تستهدف شركات الصناعات الثقيلة الروسية الاستثمار بمشروع قناة السويس، خاصة بعد انعقاد منتدى الأعمال المصرى الروسى فى وقت سابق من العام الجارى.
قال سيرجى كومولوف، رئيس قسم التسويق بمجموعة «كرينكس ماشينرى» الروسية للأوناش المجنزرة، إن هدف المجموعة الرئيسى فى مصر هو عرض منتجات الشركة على الحكومة المصرية للمشاركة فى أضخم مشروع فى مصر فى الوقت الحالى، بحسب تعبيره، وهو تطوير منطقة قناة السويس.
وتستخدم أوناش «كرينكس ماشينرى» المجنزرة فى أعمال المقاولات وفى المناجم، وتقوم المجموعة بتصنيع الحفارات والأوناش المجنزرة بدءاً من وزن 20 طناً حتى 50 طناً، وفقاً لكومولوف.
وقال إن ماكينات الحفر التى تصنعها الشركة فريدة من نوعها فهى تستطيع الحفر حتى عمق 18 متراً، وذكر كومولوف، أن الشركة لم تستطع اللحاق بتنفيذ مشروع حفر التفريعة الجديدة لقناة السويس، وأضاف «نعلم أننا جئنا متأخرين، إلا أن المشروع لن يكون الأخير، فمصر لديها العديد من الموانئ والأعمال البحرية وستحتاج بكل تأكيد إلى أوناشنا»، مضيفاً: «نأمل فى إيجاد شركاء لنا هنا فى مصر».
يشار إلى أن تلك هى المرة الأولى لمجموعة «كرينكس ماشينرى» لمحاولة اقتحام السوق المصرى، وذكر كومولوف، إن الشركة جمعت معلومات عن أهم المشروعات هنا فى مصر وتأمل فى تقديم خدماتها لجميع الوزارات والشركات المصرية.
وقال: «ندرس حالياً قوانين الاستثمار فى مصر، ولا نعلم بوجود أى معوقات تعوق الاستثمار الروسى فى السوق المصرى»، وأوضح أن كل المشروعات والاستثمارات الخاصة بالشركة فى مصر ستكون ذاتية التمويل، علماً بأن المجموعة ستناقش مستقبل تمويل كل مشروع على حده.
كما تدرس الشركة الروسية «إيفانوسكا ماركا»، المتخصصة فى تصنيع الرافعات والأوناش المتنقلة، إمكانية إنشاء مصنع لها فى منطقة قناة السويس.
قال فلاديمير تشيستاكوف، مدير التصدير بالشركة، إن الشركة تحاول إيجاد مصنع فى مصر توجد به معدات جيدة لنقل تقنيات الشركة وبدء التصنيع، وفى حال تعثر ذلك سيتم التفكير فى إنشاء المصنع بمنطقة القناة.
وتعمل «إيفانوسكا ماركا» فى مجال تصنيع الأوناش المتنقلة والرافعات منذ أكثر من 60 عاماً، وتصدر منتجاتها لكل دول العالم منذ أيام الاتحاد السوفييتى حتى الآن، وفقاً لتشيستاكوف.
وذكر أن الشركة لديها خطط لجعل مصر مركز لتصدير منتجاتها للعديد من البلدان فى القارة الأفريقية والشرق الأوسط.
وأضاف: «الشركة أيضاً تصنع ماكينات رصف الطرق، ولدينا تاريخ جيد ومنتجات عالية الجودة فى روسيا ودول العالم، وخاطبنا شركة المقاولون العرب لتوريد أوناش رصف الطرق إليها لمشروعاتها المقبلة».
وقال إن الشركة تدعم صيانة معداتها فى خدمات ما بعد البيع، وتولى اهتماماً بنقل تقنياتها إلى الشركات المصرية.
أكد تشيستاكوف، أن الوقت الحالى هو أفضل الأوقات للتوجه إلى مصر والاستثمار فيها، ويدعم ذلك التعاون المشترك بين مصر وروسيا فى مجالات عديدة بدءاً من رئيسى البلدين مروراً بالوزراء، وهناك مذكرات تفاهم تم توقيعها بين حكومتى مصر وروسيا.
وقال: «نرى أن مصر منفتحة للاستثمار الروسى فى الوقت الحالى أكثر من أى وقت مضى».
يتوقع تشيستاكوف نتائج إيجابية للعمل المشترك بين مصر وروسيا فى القريب العاجل، ولكنه يرى وجود مشكلة فى المناقصات والمزايدات التى تطرحها الحكومة والخاصة باستخدام التقنيات التكنولوجية فى العديد من المشروعات.
يرى تشيستاكوف، أن هناك شروطاً تكون موجودة فى بعض المشروعات لا تنطبق على الشركات الروسية ولا تطلب الحكومة المصرية أى شخص روسى الجنسية فى مشروعاتها التى تحتاج إلى تقنية عالية.
كما يرى أن تلك النقطة ليست جيدة لمستقبل الشركات الروسية فى مصر، ويأمل أن يتم إصلاح ذلك على المدى القريب، ويجب على الشركات والحكومة المصرية التعاون مع نظيرتها الروسية فى المناقصات والمزايدات التى تطرح مستقبلاً.