يدفع الاتجاه منذ عقود طويلة نحو الأغذية المصنّعة والوجبات السريعة غير الصحية بسبب أسعارها المنخفضة، أسعار الفواكه والخضروات ويؤجج أزمة السمنة العالمية، وفقاً لدراسة أجراها معهد التنمية لما وراء البحار فى لندن.
وأفادت الدراسة بأن الأسعار النسبية للفواكه والخضار فى البرازيل والصين وكوريا والمكسيك ارتفعت بنسبة تصل إلى %91 بين عامى 1990 و2012، فى حين انخفضت أسعار بعض الأطعمة المصّنعة مثل الوجبات السريعة بنسبة تصل إلى %20 فى نفس الفترة.
وفى المملكة المتحدة، انخفض سعر الآيس كريم بين عامى 1980 و2012 فى حين تضاعفت أسعار الخضروات الطازجة ثلاث مرات، الأمر الذى يشير إلى أن الضرائب على الأطعمة غير الصحية مقابل الدعم على البدائل الصحية يمكن أن يعكس اتجاهات ارتفاع السمنة ومعاناة الناس من زيادة الوزن.
وأضافت الدراسة، أن المكسيك حاولت السيطرة على هذه المشكلة من خلال فرض ضرائب على الوجبات السريعة، لكن بلداناً أخرى لم تعمل على تنفيذها.
وتفسّر الدراسة تراجع أسعار بعض الأطعمة المصّنعة مثل المكرونة، والآيس كريم، ورقائق البطاطس، بسبب التطور الكبير فى مجال التكنولوجيا ونقلها وتخزينها بطريقة أرخص.
وتوقعت دراسة فى المملكة المتحدة عام 2009، أن فرض %17.5 ضرائب على المواد الغذائية غير الصحية، واستخدام عائداتها لدعم أسعار الفاكهة والخضار من شأنه أن ينقذ سنوياً ما بين 3600 و6400 حالة وفاة مبكرة بسبب الأمراض ذات الصلة بالنظام الغذائي.
جاء ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية، أن أوروبا ستواجه أزمة سمنة بنسب عالية عام 2030، حيث من المرجح أن تشهد عدة بلدان معاناة أكثر من نصف البالغين بها من زيادة فى الوزن تتعدى معدلات الوزن الصحى.
وأوضحت لاورا ويبر، من منتدى الصحة بالمملكة المتحدة الذى تعاون فى دراساته مع منظمة الصحة العالمية ومع المفوضية الأوروبية لاصدار التوقعات الجديدة أنه على الرغم من عدم وجود عصا سحرية لمكافحة الوباء، فعلى الحكومات مضاعفة جهودها للحد من تسويق المنتجات الغذائية غير الصحية مع توفير الغذاء الصحى، وجعله فى متناول يد الجميع.