نخطط لافتتاح فروع فى الإسكندرية والصعيد والتوسع خارجياً فى الجزائر
مصر أكبر مستهلك إلكترونيات فى العالم
عدم إعادة تدوير الطابعات يهدر 450 مليون دولار
تسعى شركة “سبير إينك”، المتخصصة فى إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية وإعادة تصنيع وإنتاج حبارات الطابعات، لافتتاح عدد من الفروع الجديدة فى الإسكندرية والصعيد، والتوسع خارجياً فى الجزائر، وتنتج الشركة 48 ألف حبارة معاد تدويرها سنوياً، كما تقوم بعمليات تجميع لنحو 2 طن سنوياً من المخلفات الإلكترونية.
قال عصام هاشم، المدير التنفيذى لشركة “سبير إينك”، إن الشركة بصدد افتتاح أول فرع لها بالجزائر بنظام حق الامتياز “الفرنشايز”، بينما تعمل حالياً فى مصر والسعودية بعد أن أنهت أعمالها فى سوريا بعد تدهور الأوضاع الأمنية بها.
وحصلت شركة “سبير إينك” على براءة اختراع فى مجال إعادة تدوير حبارات الطابعات، إلى جانب عملها فى مجال تجميع المخلفات الإلكترونية.
أضاف هاشم، أن الشركة تنتج 48 ألف حبارة معاد تدويرها سنوياً، كما تقوم بعمليات تجميع لنحو 2 طن من المخلفات الإلكترونية سنوياً، والتى تشمل الحاسبات والحبارات وإعادة تصديرها مرة أخرى.
وأوضح أن الشركة تتفاوض حالياً مع شركة “Compu me” للإلكترونيات لتجميع الحبارات المستعملة وإعادة تدويرها، مؤكداً أن عملية التجميع من الأفراد لن تتم سوى بحافز تشجيعى سواء بمقابل مادى أو نقاط يتم استبدالها، لحثهم على التخلص من مخلفاتهم الإلكترونية.
وبدأت الشركة فى تصنيع آلة جديدة تدخل فى مراحل إعادة التدوير، وسجلت بها حق ملكية فكرية بتكنولوجيا مبتكرة لإعادة التصنيع المتطور وتقوم حالياً بتصديرها لأكثر من 15 دولة.
كما تقوم حالياً ببيع الماكينة الجديدة التى تتم من خلالها عملية التصنيع وآلية التصنيع بحقوق امتياز لشركات أخرى للمحافظة على هوية الشركة.
وأضاف هاشم، أن عملية التصدير تواجه حالياً مشكلات كبيرة، خصوصاً بعد تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية فى الدول العربية المجاورة.
ولفت إلى أن الشركة تسعى لنشر الوعى بأهمية التخلص الآمن من المخلفات الإلكترونية، خاصة أن الأسواق النامية تعد أسواقاً مستهدفة لتخلص الدول المتقدمة من مخلفاتها الإلكترونية، والتى يتم استيرادها وبيعها على أنها أجهزة مستعملة، إلا أنها تكون تقادمت وليس لها قطع غيار.
والمخلفات الإلكترونية، من أصعب أنواع المخلفات التى يمكن التخلص منها، وتحتاج إلى تكنولوجيا مخصصة لفصل أجزائها وإعادة تدويرها، مشدداً كذلك على أهمية إعادة تدوير وتصنيع الحبارات بطريقة آمنة وغير مضرة بالبيئة.
وقال هاشم، إن الشركة تقوم بتصدير منتجاتها من الحبارات المعاد تدويرها لأكثر من 15 دولة منها كينيا وغانا والسودان، بجانب افتتاحها فرع جديد بمدينة جدة السعودية بنظام “فرنشايز”.
وتشارك “سبير إينك”، فى مبادرة برنامج الأمم المتحدة للبيئة للتخلص من المخلفات الإلكترونية فى العالم، خاصة أنها تسبب كوارث حال حرقها أو دفنها فى أراضى الدول النامية، مما يتسبب فى أمراض صدرية مميتة، سبق أن تسببت فى موت العشرات من العاملين فى هذا المجال.
و”سبير إينك” كانت قد سجلت حق الملكية الفكرية لتطوير آلة تعيد إنتاج حبارات الطابعات بجودة مقاربة لمنتجات شركاتها الأصلية.
وتتم عملية تجميع المخلفات الإلكترونية، من خلال وضع صناديق خاصة لتجميعها فى الشركات والمصانع شهرياً، لكن الشركات المصرية لم تستجب بشكل كبير للتخلص من مخلفاتها الإلكترونية بتلك الطريقة، فى حين تنتشر تلك الثقافة فى الشركات العالمية ومتعددة الجنسيات العاملة فى مصر.
