الدول النامية تفتقد إلي استدامة التنمية الاقتصادية .. و1% من أغنياء العالم يعيشون في أفريقيا
تعد الطبقة المتوسطة عالمياً أصغر وأفقر مما كان يعتقد في السابق، وذلك وفقاً لدراسة جديدة، أصدرها مركز «بيو» للأبحاث، مع مئات الملايين من الذين خرجوا مؤخراً من طبقة الفقر في الدول النامية والذين لا يزالون عُرضة للعودة إليها مرة أخري مع الفشل في استدامة التنمية.
وعلي الرغم من التغييرات الكبيرة في الصين وغيرها من أجزاء آسيا، لم يكن هناك سوي تقدم تدريجي في أجزاء كبيرة من العالم النامي، ويحصل نحو 16% فقط من سكان العالم علي دخول تأخذهم بأمان فوق خط الفقر الأمريكي.
وستعطي الدراسة وقفة للشركات التي راهنت بشدة علي النمو السريع للطبقة المتوسطة في مناطق مثل أفريقيا جنوب الصحراء، وبدأت بالفعل الشركات متعددة الجنسيات مثل «نستله» في إعادة النظر في استراتيجياتها التي أملت فيها أن تكون أسواق نمو قوية.
وبلغ عدد أفراد الطبقة المتوسطة العالمية في التقديرات الماضية 2 مليار شخص، ومع ذلك، وجد باحثو مركز «بيو»، أنه بعد حساب الأشخاص الذين يحصلون علي ما بين 10 و100 دولار يومياً، فيمكن اعتبار 1.7 مليار شخص فقط من الطبقة المتوسطة في نهاية العقد الأول من القرن الحالي.
وأوضح مركز«بيو» أن 71% من سكان العالم ما زالوا يصنفون باعتبارهم طبقة فقيرة وذات دخل منخفض في عام 2011 آخر عام كانت فيه البيانات العالمية متاحة، وذلك مقابل 79% في عام 2001، وارتفع نحو 670 مليون شخص فوق خط الفقر العالمي الذي يحدد بـ2 دولار يومياً خلال عشر سنوات حتي 2011، وهو ما يعد أقل بكثير من خط الفقر الذي حددته الولايات المتحدة، ويقف عند 15.77 دولار يومياً في عام 2011.
ويترك هذا التغيير 3.4 مليار شخص أو 56% من سكان العالم يعيشون بالكاد فوق خط الفقر العالمي، أي يحصلون علي ما بين 2 و10 دولار يومياً، أي ما يعادل أسرة مكونة من أربعة أفراد تحصل علي ما بين 2920 و14600 دولار سنوياً.
وارتفع عدد الأشخاص الذين يحصلون علي ما بين 10 و20 دولاراً يومياً، الذي أطلق عليهم مركز«بيو» ذات الدخل المتوسط، من 399 مليون شخص إلي 784 مليون شخص خلال عشر سنوات، وأكثر من نصف هؤلاء الاشخاص في آسيا وجنوب المحيط الهادئ، وتشكل الصين الجزء الأكبر من هذه الزيادة، مع ارتفاع عدد سكانها ذوي الدخل المتوسط من 32 مليوناً إلي 235 مليوناً ما بين عامي 2001 و2011.
ومع ذلك، فالغالبية العظمي من الأسر الثرية حول العالم- الذين يحصلون علي أكثر من 50 دولاراً يومياً- لا يزالون في أوروبا وأمريكا الشمالية، وعاش نحو %87 من سكان الدخل المرتفع في المنطقتين في عام 2011، وهو ما يعد انخفاضاً طفيفاً من 91% في عام 2001.
وعلي النقيض، يعيش 1% فقط من السكان ذوي الدخل المرتفع في أفريقيا، و4% في أمريكا الجنوبية و8% في آسيا وجنوب المحيط الهادئ، وتعد الولايات المتحدة موطن السكان ذات الدخل المرتفع، ولكن الركود الذي تعرضت له في أوائل الألفية الحالية كان له أثره علي أدائها، مقارنة بأوروبا وكندا، وفي عام 2001، شكلت أمريكا الشمالية 54% من سكان العالم ذوي الدخل المرتفع، وانخفضت هذه النسبة إلي 46% مطلع 2011.
وانخفضت نسبة السكان ذوي الدخل المرتفع في الولايات المتحدة من 58% في عام 2001 إلي 56% في عام 2011، في حين ارتفعت نسبة السكان ذوي الدخل المرتفع في كندا من 49% إلي 56%، وازداد- أيضاً- نسبة هؤلاء السكان في أوروبا الغربية من 35% إلي 44%.
وأصبح عدم إحراز تقدم بين سكان الدخل المتوسط في أمريكا مصدراً للقلق والجدال السياسي في البلاد، وانخفض دخل الأسرة العادية من 53.646 دولار في عام 2001 إلي 50.054 في عام 2011، وجاء هذا الانخفاض نتيجة عدد من العوامل منها العولمة واستبدال التكنولوجيا بوظائف الطبقة المتوسطة وانخفاض عدد النقابات.