عواض: 23 مليون جنيه خسائر متراكمة علي الشركة منذ 2009.. وتحقيق الربحية مرهون بضخ 5 ملايين جنيه لشراء خامات جديدة
20 مليون جنيه استثمارات مطلوبة لإعادة هيكلة الشركة العام المالي 2015 – 2016
انعدام السيولة يرفع تكلفة الإنتاج 35% ويضعف المنافسة مع القطاع الخاص
تستهدف شركة “فستيا” للملابس الجاهزة، إحدي شركات القابضة للقطن والغزل والنسيج، تقليص خسائرها خلال العام المالي الجديد 2015-2016، وتحقيق أرباح تتجاوز 3.5 مليون جنيه.
وقال فرج عواض، رئيس الشركة في حوار لـ”البورصة”، إن “فستيا” حققت خسائر مالية بقيمة 9 ملايين جنيه خلال العام المالي المنتهي في 30 يونيو الماضي، وإنها تستهدف التحول للربحية في العام المالي الجديد، وبدأت نتائج أعمال “فستيا” في التراجع، وتحقيق الخسائر منذ عام 2009، عقب حدوث الأزمة الاقتصادية العالمية، والتي أدت إلي تدهور الصادرات، وتفاقمت الخسائر عقب اندلاع ثورة 25 يناير، وما تلاها من أحداث أثرت علي الاقتصاد بشكل عام، ما جعل الشركة تتكبد خسائر إجمالية بقيمة 23 مليون جنيه، وفقاً لعواض.
أضاف أن الطاقة الإنتاجية للشركة تراجعت خلال السنوات الـ6 الماضية لتتراوح بين 30% و35% فقط في العام، بما يعادل 500 “بدلة كاملة”، و800 “بنطلون فرداني” يومياً، مقابل 5 آلاف “بنطلون” و4800 “بدلة كاملة” يومياً في حالة وجود المواد الخام اللازمة، مما رفع من سقف الخسائر العامة للشركة.
وقال عواض، إن تنفيذ الموازنة التقديرية التي قدمتها الإدارة للشركة القابضة للقطن والغزل مرهونة بتوفير الأخيرة 5 ملايين جنيه لاستيراد المواد الخام اللازمة لتشغيل المصنع، خاصة أن الشركة تعمل بعجز في رأس المال العامل يبلغ 11 مليون جنيه.
وأوضح أن “تلبية طلب الشركة بتوفير 5 ملايين جنيه لشراء مواد خام، سيكفي الشركة لمدة 4 أشهر، تستطيع الشركة تدبير أمورها بعد انتهاء المدة، دون مساعدة من أحد للقضاء علي الخسائر والتحول للربحية خلال عام واحد فقط”.
وأضاف أن الشركة تستطيع تلبية احتياجات 750 عاملاً من الرواتب الأساسية، والمكافآت والحوافز التي تصل إلي 3.3 مليون جنيه سنوياً، عقب توفير المواد الخام اللازمة للإنتاج بكامل الطاقة الإنتاجية، وتابع: حوافز العاملين والمكافآت تصل إلي 16 شهراً سنوياً دون النظر إلي خسائر الشركة عملاً بالقانون 159، وأشار إلي أن الشركة لا يساعدها أحد في توفير أموال المرتبات سواء كانت الشركة القابضة أو وزارة المالية.
وأشار عواض، إلي مخاطبة الشركة للجهات المساهمة فيها، لتوفير الأموال اللازمة لشراء المواد الخام، لكنها رفضت، مضيفاً: “تم تجديد المخاطبة أكثر من مرة دون جدوي”، وتساهم الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج بنسبة 55% في رأسمال شركة “فستيا” للملابس الجاهزة، يليها بنك الاستثمار العربي بنسبة 25%، ومجموعة زهران لتصنيع الألومنيوم بنسبة 20%.
وتحتاج الشركة نحو 20 مليون جنيه لتنفيذ خطة إعادة هيكلتها وتجديد بعض المعدات في المصنع الذي لم يتم تطويره منذ ثمانينيات القرن الماضي، لتستطيع العمل بكامل طاقتها الإنتاجية، وفقاً لعواض.
وكانت “فستيا” للملابس طرحت مناقصة لإعداد دراسة إعادة هيكلتها، وفاز بها مكتبان استشاريان، ومن المنتظر الانتهاء من إعداد الدراسة بعد 9 أشهر.
وقال عواض، إن بعض المعدات بالمصنع انتهت فترة صلاحيتها، لكن الشركة تستطيع تأهيلها فنياً للعمل فترة أخري دون تأثير علي القوة الإنتاجية، وأشار إلي أن باقي المعدات والآلات لابد من استبدالها، خاصة اليابانية التي ينتهي عمرها الافتراضي بعد 12 عاماً من التشغيل والصينية التي تنتهي خلال 6 سنوات فقط.
وتبلغ مديونية “فستيا” للملابس نحو 30 مليون جنيه لأكثر من جهة، منها مديونية للتأمينات الاجتماعية، وبنك الاستثمار القومي، وعدد من الشركات الصغيرة المنتجة للمواد الخام، إضافة إلي مصلحة الضرائب والفوائد المتراكمة منذ 6 سنوات.
وأوضح عواض، أن الشركة تستطيع سداد جميع المديونيات خلال 4 سنوات فقط والتحول إلي الربحية بكامل طاقتها الإنتاجية، لكن بعد استجابة الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج وتوفير المواد الخام.
وتواجه الشركة مشكلة كبيرة –حالياً – نتيجة عدم توافر السيولة، ما أدي إلي ارتفاع تكلفة الإنتاج بنسبة 35%، الأمر الذي يضعف من قدرة الشركة علي منافسة الشركات الخاصة التي تعمل بكفاءة وجودة أعلي من شركة “فستيا” بسبب توافر المواد الخام الأفضل واستخدامها تكنولوجيا حديثة مقارنة بشركات القطاع العام.
وقال عواض إن ارتفاع التكلفة الإنتاجية للشركة ناتج عن شرائها المواد الخام من الشركات الخاصة بنظام “الآجل”، ما يجعل الشركات الخاصة تتحكم في الأسعار بصورة “غريبة ومفزعة”.
وأشار إلي أن الشركة تواجه الشركة مشاكل كبيرة مع العمالة التي تنظم إضرابات كثيرة نتيجة تأخر الرواتب والمكافآت السنوية، مما يزيد من أعباء الشركة.
وأضاف أن تضاعف أجور العمالة في قطاع الغزل والنسيج، يعد من أكثر الأشياء التي ساهمت في تدهور أوضاع الشركات التابعة، خاصة أن زيادة الرواتب يصاحبها تراجعاً في الانتاج بعدد من الشركات وانعدامه في البعض الآخر.
ولفت رئيس مجلس إدارة “فستيا للملابس الجاهزة” إلي أن قطاع الغزل والنسيج التابع لقطاع الأعمال يعمل وفق الظروف المتاحة، ومن المستحيل أن تكون نتائج أعماله بالإيجاب في ظل الوضع الحالي، خاصة بعد ارتفاع المواد الخام، والاعتماد علي معدات وآلات متهالكة.
وأكد عواض علي ضرورة إعادة هيكلة الشركات فنياً وتغيير الإدارات، وتحديد الحقوق والواجبات للعاملين بالشركات التابعة، مع بحث إمكانية فتح أسواق جديدة للتصدير عقب تنفيذ إعادة الهيكلة.