ولفت هاشم، إلى أن “سبير إينك”، تقوم بتعبئة حبارات جميع العلامات التجارية الكبرى بما فى ذلك “HP” و”Dell”، وكانون، وإبسون، مشيراً إلى أنه يستهدف خلال الفترة المقبلة تجميع الطابعات والمخلفات الإلكترونية بجميع أنواعها من المنازل والشركات التجارية الصغيرة.
وأوضح أن من أكثر المشكلات التى واجهها فى بداية العمل، هى صعوبة إقناع المستهلك لشراء واستخدام الحبارات المعاد تصنيعها لانخفاض جودتها.
وقال إن إعادة التصنيع تساهم فى الحفاظ على جودة المنتج الأصلى وزيادة دورة حياته، لافتاً إلى أنه يتم التخلص سنوياً من 300 مليون طابعة وحبارة على مستوى العالم، وعدم إعادة تدويرها وتصنيعها بشكل آمن يتسبب فى إهدار نحو 450 مليون دولار.
وأشار إلى أنه رغم قابلية نحو 90% من الحبارات لإعادة التدوير، إلا أنه لا يتم تدوير سوى 20% فقط.
وقال إن إنتاج الحبارة الواحدة يستهلك حوالى 3 لترات بترول ومشتقاته، بينما ما يقرب من 4 ملايين جالون من النفط تدخل فى إنتاج “خراطيش الحبر”، والتى يتم استخدامها لمرة واحدة فقط.
وتؤكد إحصائيات الأمم المتحدة، أنه يتم دفن أكثر من 350 مليون حبارة طابعة سنوياً فى قارة أفريقيا قادمة من أمريكا الشمالية، مشيراً إلى أن هذا العدد يزيد بنسبة 12% سنوياً.
وكل عام تتجه شحنات مجهولة المصدر، تحتوى على نفايات إلكترونية إلى غرب أفريقيا (غانا ونيجيريا) وأجزاء من قارة آسيا (باكستان)، إذ يجرى شحن 500 حاوية، إلى “لاجوس” فى نيجيريا شهرياً.
وأكد هاشم، انه نظراً لاستخدام مواد شديدة السمية فى تصنيع السلع الإلكترونية، يمكن للمخلفات الإلكترونية أن تتسبب فى دمار للبيئة، خاصة أن المخلفات الإلكترونية تعد اليوم من أكبر مصادر النفايات وأسرعها نمواً.
وقال إن صعوبة التخلص من المخلفات الإلكترونية يرجع لاحتوائها على عناصر كيميائية مختلفة، بعضها معادن مثل الذهب أو النحاس والفضة، ورغم الجهود التى تبذل فى البلدان المتقدمة لاستخلاص هذه الموارد القيمة من المخلفات الإلكترونية، فإن معظم هذه الموارد يصعب فصلها بسبب ارتفاع تكلفة إعادة تصنيعها.
وأضاف أن حبارة “الليزر” تستغرق حوالى 450 سنة للتحلل، بينما تستغرق بعض المكونات الأخرى المصنوعة من البلاستيك ألف سنة لتتحلل.
وأكبر مشكلة تواجه مصر فى التعامل مع المخلفات الإلكترونية، هى مشكلة الفصل من المنبع، مما يصعب من عملية إعادة التصنيع.
وأضاف أن جميع الشركات التى يتم إعادة تصنيع منتجاتها تشجع تلك العمليات، خاصة أنه بعد إعادة تصنيع المنتجات، يوضع عليها اسم الشركة التى تعيد تصنيعها، ما يغلق باب الغش التجارى والتقليد الذى تحاربه الشركات الأصلية.
وأكد هاشم، أن دورة حياه الإلكترونيات فى مصر والدول العربية سريعة جداً، لذلك ترتفع نسبة المخلفات الإلكترونية فيها بخلاف الدول الأوروبية والتى تستهلك الإلكترونيات بناءً على استخدامها وليس شكلها، مؤكداً أن مصر تحتل المرتبة الأولى فى استهلاك الإلكترونيات فى العالم، خاصة أنها تحتوى على أكبر سوق فى الوطن العربى وأفريقيا.
وأكد أن 86% من الأجهزة المستخدمة فى أوروبا معاد تدويرها بطريقة تحافظ على البيئة، عكس الدول النامية ومنها مصر، والتى لا تؤمن بثقافة إعادة التدوير لعدم ثقتها فى المنتج المعاد تدويره.
وقال إنه يسعى للتوصل لاتفاق مع الحكومة للحصول على المخلفات الإلكترونية من الأجهزة الحكومية، لكن الروتين الحكومى فى التخلص من “العهدة” يصعب إجراءات الحصول عليها وإعادة تدويرها.
وتأسست شركة “سبير إينك” عام 2008 وتتخصص فى مجال إعادة تصنيع وإنتاج حبارات الطابعات وإعادة تعبئتها، ودخلت عام 2009 فى شراكة أجنبية بنسبة 50%، لكنها سرعان ما تخارجت منها بعد أحداث ثورة يناير 2011.
كتبت – منة الله هشام