يعتزم موقع “نفهم” التعليمى خوض دورة استثمارية جديدة خلال الأشهر الستة المقبلة، بالتعاون مع مؤسسة “أوريكا” للاستثمار الجماعي. ويسعى “نفهم” لعقد شراكات مع شركات “ميديا” من السعودية لتغطية نسبة أكبر من المنهج التعليمى السعودي.
كما يسعى “نفهم” لتقديم بعض الخدمات للاجئين السوريين فى أوروبا، إذ قدم نحو 30% من المنهج السوري، ويستقبل نصف مليون طالب تقريباً، متطلعاً لزيادة العدد إلى 4 ملايين طالب بنهاية العام الدراسى الحالي.
قال مصطفى فرحات، المدير العام لـ”نفهم”، إن الشركة حصلت على عدة جوائز، كان آخرها جائزة Wise، واختيرت ضمن 12 مشروعاً عالمياً فى مجال التعليم.
وأضاف أن “نفهم”، استعدت لاستقبال العام الدراسى الجديد من خلال 23 ألف فيديو تعليمي.
وأصبح تطبيق “نفهم”، متوافراً على أجهزة الهواتف الذكية التى تعمل بنظام “الأندرويد”، وأجهزة “الآيفون” بجانب الأجهزة التى تعمل بنظام الـ”ويندوز فون”.
وتعتزم “نفهم” عقد شراكة مع بعض المدارس التى يتوافر لديها العامل التكنولوجى من حيث أجهزة الكومبيوتر، والبروجيكتور، وأجهزة التابلت التعليمي، مشيراً إلى أنه سيتم عرض فيديوهات “نفهم” للطلبة فى المدارس لتحقيق أكبر استفادة من الموقع للطلاب.
والشركة لاتزال فى حلقة التواصل والنقاش مع لجنة تطوير التعليم المعنية، لعرض الأفكار عليها وكيفية التعاون، وما زال فريق العمل يترقب الرد.
وأوضح فرحات أن التكلفة التى يحتاجها الموقع كبيرة، وتحتاج إلى التعاون مع الشركات والوزارات حتى يتم تقديم محتوى أفضل للطلاب، والنهوض بالعملية التعليمية.
وأشار الى أن “نفهم” يشهد نمواً متزايداً، إذ استقبل حوالى نصف مليون طالب منذ إنشائه حتى الآن، متطلعاً إلى وصول العدد إلى 4 ملايين طالب بنهاية العام الدراسى الحالى ليستفيدوا من خدمات الموقع.
وتوسع التطبيق بشكل أفقى فى المناهج التعليمية، إذ يقدم فى المرتبة الأولى المناهج التعليمية المصرية، ثم المناهج التعليمية السعودية، ثم مناهج الجزائر والكويت، بالإضافة إلى سوريا.
وأكد فرحات أن “نفهم” قدم حوالى 65% من المنهج التعليمى السعودي. وتقديم المزيد يعتمد على الشراكات فى الدول العربية. كما يساعد عقد الشراكات على التطور والانتشار السريع.
وتسعى الشركة لجذب مستثمرين جدد، وعقد شراكات مع بعض شركات “الميديا” السعودية.
وقدم “نفهم” حوالى 30% من المنهج التعليمى السوري، متطلعاً لتغطية نسبة أكبر من المنهج السورى خلال الفترة المقبلة.
وسيتعاون مع مجموعة من المتطوعين الذين يتجولون لمساعدة اللاجئين السوريين فى دول أوروبا، بأفكار بسيطة ومفيدة لهم. ويدرس “نفهم” كيفية إفادة اللاجئين السوريين فى أوروبا، وتقديم المناهج للطلاب السوريين حتى يتم قبولهم فى المدارس، وإنهاء إجراءات إقامتهم. وسيطلق المنهج التعليمى لفلسطين أواخر العام الحالي.
وقال فرحات، إنه رغم النجاح الذى وصلت إليه الشركة، إلا أنها تعانى من بعض المشاكل، أهمها عدم انتشار ثقافة ريادة الأعمال فى مصر. ومن خلال زيارته للولايات المتحدة يستطيع أن يؤكد أن مصر قريبة من قطاع ريادة الأعمال، وتحتاج فقط لنشر الوعى والثقافة.
