أكد تقرير نشرته وكالة “فرانس برس” أن مرحلة الانتعاش التي شهدتها مبيعات شركات السيارات الفارهة في الصين قد انتهت، مع نمو الاقتصاد بأبطأ وتيرة في ربع قرن، والحملة الصارمة ضد الفساد.
وأوضح التقرير أن شركة “مازيراتي” الإيطالية لتصنيع السيارات الفاخرة قامت ببيع أقل من 40 سيارة في أول عام لها في السوق الصيني منذ حوالي عقد من الزمن، إلا أنها حققت مبيعات بلغت 9400 سيارة في العام الماضي، وهو ما يمثل أكثر من ضعف مبيعات 2013.
وتنتج الشركة الإيطالية المتخصصة في تصنيع السيارات الرياضية عددًا من المركبات الفاخرة ومنها سيارة “كاتروبورتي” التي يبلغ ثمنها 377 ألف دولار أمريكي.
وقال رئيس شركة “مازيراتي” الإيطالية “هارالد ويستر” إن العام الماضي كان “رائعًا” فيما يخص مبيعات الشركة في الصين، مشيرًا إلى أن الهدف هذا العام يتمثل في الحفاظ على حجم مبيعات العام الماضي تقريبًا.
ويرى “ويستر” أن هدف شركته يعتبر “مهمة صعبة للغاية”، مع التباطؤ الاقتصادي الذي يشهده ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وسجل الاقتصاد الصيني معدل نمو بلغ 7% خلال الربع الأول من العام الحالي، كما ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بحوالي 7.4% في عام 2014، وهي أدنى وتيرة للنمو في البلاد منذ عام 1990.
ويوضح “ويستر” أن عملاء الشركة الإيطالية في الصين هم من رجال الأعمال الشباب، ونصفهم تقريبًا من النساء، نافياً أن تكون شركته تقوم ببيع سيارتها الفاخرة إلى مسؤولين حكوميين قد يكونون متورطين في قضايا فساد يقوم الحزب الحاكم في البلاد بحملات دعائية قوية ضدها منذ نحو عامين.
وأشار التقرير إلى أن الحملة الصارمة من قبل الحزب الحاكم في الصين ضد الفساد الحكومي تجعل من التباهي بالثروة أمرًا غير مرغوب فيه لدى معظم المواطنين في الوقت الحالي، وهو ما قد يؤثر بالسلب على المبيعات.
ويقول “ويستر” إنه في حال قيام مجتمع ما بالإشارة إلى امتلاك بعض المواطنين لثروات تتجاوز ما يملكه الآخرون، فإنه من المحتمل أن يتردد الأغنياء في إظهار أموالهم.
ماذا عن “دايملر” و”رولز رويس”؟
أثارت صورة تم نشرها عبر شبكات التواصل الاجتماعي لحادث تصادم بين “لامبورغيني” خضراء، و”فيراري” حمراء اللون وقع في شوارع بكين خلال الشهر الجاري حالة من الغضب، حيث تساءل المواطنون عن الأشخاص الذين يمتلكون هذه السيارات الفاخرة.
في حين تعتقد شركة “دايملر” الألمانية أنها توصلت لحل لهذه الأزمة من خلال سياراتها الجديدة من طراز “مرسيدس – مايباخ إس 600″، مشيرة إلى أنها قادرة على إيجاد سوق لها في المرحلة الحالية في الصين.
وقال “هوبرتوس تروسكا” عضو مجلس إدارة شركة “دايلمر” الألمانية، والمسؤول عن السوق الصيني إن سيارة “مايباخ” تعتبر “استثنائية بالفعل ولكنها لا تزال منخفضة السعر بدرجة كبيرة”.
وعلى جانب آخر، لم يمنع تباطؤ ثاني أكبر اقتصاد عالمي من اختيار شركة “رولز رويس” البريطانية للصين من أجل إطلاق سيارتها الجديدة “فانتوم لايم لايت”، التي تشمل مميزات منها “صناديق إكسسوارات جليدية”، و”عطور يدوية الصنع”.
ولكن أعلنت الشركة الأم “بي إم دبليو” أنها قامت بتعديل إنتاج سيارات “رولز رويس” الفاخرة تحديدًا، بسبب التباطؤ الاقتصادي في الصين.
وأوضح “بيتر شوارتزنباور” عضو مجلس إدارة شركة “بي إم دبليو”، والمسؤول عن “رولز رويس” في المجلس أنه تم تعديل إنتاج العلامة التجارية الفاخرة، مشيرًا إلى أن “رولز رويس” هي آخر نوع من السيارات يمكن أن يتم الدفع به في الأسواق بشكل غير متأن.
السيارات الفاخرة الأخرى
أوضح التقرير أن السيارات الفاخرة التي تُباع بأسعار أقل قليلًا في القطاع، أي التي لا يتجاوز سعرها 197 ألف دولار، تواجه منافسة أكثر شراسة في الوقت الحالي.
وتشهد فئة السيارات الفاخرة منافسة ملحوظة في الفترة الحالية من المصنعين الألمان ضد نظرائهم الأمريكيين، مثل سيارة “كاديلاك” التابعة لشركة “جنرال موتورز”، و”لينكولن” التي تصنعها شركة “فورد”.
ويرى “مارك فيلدز” رئيس مجلس إدارة شركة “فورد” أن الصين قد تصبح أكبر سوق للسيارات الفاخرة في العالم خلال العام الجاري، والمقبل أيضًا.
ويعتقد خبراء أن سوق المنتجات الفاخرة قد يكون في وضعية أفضل للتخلص من الانكماش، مع استهداف حملات التقشف الحالية في الصين للسيارات الفاخرة التي يفضلها المسؤولون الحكوميون في البلاد.
ويقول “ناميرتا تشاو” المحلل في “إي إتش إس” للسيارات إن هناك شريحة كبيرة جدًا في الصين وهم الشباب الأثرياء الذين يرغبون في اقتناء سيارات “لامبروغيني”، أو “فيراري”، مشيرًا إلى أنه من غير المرجح أن تتراجع رغبة هؤلاء بسبب الحملة الحالية.
وكالات