«الإدارة الهندسية» توقف المشروع للخلاف حول 30 «متر مبانى» خارج
التصريح وترفض توفيق أوضاعه رغم ملكيته للأرض
لماذا يُحارب مشروع صغير يوفر عشرات من فرص العمل؟
نتساءل كيف يفضل الشباب الهروب إلى الموت بالهجرة غير الشرعية؟
أسامة الحنفى، مستثمر صغير «دايخ السبع دوخات» من أجل تصريح لمبنى معمل الألبان الذى أقامه منذ 2013 على مساحة 500 متر، ورغم حصوله على ترخيص من الوحدة المحلية وتجهيز المبنى بالاشتراطات المطلوبة يتم إيقاف الترخيص، لأنه تم اكتشاف زيادة فى مساحة المبنى 30 متراً نتيجة خطأ لمقاول التنفيذ على أرض مملوكة لعائلته، ولكن كيف يتم ذلك؟ وهل تنام أعين المسئولين، كما نامت عن ملايين الأمتار التى تم تحويلها لمنتجعات بالمليارات على أراضى الدولة؟ لا بالطبع فهذا مستثمر صغير لابد أن يتم تعذيبه حتى يكره البلد ومن يديرونه، ولابد أن نمنعه من الفرصة لكى يوظف عشرات الشباب فى مشروعه بدلاً من تركهم للبطالة.
أسامة لم يستسلم، وتقدم بطلب للإدارة الهندسية لتعديل الرسم الهندسى للمبنى وتوفيق أوضاعه، ولكن هيهات كانت الإدارة الهندسية متيقظة لمحاولته فى حل المشكلة ورغبته فى تشغيل معمل الألبان، فقامت برفع مذكرة لعدد من الجهات تفيد بأن جزءاً من المبنى 500 متر خارج الحيز العمرانى، ليضطر إلى تقديم طلب للوحدة المحلية لطلب معاينة من مديرية المساحة، وبعد طول انتظار تبين أن المبنى بالكامل داخل الحيز العمرانى، وعلى حد المساواة مع مبانٍ سابقة مقامة منذ سنوات.
وأصدرت مديرية المساحة خطابها للوحدة المحلية بمركز ومدينة بركة السبع بالمنوفية بوجود المبنى داخل الحيز العمرانى، لكن الخطاب اختفى داخل المديرية حتى تم استخراج صورة طبق الأصل من الخطاب وتسليمه لمجلس المدينة، إلا أن السيدة وكيلة الإدارة الهندسية لها رأى آخر وهو عدم إصدار الترخيص بعد كل المكاتبات.
من هو رئيس الحكومة ومن هو وزير التنمية المحلية ومن هو وزير الاستثمار ومن هو وزير الصناعة والتجارة؟ بالتأكيد بالنسبة لأسامة وآلاف غيره ليسوا «محلب» ووزارته بل السيد رئيس الوحدة المحلية والمهندسة ومسئول التراخيص هؤلاء هم الحكومة الحقيقية التى تعبث بمقدرات هذه البلاد وتدفع الناس للإحباط واليأس والتأكد أن ما يقال عن تشجيع الاستثمار وخلق الوظائف والمشروعات الصغيرة ماهو إلا تصريحات إعلامية.
المواطن يريد الحكومة.. ومن يتعامل معهم هم حكومته وبعيداً عن المخططات واللجان والمصطلحات الخاصة بالمركزية واللامركزية، فستظل الحكومة وأى حكومة غائبة ولا يشعر بها المواطن طالما أن الوزير يتحدث ورئيس الحكومة يبكى فى حب مصر، وكل من يتعامل مع الجهاز الحكومى يلعن نفسه ألف مرة حتى إن الرغبة فى الهجرة وترك البلد باتت تسيطر على شباب وطن يجتهد فى تطفيش أبنائه وكأننا لا نريد سوى المزيد من الفشل.
أسامة وآلاف غيره ما زالوا ينتظرون أن يأتى عليهم الدور فى لقاء وزيارة رئيس الحكومة أو الوزير المختص، لأنه فيما يبدو هذه الطريقة الوحيدة لحل المشكلات التى تعرقل أعمالهم، وإن كان كثيرون آخرون حظوا باللقاء والتصوير وتناقلت أخبارهم الصحف ولم يحصلوا على شىء سوى التصوير مع الحكومة.