تساءلت مجلة نيوزيويك الأمريكية عن مصير جماعة الإخوان المسلمين فى ظل الأزمة التى تعيشها حاليا بعد إقصائها من الحكم فى مصر قبل عامين.
وقالت المجلة أنه خلال 4 سنوات من عمر الربيع العربي صعدت جماعة الأخوان المسلمين من الشارع الي القصر الرئاسي ثم عادت من حيث اتت مرة ثانية بعد الإطاحة بمحمد مرسي أول رئيس مدني منتخب في مصر.
وأضاف التقرير أن الجماعة التي اسسها حسن البنا في عشرينيات القرن الماضي تواجه منعطفا خطيرا، وتساءلت عن ما إذا كان سيتم تدميرها أو ما إذكانت ستتخلى عن ما تقول أنه عقيدة سلمية ام انها سوف تتلاشى في وقت ينجذب فيها أعضاءها من الشباب نحو حركات أكثر اصولية مثل تنظيم الدولة الاسلامية المعروف اعلاميا بداعش.
ونقلت المجلة عن جو ستروك مسئول بمنظمة هيوم رايتس واتش قوله إن حقوق الانسان في مصر تعيش أسوأ فتراتها، ومن المحظور عقد اي تجمعات سلمية، كما أن الشرطة تطلق النار على المتظاهرين فضلا عن الانتهاكات بحق آلاف المعتلقلين دون التعرض لأي مساءلة قانونية وأي شخص يعارض النظام يواجه قمع شديد لكن بالقطع تعتبر جماعة الاخوان مستهدفة بشكل خاص.
ولفت التقرير الي حصول الرئيس المعزول محمد مرسي على حكم بالاعدام عبر محاكمات مسيسة بينما حصل مبارك على 3 سنوات سجن في قضايا فساد بعد حكم ديكتاتوري استمر 30 عاما.
وقال عبد الرحيم عياش العضو المنشق عن جماعة الاخوان أن القمع الذى تتعرض له الجماعة يزيدها قوة وتماسك مشبها القمع بالمادة اللاصقة التي تشد صفوفها.
ولفت التقرير الانتباه الي أن جماعة الأخوان نجت من محاولات نظام حكم الزعيم الرحل جمال عبد الناصر للقضاء عليها في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي مشيرة الي أن الضغوط الامنية عليها طوال العقود الماضية دفعها الي انشاء نظام عمل داخلي صارم.
وذكر شادي حميد المحلل بمركز “بروكينجز” البحثي المتخصص في شأن الشرق الاوسط أن الحصول على عضوية الجماعة ليست بالامر السهل وتستغرق فترة تدرج تحت الملاحظة تستمر من 5 الي 8 سنوات.
وأضاف ان قمع الاخوان لم يقتلها لكنه قد يغير طبيعتها حيث يدور صراع داخلي حاليا بين جناحين أحدهما يصر على الحفاظ على السلمية والآخر يطالب بالتحول للعمل المسلح للانتقام للضحايا خصوصا مع تصعيد الشباب للقيادة بعد اعتقال القيادات القديمة في السجون.
واشار حميد الي ان هناك من يراقب الوضع في مصر عن كثب خصوصا السعودية فرغم ان الملك سلمان اقل هجوما على الجماعة من سلفه عبد الله إلا أن الرياض لا تقبل بوجود تيار اسلامي يحكم فى الجوار بطريقة ديمقراطية حيث تعتبر هذا النموذج تهديدا للنظام الملكي.