اعترضت حملة «مصريون ضد الفحم» على قرار وزارة البيئة منح تراخيص لجميع الموانئ لاستيراد الفحم، واصفين هذا القرار بالجريمة فى حق المصريين والأجيال القادمة من حيث الأضرار الجسيمة على الصحة العامة والبيئة والاقتصاد، وعلى مستقبل السياحة فى مصر، واعتبرت هذا القرار تفضيل لمصالح الشركات الأجنبية والمصالح الخاصة على مصلحة الشعب المصرى.
وأوضحت الحملة، إن المعايير والاشتراطات التى تحكم عملية تفريغ وتشوين الفحم فى الموانئ ونقله إلى المصانع وتشوينه هناك المنشور بالجريدة الرسمية، غير كافية لضمان حماية فعلية لصحة وبيئة المصريين.
وأوضحت الحملة، أن تكلفة تطبيق هذه المعايير البيئية مثل استخدام النواقل الحلزونية المغلقة مرتفعة ونظراً لعدم وجود قوة تنفيذية ذات سلطة أو كفاءة حقيقية، فإن الشركات تتهرب من استخدام هذه الوسائل مرتفعة التكلفة.
وأرجعت الحملة سبب اعتراضها لعدم وجود الكفاءات المطلوبة لدى وزارة الدولة لشئون البيئة للرقابة والرصد وتنفيذ الشروط على المدى الطويل.
كما أن اللائحة التنفيذية لم تتضمن عقوبات محددة لمن لا يلتزم بهذه المعايير، بالإضافة إلى أن غرامات التعديات البيئية الحالية التى تفرض على الشركات أقل من تكلفة اللالتزام بالمعايير.
وأضافت الحملة، أنه من ضمن قصور المعايير والمشاكل الناتجة عنها، أنها لا تنص على حماية الموارد الطبيعية التى يجب الحفاظ عليها، فعلى سبيل المثال تنص المعايير أنه يجب استخدام كميات من المياه المرززة للسيطرة على غبار الفحم، وهو شئ ضرورى لتقليل الغبار الناتج عن تداول الفحم، ولكنه إن حدث فسوف يبذر كميات كبيرة من المياه فى دولة تعانى من فقر مياه.
وأوضحت الحملة، أن ما حدث من مخالفات أثناء نقل وتداول الفحم قبل صدور اللائحة، والذى مازال يحدث بعد صدورها يعتبر كارثى، وأصبح طريقة ممنهجة فى التعامل مع الفحم، حيث توجد جبال من الفحم تخزن قرب تجمعات سكنية ويتطاير منها غبار يؤثر على صحة السكان والبيئة حول موانئ الدخيلة وسفاجا، أو فحم يتم نقله فى عربات ليست مغطاة بالأكمل وصنادل نيلية مكشوفة، مما يتيح للفحم وغباره الانتشار على طول طريق النقل، أو شاحنات ناقلة للفحم تحمل كميات فوق الوزن المسموح به قانونياً.
وأشارت «مصريون ضد الفحم»، إلى ان غبار الفحم يحتوى على مواد سامة مثل الزرنيخ والزئبق والجسيمات الدقيقة التى تلوث الهواء وتسبب أمراض بالجهاز التنفسى والقلب والجهاز العصبى، وتترسب فى البيئة المحيطة وتقتل الحياة البحرية، مما له تأثير مباشر على السياحة والصيد.