للمرة الثانية تفاجئنا هيئة المجتمعات العمرانية بأحداث غريبة يبدو أنها لا تحدث إلا فى مصر، فالهيئة اختارت المتاجرة بالأراضى، تطرح بنظام القرعة كل فترة عددا من قطع الأراضى فى المدن الجديدة.. والمدهش أن نظام القرعة الذى تطبقه الهيئة غريب ومثير فلأول مرة نسمع عن قرعة يفوز بها مجموعة من الأشقاء دفعة واحدة، أعلم أنه قد يحدث أن يفوز شقيقان بالقرعة.. ولكن أن تجد أربعة أشقاء فى قرعة واحدة قد فازوا ومثلهم كثيرون.. لعل فى القرعة الأخيرة التى طرحتها الهيئة على أرض بالقاهرة الجديدة أكبر دليل على أن هناك شيئاً ما قد حدث فى هذه القرعة لا تستطيع أن تقنعنى بأن نحو 52 شخصاً كلهم أشقاء قد فازوا بالصدفة فى القرعة.. وإلا فإننا نفصل قرعة لمساعدة هولاء للحصول على الأراضى على طريقة فيلم اسماعيل يس فى الأسطول فيما أراد زملاؤه مساعدته فى الزواج، فعملوا له قرعة وكتبوا فى كل ورقة اسمه «رجب» وأعلنت القرعة وكان هو الفائز وفطن اسماعيل يس للأمر وراح يبحث فى ورق القرعة فوجد أن كل الورق مكتوب باسم رجب.. رجب.. رجب وقد يقول قائل إن القرعة أفرزت أسماء هؤلاء وأن هناك مندوب من الرقابة الإدارية والوزارة وبنك الاسكان ولاشك يحضرون القرعة.. وهناك سؤال خبيث: ومن يدريك أن من تم اعلان فوزهم هم من كانوا فى ورق القرعة؟ ولماذا لا يتم اختيار أحد المشاركين فى القرعة لحضور عملية إعلان الاسماء لضمان الشفافية؟
وما حدث فى قرعة القاهرة الجديدة لم يكن الأول وحدث فى قرعة سابقة وكان هناك أربعة أفراد من عائلة واحدة قد فازوا بالقرعة، أذن زين العدالة فى التوزيع.. هل من المعقول أن يتم قبول أكثر من شخصين من أسرة واحدة؟ هل لا تدرك الهيئة أن هناك من يجمعون بطاقات من أقاربهم وأصدقائهم لتقديم طلبات بأسمائهم ثم المتاجرة بالأراضى بعد ذلك.. أم أن الهيئة تقول إنها التزمت وطرحت بنظام القرعة وليس بنظام التخصيص كما كان يحدث من قبل، ولكن يبدو أن الفساد مازال يعشش فى كل مكان وأذرعه طويلة وممدودة فى كل شبر فى مصر عموما مبروك على كل من فاز من عينة «رجب.. رجب».