الإماراتان تتنافسان على التحول لمركز مالى عالمى لإدارة الثروات
تعتزم أبوظبى تنصيب نفسها مركزاً جديداً لإدارة الثروات، مع إعلان رئيس مركزها المالى الدولى الناشئ «وفاة» نموذج سرية الحسابات البنكية السويسري.
ويعد سوق أبوظبى العالمى تعبيراً عن طموح عالمى يهدف إلى رفع الإمارة الغنية بالغاز والبترول إلى مستوى المؤسسات العالمية الأكثر نفوذا، مثل لجنة بازل للرقابة المصرفية ومجموعة العشرين، منتهجة فى ذلك نهج سنغافورة وليس سويسرا.
وصرح أحمد على الصايغ، رئيس مجلس إدارة «سوق أبوظبى العالمي»، لصحيفة فاينانشيال تايمز، «بأن الابتكار يأتى من هذا السوق الناشئ (سنغافورة)، ولذلك تجد المراكز المالية الآسيوية فى لجان البازل واللجان التشريعية للغرب، لأنهم لم يرتكبوا خطأ واحداً خلال خمسة عشر عاماً، ولدينا الطموح ذاته».
وتأتى تصريحات الصايغ فى الوقت الذى يتحول فيه مركز الثقل لمثل هذه المؤسسات تحولا ملموسا من الغرب إلى الشرق، جنبا إلى جنب مع تطوير آسيا لمؤسساتها لمنافسة تلك الموجودة فى الغرب، مثل البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية بقيادة الصين.
ويعد سوق أبوظبى العالمي، الذى سيكون له جهاز تنظيمى ومحاكم خاصة تستند إلى القانون العام الانجليزي، محاولة لتنويع اقتصاد العاصمة الاماراتية، وسيكون مقر صندوقى أبوظبى للثروة السياديين، وهما «هيئة أبوظبى للاستثمار» و«مبادلة»، فى المنطقة الحرة التى بنيت على جزيرة الماريه فى العاصمة، وهو ما أثار قلق البعض فى إمارة دبي، التى افتتحت مركزها المالى الدولى منذ عشر سنوات، وجذبت أكبر البنوك وشركاة المحاماة فى العالم.
ويصر الصايغ وفريق عمله، الذى يضم هكتور سانتس، الرئيس السابق لهيئة الرقابة المالية فى بريطانيا، على أن هناك مجالاً واسعاً لكلا المركزين الماليين اللذين لا يبعدان كثيراً عن بعضهما البعض، ويؤكد الصايغ وسانتس أن أبوظبى لن تصب تركيزها على مجالات محددة كإدارة الثروات فحسب، بل إن المركزين القريبين سيكملان بعضهما البعض.
وقال ريتشارد تنج، رئيس الجهاز التنظيمى السابق لبورصة سنغافورة الذى سيقود الجهاز التنظيمى لسوق أبوظبى العالمي، فى الوقت الذى كانت تنهض فيه سنغافورة، سادت المخاوف من أنها ستأخذ من الحصة السوقية الخاصة بهونج كونج، ولكن هذا لم يحدث.
وبحسب الصحيفة فإن تعيين تنج فى هذا المنصب العام الماضى كان برهانا ضمنيا على أن سنغافورة هى النموذج الذى سيتبعه سوق أبوظبى العالمي، وهو الأمر الذى بات واضحا الآن.
وقال الصايغ إن نموذج السرية المصرفية الذى تتبعه سويسرا بات «باليا»، فقد وقّع السنغافوريين على اتفاقية غاية الشفافية مع العالم، ولن يكون من الذكاء أن نختار نموذجا غير فعال.