هبطت مؤشرات البورصات الأوروبية، خلال تعاملات اليوم الأثنين، بشكل حاد متأثرة بمخاوف المستثمرين مما ستسفر عنه الأمور عقب تصويت اليونانيين بـ “لا” على شروط خطة الإنقاذ الأوروبية والتي تتضمن مزيد من إجراءات التقشف في اليونان.
فقد هبط مؤشر “يورو ستوكس 600″، مؤشر أسهم الشركات الأوروبية الكبرى، لأقل مستوياته منذ شهر فبراير الماضي، بنسبة 05ر1 في المائة ليسجل 31ر380 نقطة.
كما هبط مؤشر الأسهم الألمانية “داكس 30” بنسبة 55ر1 في المائة مسجلا 95ر10903 نقطة.
وبحسب وكالة انباء الشرق الاوسط, هبط مؤشر الأسهم الفرنسية “كاك 40” بنسبة 88ر1 في المائة مسجلا 74ر4725 نقطة.
كما هبط مؤشر البورصة الأسبانية “أيبكس 35” بنسبة 29ر2 في المائة خلال تعاملات اليوم مسجلا 40ر10569 نقطة.
ومن المتوقع أن يجتمع قادة وزعماء منطقة اليورو غدا الثلاثاء، بالعاصمة البلجيكية بروكسل لبحث تداعيات نتيجة استفتاء اليونان ووضع تصور جديد للتعامل مع الأزمة.
وكانت الحكومة اليونانية قد ألمحت إلى أنها تريد إعادة بدء المفاوضات من جديد مع الدائنين لها في أسرع وقت ممكن، فيما قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنها لا ترى ثمة أسباب لبدء مفاوضات جديدة في الوقت الراهن حول خطة إنقاذ أخرى لليونان.
وكان رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس، قد أكد أن التصويت برفض اقتراحات المقرضين سيكون خطوة مهمة للحصول على اتفاق أفضل مع المقرضين بعد استفتاء أمس الأحد.
وقال إن تحليل صندوق النقد الدولي الذي يظهر أن ديون اليونان لا يمكن تحملها يبرر قرار حكومته رفض حزمة مساعدات لا تشمل أي تخفيف للديون.
وكانت البنوك اليونانية قد تم إغلاقها طوال الأسبوع الماضي فيما تم تقييد حد السحب النقدي ما زاد من معاناة الشركات في ظل القيود المفروضة بالفعل على رأس المال.
ويرى خبراء، حسبما نقلت عنهم مؤسسة “ماركت ووتش” المعنية بالشأن الاقتصادي العالمي، أنه في حال خروج اليونان من منطقة اليورو والعودة إلى العملة التقليدية “الدراخما” بدلا من اليورو العملة الحالية للبلاد فإن تخفيض سعر صرف “الدراخما” سيسمح بزيادة الصادرات وإنعاش السياحة وذلك لأن “الدراخما” ذات سعر الصرف المتدني ستصبح عامل إغراء للسائحين حول العالم كونها ستجعل اليونان وجهة سياحية غير مكلفة.
ويضيف الخبراء أن تراجع قيمة سعر صرف “الدراخما” سيزيد من القدرة التنافسية للبضائع اليونانية أمام نظيرتها الأوروبية، فضلا عن أنه إذا خرجت اليونان من منطقة اليورو فإن ذلك سيؤثر إيجابا على سوق العقارات وسيؤدي إلى ازدهاره بسبب تراجع القيمة السوقية للعملة المحلية.
وعلى صعيد السلبيات والمخاطر التي قد تواجه اليونان في حال خروجها من منطقة اليورو هو امتناع المستثمرين عن إقراض أثينا وارتفاع تكلفة الإقراض؛ فضلا عن خفض وكالات التصنيف الائتماني العالمية تصنيف السندات السيادية اليونانية إلى درجات متدنية.
وفي سوق العملات، انخفض سعر اليورو أمام الدولار الأمريكي بنسبة 8ر0 في المائة مسجلا 0952ر1 دولار.