«آبل» تستعيد المركز الأول مع ارتفاع قيمة علامتها التجارية بنسبة %67 و«على بابا» تتقدم إلى الثالث عشر
وسعت أكبر العلامات التجارية للشركات التكنولوجية فى العالم، وعلى رأسها «آبل»، نفوذها على نحو أكثر عمقاً فى حياة المستهلكين فى ظل ازدياد هيمنتها خلال العام الماضي، ورغم ذلك، كانت الأوقت أكثر صعوبة بالنسبة للشركات التى تعمل فى قطاعات مثل السلع الفاخرة والأزياء وتجارة التجزئة والخدمات المصرفية العالمية، واستمرت قيم العلامات التجارية العالمية فى الارتفاع بعد التباطؤ الذى شهدته جراء الأزمة المالية، وذلك وفقاً لقائمة «براندز» لأعلى مائة علامة تجارية فى العالم الخاصة بشركة «ميلوارد براون».
وذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز، فى تقرير لها، أن الشركات الناجحة لم تقدم فقط سلعاً وخدمات تختلف عن تلك التى تقدمها الشركات المنافسة، ولكنها وجدت أيضا طرقاً جديدة للتواصل مع مستهلكيها والإبحار فى دوامات وسائل الإعلام الاجتماعية.
ويقول بيتير والش، المدير الاستراتيجى لدى «براندز»، العلامات الاقتصادية أصبحت أكثر أهمية، وبدأ الناس يأخذونها على نحو أكثر جدية كما أنها أصبحت عاملا فى قيادة النمو والنجاح، مضيفاً أنه إذا كنت تعتزم توسيع نشاط علامة تجارية هذه الأيام، تجب أن تقدم شيئاً مختلفاً ذا أهمية، ويجب أن تقدم شيئاً يلبى احتياجات المستهلكين، ثم يتعين عليك حينئذ الترويج لها.
ويقول ستيف ويلكينسون، مدير قسم الأسواق الأيرلندية والبريطانية لدى شركة «إرنست أند يونج»، فى مجال التكنولوجيا: مازال هناك مساحة واسعة لإنشاء العلامات التجارية، وفى عالم المنتجات والخدمات، فالأمر على الأرجح بات أكثر صعوبة لبناء علامة تجارية عالمية.
ويضيف ويلكينسون، أن الفترة ما بين 2007 و2012 كانت هى «العصر الذهبى» للمنتجات الاستهلاكية ذات العلامة التجارية جراء نمو الأسواق الناشئة، ومنذ ذلك الحين فإن جمود النمو الذى شهده العديد من الاقتصادات جعل من الصعب الحفاظ على نمو الأرباح.
ومع ذلك، ارتفعت القيمة الإجمالية لأعلى مائة علامة تجارية فى عام 2015 بنسبة %14 أى أنها زادت من 2.9 تريليون دولار العام الماضى إلى 3.3 تريليون دولار، وهو ما يعد أسرع وتيرة للنمو فى أربع سنوات، إذ تجاوز متوسط النمو الذى يبلغ %9 سنوياً منذ أن بدأت هذه التصنيفات عام 2006.
وبلغ إجمالى نمو العلامات التجارية الأمريكية %19.1، واستحوذت على أول عشرة مراكز فى القائمة، فى حين بلغ النمو فى القارة الأوروبية %1.5 فقط وهو ما يعكس ضعف المبيعات فى سوق السيارات والسلع الفاخرة، وتراجع نمو العلامات التجارية البريطانية بنسبة %4.2، وارتفع نمو العلامات التجارية الآسيوية بنسبة %24.7 رغم تباطؤ الأسواق الناشئة، ويعود هذا الأمر جزئياً إلى احتلال شركة «على بابا»، شركة التجارة الالكترونية الصينية، المركز الثالث عشر فى قائمة أعلى مائة علامة تجارية فى العالم بعد الطرح العام الأولي، وتقدمت أيضا مراكز الموقع الصينى «تينسيت» ومحرك البحث «بايدو» ومؤسسة «تشاينا موبايل» للاتصالات، وفى عام 2006 كان هناك علامة تجارية صينية واحدة فى القائمة هى «تشاينا موبايل»، فى حين تضم القائمة الآن أربع عشرة علامة تجارية صينية.
وواصلت العلامات التجارية فى مجال التكنولوجيا هيمنتها على المراكز العشرة الأولى فى قائمة العلامات التجارية العالمية، واستعادت شركة «آبل» المركز الأول مع ارتفاع قيمة علامتها التجارية بنسبة %67 لتصل إلى 247 مليار دولار، وقاد هذا النمو إصدار هاتف «iPhone6»، وتراجعت «جوجل» إلى المركز الثانى رغم ارتفاع قيمة علامتها التجارية بنسبة %9 لتبلغ 174 مليار دولار، وكان «فيسبوك» هو الأسرع نموا، بارتفاع %99، تلاه «آبل» و«إنتيل»، فى حين ارتفعت قيمة العلامة التجارية لمايكروسوفت بنسبة %28.
وشكلت التكنولوجيا نحو ثلث القيمة الإجمالية لأعلى مائة علامة تجارية فى العالم، ونما قطاع الاتصالات بنسبة %17، والبيرة بنسبة %9، والمشروبات الغازية بنسبة %8، والوجبات السريعة بنسبة %4 والسيارات بنسبة %3، وتراجعت السلع الفاخرة، التى تأثرت بتباطؤ الأسواق الناشئة، بنسبة %6، مع انهيار «جوتشى» و«هيرميس»، ونما قطاع التجزئة بنسبة %2.
وفى الخدمات المالية، نمت العلامة التجارية لعدد من شركات التأمين مثل «تشاينا لايف» و«بيج آن»، وشركات الدفع الالكترونى مثل «باى بال» و«فيزا»، ولكن البنوك العالمية تراجعت بنسبة %2 جراء استمرار معاناتها من تداعيات الأزمة المالية والفضائح المتعددة.