كان يخت المحروسة شاهدا على العديد من الاحداث التاريخية الهامة التى مرت بها مصر ودول المنطقة حيث استخدم اليخت فى عام 1867 لنقل الحملة المرسلة لإخماد الثورة بكريت، كما سافر على متنه الخديوى إسماعيل عام 1868 لحضور المعارض المقامة بباريس، وكان رفيقه أيضا عام 1869 لميناء مرسيليا بفرنسا لدعوة ملوك وأمراء أوروبا لحضور حفل افتتاح قناة السويس .
وكان لـ”المحروسة” السبق كأول عائمة بحرية في العالم تعبر قناة السويس عام 1869 وعلى ظهره الملوك والأمراء، من بينهم الإمبراطورة أوجيني إمبراطورة فرنسا وزوجة نابليون الثالث، وأمير وأميرة هولندا وإمبراطور النمسا فرنسوا جوزيف، وولي عهد ألمانيا الأمير فريدريك .
وأهدت الإمبراطورة أوجيني “بيانو” آثرى للخديوي إسماعيل، كان قد صنع خصيصا للإمبراطورة في “شتوتغارت” بألمانيا عام 1867، وعزفت عليه بنفسها على ظهر اليخت، وما زال موجودا حتى الآن بنفس حالته الأصلية.
كما شهد “المحروسة” العديد من الأحداث التاريخية و كان بطلا رئيسيا فيها, من بينها حمله لشاه إيران السابق محمد رضا بهلوي وهو في طريقه لعقد قرانه على الأميرة فوزية شقيقة الملك الراحل فاروق عام1939.
و رافق المحروسة الملك فاروق اثناء رحيله عن مصر إلى إيطاليا في 26 يوليو عام 1952، بعد تنازله عن حكم مصر لإبنه الأمير أحمد فؤاد الثاني ، مصطحبا بناته الأميرات معه ليعشن بعيدا عن أمهن الملكة فريدة والتي كانت تخشي السفر لروما لرؤية بناتها خوفا من فقدانها الجنسية المصرية .
“الحرية” الإسم الثانى لـ”المحروسة”
أُطلق اسم “الحرية” على اليخت بعد ثورة يوليو 1952, حيث شارك في عهد الرئيس جمال عبد الناصر عام 1956 في العديد من الرحلات البحرية التاريخية، كما شارك في مؤتمرات باندونج وبريوني والدار البيضاء واللاذقية لدول عدم الانحياز .
السادات الأكثر تعلقا باليخت
كان الرئيس محمد أنور السادات هو الأكثر تعلقا بيخت المحروسة, و أشهر الرحلات التي صاحبه فيها, رحلته إلى يافا لتوقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، وقبلها حضر على متنه الافتتاح الثاني لقناة السويس في 5 يونيه 1975.
و شارك اليخت في المناورة البحرية عام 1974 وعلى متنه العاهل السعودي الراحل الملك فيصل ، وصعد على متنه أيضا الملك خالد والملك حسين والسلطان قابوس ، وقد استخدم اليخت خلال الفترة من 1955 حتى 1973 لتدريب طلبة الكلية البحرية المصرية .
تعديلات غيرت معالم يخت ” المحروسة “
شهد يخت المحروسة على مدى تاريخ إنشائه الممتد عبر قرن ونصف العديد من التغيرات ُد, أبرزها عام 1872 عندما أرسل إلى لندن لزيادة طوله 40 قدما، وبعدها اصطحب الخديوي إسماعيل بعد عزله عن العرش عام 1879 إلى نابولي في إيطاليا .
و في عام 1894 تم تغيير الغلايات بورشة “حسبو بك” بالإسكندرية، وفي عام 1905 تم تعديل الشكل الخارجي وتطوير وسائل الدفع بترسانة إنجلترا، و انتزعت الطارات الجانبية لتحل محلها الرفاصات, وزود بأحدث توربينات بخارية في العالم .
و تضمنت التعديلات تزويده بالتلغراف عام 1912 ، وفي عام 1919 عاد اليخت إلى إنجلترا لدخول الحوض بميناء “بورت ثموث” لتغير وقود الفحم إلى مازوت وتمت إطالة اليخت 27 قدما من المؤخرة، وفي الفترة من عام 1949 تم تطوير وتعديل اليخت بالترسانة البحرية بـ “جنوه” في إيطاليا ليصبح عام 1952 من أحدث اليخوت .