الشركات العالمية تستهدف الدول البترولية لاستغلال نمو الاستهلاك
يتقلد راسموس مالمباك كيلدسان منصب تنفيذي في شركة ألبان أوروبية كبرى، لكنه أيضاً يضع عينه باستمرار على أسعار البترول حيث تكون الدول المنتجة مصدر أمل لتعويض تراجع الطلب العالمي.
ويقول رئيس شركة “أرلا” التي تتخذ من دبي مقراً لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، الطلب على الألبان تأثر بشدة في المنطقة خلال فترة أسعار البترول المزدهرة قبل موجة الانكسار الأخيرة التي لم تغير نظرة الشركات الرائدة للمنطقة.
وبحسب تقرير لصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية فقد تزايدت أهمية المنطقة بالنسبة لمصدري الألبان الكبار خصوصاً مع تلقى السوق الدولى ضربة قوية بانخفاض الواردات من الصين، في الوقت الذي تواجه فيه الشركات ارتفاع المخزونات، بينما وصلت أسعار منتجات الألبان إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2009.
وبحسب كيلدسان فإن النمو السريع في عدد السكان وارتفاع الدخل الذي تشهده بلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ساهم في التوسع السريع في أسواق الألبان الخاصة بهم.
في حين تضاعفت التجارة العالمية من منتجات الألبان في العقد الماضي، فقد بلغت ثلاثة أضعاف بالنسبة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث توجد الدول الخمس في منطقة المغرب العربي التي ارتفع استهلاكها 3.5 مرة، وفقاً للبيانات الصادرة عن مركز التجارة الدولية في سويسرا.
وتتمتع في الوقت الحالي المنطقة باهتمام شركات رائدة من نيوزيلندا وأوروبا والأرجنتين لتعويض تراجع الطلب الصيني نسبياً على الرغم من أن نموها ليس مذهلاً مثل الصين، حيث قفزت الواردات 14 مرة في السنوات العشر الأخيرة.
وعلى عكس الصين ودول جنوب شرق آسيا، حيث منتجات الألبان مثل الحليب والجبن جديدة نسبياً على النظام الغذائي الخاص بها، فإن دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعتبر منتجات الألبان جزءاً أساسياً في عاداتها الغذائية.
وشهد الخليج العربي توسعاً في صناعات الألبان، حيث بنت الحكومات سلاسل التوريد المتكاملة مع مزارع الألبان الكبيرة في وسط الصحراء مثل شركة المراعي السعودية التي تأسست 1977 وتنتج 1.1 مليار لتر سنوياً أي 20% من إجمالي إنتاج أيرلندا.