كتب وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، مقالا في صحيفة “نيويورك تايمز، اليوم الاثنين، بعنوان “رسالة من إيران“، أشاد فيه بالتقدم الذي أحرز في سويسرا مع قوى مجموعة ال”5 +1″، قائلا إنهم اتفقوا على الخطوط العريضة التي تبدد كل الشكوك بشأن الطبيعة السلمية بالكامل لبرنامج إيران النووي، وبالتالي رفع العقوبات الدولية على إيران.
وقال ظريف ان حكومته الشجاعة التي تمتلك الجرأة لاتخاذ القرارات المناسبة، تستطيع إنهاء هذه الأزمة المصطنعة، والانتقال إلى عمل اكثر أهمية بكثير ويتعلق بالاضطرابات الاوسع التي تجتاح منطقة “الخليج الفارسي” – حسب وصفه.
وأوضح الوزير الإيراني، في مقاله، أن القضية في المنطقة ليست قضية حكومات تصعد وتسقط، وإنما تتعلق بتمزق النسيج الاجتماعي والثقافي والديني للدول جميعها، مؤكدا أن إيران لا يمكنها ان تكون لا مبالية للدمار الكبير المحيط بها، لأن الفوضى لا تعرف حدودا.
وكتب أن إيران كانت واضحة في أن نطاق المشاركة البناءة يمتد إلى ما وراء المحادثات النووية، وأن بناء علاقات طيبة مع الجيران على قائمة الأولوية، مضيفا أن القضية النووية كانت عرضا لعدم الثقة والصراع وليست سببا لهما. وبالنظر إلى الخطوات المتخدة للوقاية من هذا العرض، فقد حان الوقت لإيران وأصحاب المصلحة الآخرين للبدء في معالجة أسباب التوتر في منطقة الخليج الفارسي الأكبر.
وقال إن المنطقة بحاجة لتقييم واقعي للحقائق المعقدة والمتداخلة، وإلى سياسات متسقة للتعامل معهم، ومكافحة الإرهاب هي مثال على ذلك.
وأوضح أنه لا أحد يستطيع مواجهة القاعدة، وأشقاءها الإيدلوجيين، مثل ما تعرف بالدولة الإسلامية – التي لا تعد إسلامية ولا دولة – في العراق ، وفي نفس الوقت السماح بنموها بفاعلية في اليمن وسوريا.
وقال:” إن هناك العديد من المجالات التي تتشابك فيها مصالح إيران وكبار اللاعبين في المنطقة أيضا، مضيفا أن تأسيس منتدى جماعي للحوار في منطقة الخليج الفارسي تم تأجيله طويلا”.
وذكر في مقاله أن اليمن نقطة جيدة لبدء المحادثات الجدية لمشكلات المنطقة، وقال إن إيران قدمت منهجا معقولا وعمليا لمعالجة الأزمة الأليمة وغير الضرورية يتمثل في وقف فوري لإطلاق النار وتقديم مساعدات إنسانية سريعة، وتيسير الحوار اليمني في الداخل بما يقود لتشكيل حكومة وحدة وطنية عريضة القاعدة.
أما على المستوى الإقليمي، فقد أوضح ان الحوار ينبغي أن يكون قائما على المباديء المعترف بها، والأهداف المشتركة، ولا سيما احترام السيادة والسلامة الإقليمية والاستقلال السياسي لجميع الدول، وحرمة الحدود الدولية، وعدم التدخل في الشئون الداخلية، والتسوية السلمية للمنازعات، وعدم جواز التهديد أو استخدام القوة، بالإضافة إلى تعزيز السلام والاستقرا والتقدم والإزدهار في المنطقة.
ودعا إلى عدم إهدار هذه الفرصة الفريدة للحوار والمشاركة لأن العالم لا يستطيع تحمل تكلفة الاستمرار في تجنب معالجة جذور الاضطرابات فيما أسماه ” منطقة الخليج الفارسي”.