ومن أهم ما واجه فريق العمل فى بادئ الأمر، كيفية الحصول على استثمارات. وقامت الفكرة فى البداية على الإعلانات والشراكات المختلفة مع المعلنين، وإقامة شراكات مع الشركات التى تساعد على تنمية المجتمع أو تطوير البيئة ومنها “فودافون”.
وفريق العمل كان يعتقد أن الفكرة ستلفت الأنظار بسهولة، وتصل إلى المنظومة التعليمية بأبسط الطرق.. لكن الواقع كان صادماً.. فالتعاون مع هذه الشركات والمؤسسات ليس سهلاً.. كما أن “فودافون” تتحرك بشكل بطيء نوعاً ما، إذ إنها تهتم فى المرتبة الأولى بتعليم الكبار ومحو الأمية، مناشداً الشركات التى تساعد على تنمية المجتمع، وضع تعليم الصغار ضمن استراتيجيتها للنهوض بالعملية التعليمية.
ولفت فرحات، إلى أن الشباب يفضلون العمل فى مجال تخرجهم.. ولذلك يجب نشر ثفافة ريادة الأعمال فى المجتمع المصري، وتوعية الشباب بأهمية هذا القطاع، إذ إن قطاع ريادة الأعمال ما زال يحتاج إلى بعض الوقت للانتشار بشكل أكبر وأوسع محلياً.
وريادة الأعمال نوع مختلف من المشاريع. وعلى سبيل المثال النجاح الهائل الذى حققته شركته “اوبر” جعلها تحقق أرباحاً أعلى من الأرباح التى يمكن أن يحققها مصنع سيارات.
ولفت إلى دور الجامعات فى نشر هذه الثقافة، وإدخال جزء من ريادة الأعمال وإقامة الشركات الناشئة، لتوعية الشباب الجامعى بأهمية هذا القطاع.
أما على المستوى الحكومى فأكد فرحات أن قطاع ريادة الأعمال يحتاج إلى بعض التسهيلات فى إنهاء الإجراءات الخاصة بإنشاء الشركة المساهمة، والتى بدورها تكبد الشباب الكثير من المال، ما يشكل تحدياً كبيراً لهم.
وأشار إلى مشكلة أخري، هى أن المستثمرين فى حاجة للاطمئنان للبنية التحتية للشركات التى يقومون بضخ استثماراتهم بها.. فمعظم هذه الشركات تضطر إلى الخروج، لتحويل الشركة من مصرية إلى بريطانية.. ويصبح لها فرع فى مصر حتى يطمئن المستثمر على أمواله وحتى لا تشوب عملية البيع والشراء أى مشاكل قد تواجهها فى مصر.
وذكر فرحات، أن العمالة فى الشركات الناشئة قليلة.. ويعتمد كل فرد على خبرته لتتمكن الشركة من الوقوف على أقدامها والاستمرار فى السوق، مضيفاً أن ضآلة الرواتب التى يحصل عليها الموظفون، تجبرهم على العزوف عن العمل فى الشركات الصغيرة والتوجه إلى الشركات الكبري، وهو ما يدفع رواد الأعمال للاعتماد على موظفين أقل كفاءة ومهارة.
وعلى الجانب الآخر، فالعمل لدى الشركات الناشئة يمنح الخبرة الكافية، ويوسع الإدراك بشكل أكبر. كما أن الموظف يصبح مع الوقت ركناً أساسياً فى تكوين ونجاح الشركة.
وعلى رواد الأعمال التحلى بالصبر سواء داخل مصر أو خارجها، مؤكداً أن طريق النجاح خارج مصر ليس وردياً ويواجه عدة صعوبات أيضاً. وعلى رائد الأعمال السعى وراء فكرته حتى تحقق النجاح المنشود.
كما أن فرصة رائد الأعمال فى مصر أكبر، إذ إن المجتمع المصرى لا يخلو من المشاكل المجتمعية التى تحتاج إلى حلول.
وأشار فرحات إلى أن “نفهم” يعتزم ترتيب أوراقه لخوض تجربة استثمارية جديدة بالتعاون مع مؤسسة “أوريكا”، وهى منصة استثمار جماعي، خلال الأشهر الستة القادمة.