“سيتى” و”جى بى مورجان” و”جولدمان ساكس” على رأس البنوك المهددة
تخوفت الأمريكان بانكر من الاضطرابات فى الأسواق العالمية مؤخراً لتأثيرها على تغيير التوقعات الإيجابية بالنسبة للبنوك لما يتبقى من العام، حيث أشار تقريرها إلى أن الأحداث العالمية الأخيرة المتمثلة فى انحسار عناوين الصحف الرئيسية عن أزمة الديون اليونانية بجانب تحسن صورة الوظائف الأمريكية وترقب البعض لاختفاء نية البنك المركزى الفيدرالى من رفع أسعار الفائدة، من الممكن أن تتجه إلى القطاع المصرفى فى نهاية المطاف، على الرغم من أن مؤشر البنوك (KBW) كان قوياً منذ بداية العام.
أضافت أن الأحداث توالت بعد ذلك لتنخفض قيمة العملة الصينية وظهور المخاوف من تباطؤ النمو العالمى.
وتراجع مؤشر (KBW) نحو 5.4% بداية تعاملات الأسبوع الماضى، وهو أسوأ من متوسط تراجع مؤشر داو جونز بنسبة 3.6%، واقترب من نسبة الانخفاض فى مؤشر S&P500 بنسبة 4%.
وعزا محللون تراجع المؤشر إلى تحول توقعات المستثمرين حول توقيت رفع أسعار الفائدة. ووسط الاضطرابات فى الأسواق العالمية، فمن المحتمل تراجع فرص اتخاذ الفيدرالى قراراً بشأن الفائدة عما كانت التوقعات عليه الأسبوعين الماضيين.
تهديدات لنتائج أعمال البنوك فى الربع الثالث من العام
قالت “الأمريكان بانكر”، إن الصدمات الحديثة فى الأسواق العالمية، والتى من المحتمل أن تصيب الاقتصاد على المدى الطويل، من المتوقع ألا تؤثر كثيراً على أرباح البنوك فى المدى القصير. وعزت غياب تأثير الأحداث الأخيرة على نتائج أعمال الجهاز المصرفى إلى غياب قيام البنوك بالتعامل مع الأسهم كاستثمارات، ولكنها تساهم بنسبة كبيرة من أسواق رأس المال والدخول من السمسرة، مشيرة إلى أن تقلبات السوق تفيد عموما البنوك والوسطاء التجاريين الآخرين والتى تكتسب الأموال عند قيام عملائها بالتحول من سوق إلى سوق استجابة للتقلبات.
قال جوستين فولر، أحد كبار المديرين فى فيتش العالمية، إن البنوك التى لديها امتيازات قوية فى أسواق رأس المال ستشهد فوائد كبيرة عقب تقلبات الأسواق الأخيرة.
أضاف أن بنك مورجان ستانلى لديه أكبر حصة من هذا النوع من الأعمال يليه جولدمان ساكس وجى بى مورجان تشيس وبنك أوف أمريكا وسيتى جروب.
أوضحت المجلة، أنه على الرغم من الفوائد على المدى القصير التى تكتسبها البنوك من التقلبات فى الأسواق، فإن البنوك الكبرى أكثر تعقيداً والفائدة التى ستعود عليهم من ناحية يمكن أن تسبب لها الضرر من الناحية الأخرى.
وذكرت على سبيل المثال فى إدارة الأعمال التجارية ذات الدخل الثابت، فإن التقلبات فى أسعار الأسهم يمكن أن ترفع أسعار السندات لاتجاه المستثمرين إليها لأنها أكثر أماناً مما يقود إلى انتعاش أرباح مكاتب التداول لدى البنوك، ولكن من الجانب الآخر، إذا أدت التقلبات فى تراجع أسعار عوائد سندات الخزانة من الممكن أن تقلص من صافى هوامش الفائدة.
أكدت “الأمريكان بانكر”، أنه من الصعب تنبؤ تأثير الأحداث الأخيرة فى السوق على أرباح البنوك.
أضافت أنه بالنظر إلى أبعد من تأثيرات التقلبات فى الأسواق والتى تشمل التباطؤ الصينى وتراجع أسعار السلع الأساسية بها على أسعار الأسهم، فإنها يمكن أن تصيب أرباح أكبر البنوك فى الربع الثالث من العام.
قالت مايرا رودريجيز فاياداريس، خبير مصرفى، إن تخفيض قيمة العملة الصينية بشكل مفاجئ سيضر بنوك مثل سيتى وجى بى مورجان وجولد مان ساكس، والتى لديها مكاتب لتداول العملات الأجنبية الكبيرة.
تهديدات على عمليات الدمج والاستحواذ:
تقول “الأمريكان بانكر”، إن التقلبات فى سوق الأسهم يمكن أن يبطئ من عمليات الدمج والاستحواذ، موضحة أن انتعاش سوق الأسهم سيرفع عدد مشترى العملة، وارتفاع عدد الصفقات، ولكن تواجد تقلبات هائلة من الممكن أن يجعل من الصعب على البنوك التطلع للاستفادة من شراء أسهم مؤسسات مالية أخرى.
قال ريك مابليس، الرئيس المشارك فى إدارة الاستثمار المصرفى فى شركة خدمات الاستثمار المصرفية «كيفى برويت آند وودز»، إنه حينما تتواجد التقلبات مثل التى يشهدها السوق حالياً، فإن ذلك يتسبب فى التوقف والتأمل، مشيراً إلى أن احتمالية حدوث ظاهرة إعادة النظر فى القيم الصحيحة للأسهم فى المدى القصير كبيرة.
قال مايكل يناكونى، الرئيس والمدير المشارك فى «إم دى آى»، وهو بنك استثمارى، إن البنوك لكى تتصدى لذلك يمكن أن تبحث عملية الدفع فى صفقات الشراء مباشرة كاش بدلا من الاسهم، ولكن هذا الأمر يتطلب المال اللازم لإتمام الصفقة.
أضاف أنه بالإضافة لذلك، حال انخفاض أسعار الأسهم فيمكن أن تظهر مشكلة أمام البائعين، فإن المؤسسات المالية يمكن أن يكون لديها توقعات بأسعار غير واقعية ما يزيد من عرقلة عقد الصفقات.
قال آر لى بوروز، الرئيس التنفيذى فى بانكس ستريت بارتنرز، بنك استثمارى، إن كثيراً من البائعين فى سوق الأسهم هى البنوك التى لديها أصول غير سائلة، ولكن المستثمر سيكون غير قادر على بيع المزيد من الأسهم حال تراجعت أسعارها، بجانب أنه سيكون لديه الرغبة فى تحسين وضعه، أو بيع نصيبه الحالى لأن السوق متقلب.
أوضح أنه حال إذا شهد السوق انخفاضاً على المدى الطويل، فإن أصحاب الأسهم يمكن أن تقرر التخارج من السوق، ما يشجع على قرار البيع.
أضاف بوروز: “إذا انخفضت أسعار أسهم بنك أوف أمريكا سأقوم ببيع الأسهم أو إذا كانت أسعار الأسهم رخيصة سأقوم بالشراء، ولكن إذا كان هذا البنك غير سائل فى أصوله فلم يمكن لدى العديد من الخيارات”.