أكد مصدر رئاسي أن البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة الذي أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي أول أمس خلال لقائه بشباب الجامعات، يهدف إلى تخريج قيادات شابة لديها رؤية واستراتيجية من خلال دراسة العلوم الإدارية والسياسية والإنسانية حتى تكون مؤهلة لتولي المسئولية دون النظر إلى أية انتماءات سياسية.
وأوضح المصدر، أنه تم البدء في وضع تصور لهذا البرنامج في مارس الماضي وهو من تصميم المجالس التخصصية بقيادة د. طارق شوقي وهو صاحب خبرة كبيرة في التعليم الإليكتروني وعمل لمدة 15 عاما بمنظمة اليونسكو، ومعه الدكتور خالد حبيب خبير التطوير المؤسسي.
وأضاف المصدر, وفقا لوكالة انباء الشرق الاوسط, أنه تم الاستفادة من خبرات العديد من دول العالم مثل: معهد الإدارة العليا في فرنسا، وكذلك الإمكانات المتوافرة في مصر ومنها معهد التخطيط القومي ومعهد إعداد القادة، مشيرا إلى أن البرنامج هو كيان مستقل تديره رئاسة الجمهورية وبتمويل من صندوق “تحيا مصر” بما يسمح بتوفير منح للمتميزين للدراسة في الخارج.
وقال المصدر إن فتح باب التسجيل للدراسة في البرنامج سيبدأ يوم 20 سبتمبر الحالي على موقع البرنامج على شبكة الإنترنت لمن هم تحت الثلاثين من العمر من حملة المؤهلات العليا والمتوسطة، وستكون مدة الدراسة ثمانية أشهر ويستفيد من البرنامج 2500 شاب وشابة سنويا كمرحلة أولي.
وتتضمن الدراسة، التي تتسم بأنها شاملة دورات في العلوم السياسية والإدارية والإستراتيجية والاقتصادية والإعلامية والاتيكيت والتنمية البشرية، مع الاهتمام بالجانب العملي واكتساب الخبرات ونماذج المحاكاة، فضلا عن أنه سيتم الاستفادة من مشروعات التخرج الجيدة لتطبيقها على أرض الواقع وستكون الدراسة بالعربية والإنجليزية ويتخلل الدورة أنشطة رياضية وثقافية وفنية.
وسيكون المقر الرئيسي للبرنامج في مبني المجالس الاستشارية المتخصصة في روكسي مع توفير الإقامة لمن هم من خارج القاهرة، وسيتم قبول العناصر التي تلتحق بالبرنامج من خلال نظم تكنولوجيا المعلومات بصورة آلية دون تدخل بشري من خلال منح نقاط على كل شرط من شروط الالتحاق، ليتم في النهاية اختيار أفضل العناصر دون تدخل بشري.
ويعكس هذا البرنامج أن رئاسة الجمهورية تقوم بدور لا يفترض لها أن تقوم به بنفسها، ولكنها تبنته في ظل غياب دور الأحزاب السياسية وغير من المؤسسات، على أمل أن تعطي نموذجا تتبعه فيما بعد مؤسسات الدولة الأخري للاسهام في بناء شباب قوي قادر على النهوض بالبلد.
ونوه المصدر باهتمام الرئيس السيسي بالتواصل المستمر مع كافة قطاعات الشباب منذ أن كان مرشحا للرئاسة وبعد أن تولي المسئولية، لافتا إلى أن 52% من أعضاء المجالس التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية هم من الشباب دون سن ال35 ولكن أغلبهم حاصلين على درجة الدكتوراة من الخارج، وأيضا من الجامعات المصرية.
وأشار المصدر إلى أن الرئيس السيسي عقد سلسلة لقاءات بدأها بشباب الباحثين العلميين وشباب المبتكرين في مجالات التكنولوجيا، انطلاقا من احساسه بأهمية العلماء وحرصه على ابقائهم في الوطن والحد من هجرة العقول حيث تضاعفت ميزانية البحث العلمي للشباب 3 مرات، كما أقامت وزارة البحث العلمي أكاديمية للبحث العلمي للشباب استفاد منها حتى الان 700 شاب ليكونوا بمثابة نواة لمجتمع البحث العلمي في مصر.
وأضاف المصدر أن الرئيس التقي أيضا بشباب المبادرات الاجتماعية ومنهم مبادرة “اسمعونا” التي أصبح لها تواجد في 13 محافظة.. ورغم وجود معارضين في صفوفهم إلا أن الرئيس السيسي رأي أن هناك مساحة مشتركة يمكن التعاون فيها ودعمهم الرئيس بنصف مليار جنيه من صندوق “تحيا مصر” للاسهام في بناء وتطوير المجتمع.
وأشار المصدر إلى أن رئيس الجمهورية التقي أيضا لأول مرة بشباب أبناء الجاليات المصرية بالخارج، وذلك للاستفادة من الجيلين الثالث والرابع من المهاجرين المصريين، وأصبحت لهم وحدة متخصصة في وزارة الشباب تقدم لهم الدعم والرعاية وتحقق التواصل معهم.
وذكر المصدر أن الرئيس التقي أيضا شباب الإعلاميين الذين قدموا تصورات بشأن تطوير ماسبيرو وميثاق الشرف الإعلامي والتشريعات الإعلامية، وكان من المقرر أن تتوسع هذه المجموعة أفقيا من حيث العدد ورأسيا من حيث الأنشطة.
وأشار المصدر إلى الزيادة الكبيرة التي طرأت على ميزانية رعاية الرياضة والتميز وتطوير مراكز الشباب من أجل أن تستعيد دورها.