلال التوصل إلى اتفاق نووى مشكلة متزايدة لإدارة أوباما والحلفاء الإقليميين مثل المملكة العربية السعودية والكيان الصهيونى.
واتهم النقاد الرئيس باراك أوباما، بغض الطرف عن دوافع إيران وحروبها بالوكالة فى الشرق الأوسط لعمل صفقة قد ترفع إمكانيات رئاسته التاريخية بعد عقود من العداء بين واشنطن.
ووفر الانهيار الإقليمى الذى تزامن مع سقوط الحكام بعد الربيع العربى إعادة رسم الحدود الوطنية على أسس طائفية أرضاً خصبة قوية للجماعات الإسلامية المتطرفة، عديمى الجنسية مثل داعش، لتنمو وتهدد كلاً من الولايات المتحدة والمصالح الوطنية الإيرانية.
وترى إدارة أوباما أيضاً مصلحة مشتركة مع إيران فى محاربة داعش، ولكن أفصح بعض النقاد عن أن رغبتها فى القيام بذلك جعلها تغض الطرف عن أنشطة إيران فى أماكن أخرى.
وقال رئيس موظفى البيت الأبيض دنيس ماكدونو، اذا تم التوصل لاتفاق نووى فلدينا مخاوف بشأن سلوك إيران فى المنطقة وحول العالم، وهاجم إيران كدولة راعية للإرهاب، ناشرة للمخالف الجسمية لحقوق الإنسان التى تسعى لزعزعة استقرار جيرانها.
ويشعر العديد من حلفاء الولايات المتحدة فى المنطقة بالقلق المتزايد من مشاهدة تمدد النفوذ الإيرانى.
وصرّح السفير السعودى لدى الولايات المتحدة عادل الجبير، إن الرياض تشعر بقلق من تزايد تدخل إيران فى شئون دول أخرى فى المنطقة، سواء كان ذلك فى العراق أو سوريا أو لبنان أو اليمن.
ولكن العديد من المراقبين فى واشنطن يعتقدون صعود نفوذ الولايات المتحدة مرة أخرى فى المنطقة، ودعم العمليات العسكرية لدول مثل السعودية ومصر علامة على أنهم يشعرون بأن إيران بالفعل صاحبة اليد العليا.
وقامت أمريكا بدعم المملكة العربية السعودية فى قصف الحوثيين، الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران فى اليمن، وأضاف المراقبون أن التحالف السعودى على الحوثيين بمثابة إشارة ليس فقط لإيران، ولكن أيضاً إلى واشنطن.
وقال ستيفن سيش، السفير الأمريكى السابق فى اليمن، إن السعوديين يستخدمون أيضاً اليمن لإرسال رسائل إلى إيران وعدم ثقتهم فى أن الأمن الأمريكى لن يكون قادراً على حمايتهم من مكائد إيران فى المنطقة.
وأضاف أن فكرة الصراع بالوكالة بين العرب وإيران يمكن إدارته بشكل فعّال من قبل الولايات المتحدة التى تتحدى المنطق والتاريخ.