يعد الفساد عادة، وبالتالى يصبح كل من يتولى منصبا عرضة للاعتياد عليه، وتزداد فرص الفساد فى الوظائف التى يخضع الحصول عليها لمنافسة شديدة، كما ينبع من سارقى الدول الذين لا يهتمون بكيفية القضاء عليه، وفيما يلى استراتيجيات عشر للقضاء على الفساد والوقاية منه:
1- تحسين الرواتب فى القطاع الحكومي:
يحصل الكثير من الموظفين فى القطاع الحكومى على رواتب منخفضة، ما يجعلهم عرضة لقبول الرشاوى، ولهذا السبب، فهم يؤجلون العمل قدر المستطاع حتى يضيق العميل ذرعا، ويضطر إلى دفع رشاوى لإحراز تقدم فى العمل.
2- زيادة عدد الموظفين عند الضرورة:
تعانى بعض المكاتب الحكومية من نقص فى عدد العمالة، ففى الوقت الذى ازداد فيه العمل بشكل كبير وتقل فيه معدلات التوظيف، يميل الموظفون لتأخير العمل حتى يدفع صاحب المصلحة نقداً أو يقدم مميزات أخرى لتسريع الانتهاء من مطلبه.
3- سن قانون للتسريح من الخدمة فى حال التورط فى فساد:
التسريح يعد من أفضل الاستراتيجيات للقضاء على الفساد، فعلى سبيل المثال، عندما يرى الموظفون الأصغر أن مكتب مكافحة الفساد حاسب أحد المسئولين وزج به فى السجن، ثم يشاهد هذا المسئول بعد عدة سنوات فى نفس المنصب أو منصب أفضل، فإن هذا ينمى لديهم شعوراً بعدم الخوف من الخوض فى الفساد.
4- إتمام المعاملات النقدية عبر الإنترنت وتقديم فاتورة لكل عملية شراء:
يتهرب الكثير من الناس من الضرائب، وهذا يدخل ضمن إطار الفساد، وبالتالى فإن تحويل سداد المدفوعات لتتم عبر الإنترنت من خلال الحسابات المصرفية، وتقديم فاتورة لكل معاملة تتضمن نقدية، يشكل رقابة أفضل على الفساد.
5- وضع كاميرات مراقبة فى معظم المكاتب الحكومية:
نجد فى كل ماكينة صراف آلى كاميرا لمراقبة الذين يحصلون على أموالهم الخاصة، فلما لا يتم تزويد المكاتب الحكومية بكاميرات لمراقبة سير العمل وأداء الموظفين.
فرغم أن الكثير من الموظفين لا يمانعون أخذ رشاوى فى العلن أمام أناس آخرين، فقبولها يرجع إلى الاعتقاد بأن أصحاب المصالح يريدون قضاء حوائجهم أكثر من حاجتهم للأموال التى دفعوها كرشاوى، ولكن مع وجود كاميرات مراقبة، لن يرغب الموظفون فى تصويرهم أثناء القيام بأعمال غير قانونية.
6- تسريع عملية سير العمل فى المؤسسات الحكومية:
تبدأ معظم الشركات عملها من الثامنة أو التاسعة صباحا، فى حين تبدأ المكاتب الحكومية عملها من العاشرة أو الحادية عشر صباحا وتغلق عند الثالثة والنصف أو الرابعة، وتأخذ استراحة ساعة ونصف الساعة فى المنتصف، وهذا يشير إلى مدى الالتزام فى العمل وسرعة اتمامه.
وفى حال وقوع خطأ ما أو تأخير فى العمل، يضطر المدنيون إلى الركض وراء الموظفين لتصحيح أو إتمام العمل، ويضطرون لدفع الرشاوى لاستكماله، ما يزيد من فرص الفساد، لذلك يجب أن تكون هناك مساءلة عن الإنجاز اليومى فى العمل الحكومي، ومستويات مستهدفة فى العمل على أساس زمني، وإلا سيتحول موظفو الخدمة العامة إلى أسياد على العامة.
7- تحميل الإعلام مسئولية وإصلاح القوانين:
هناك العديد من عمليات الاحتيال والفساد تتضمن الإعلام، ورغم أن الإعلام يعلم جيدا بوجود فساد، فهو يفضل البقاء صامتا نتيجة دعمه لبعض الأحزاب السياسية أو لحصول ملاك وسائل الإعلام على أموال من الحكام أو لأن ملاك الوسائل الاعلامية من رجال الأعمال ذوى العلاقة بالفساد.
ورغم أنه يمر على الكثير من الصحفيين بعض عمليات الاحتيال والفساد، فهم يصمتون نظرا لتلقيهم أموالاً أو غير ذلك، ولذا، إذا تم الكشف عن وجود بعض العاملين فى الإعلام يصمتون عن الاحتيال والفساد، يجب محاكمتهم وسحب رخصتهم.
8- تحديد إجراءات الاختيار:
يتنافس الكثير من الناس على الوظائف حكومية، وفى هذه العملية يقع الفساد فى اختيار المرشحين للوظيفة، لذا يجب ان تكون معايير الاختيار واجراءاته شفافة مع المحاسبة على أى سوء تصرف.
كما ينبغى أن تتمتع عمليات إرساء المناقصات المتعلقة بالموارد الطبيعية على الشركات بالشفافية، مع نشر التفاصيل على الانترنت خاصة تلك التى تتعلق بالفوائد العائدة على الحكومة، وسعر الشراء، بالإضافة إلى الفوائد التى تعود على الشركة من الاتفاق، مما سيحد من الفساد المتعلق بتبادل المجاملات.
9- الحفاظ على مستويات التضخم منخفضة:
يعد مستوى التضخم أحد أسباب تفشى الفساد واستمراره، فارتفاع الأسعار، يجعل أى دخل يبدو غير كاف، ويتضمن الفساد المتعلق بالتضخم الساسة ورجال الأعمال، فرجال الاعمال يحاولون رفع الأسعار لبيع مخزونهم أو بضائعهم بأسعار أعلى، ويدعمهم الساسة لأنهم يحصلون على أموال أو مميزات أخرى، ورغم ان هذا يبدو تكتيكا رخيصا، فللأسف يلعبه أغنى رجال الأعمال.
10- تسريع عملية المحاكمة وزيادة عدد المحاكم:
تستغرق معظم قضايا الفساد سنوات طويلة للفصل فيها، وهذا التباطؤ يقلل الخوف من كون المرء فاسدا، كما أن المدة الطويلة التى تستغرقها المحاكم تعطى للفاسدين فرصة لتغيير الشهود، وبالتالى فإن إنشاء محاكمات سريعة وإعطاء أحكام قاسية سوف يساعد على مكافحة الفساد.
وبجانب هذه الاستراتيجيات، ينبغى أن تكون هناك مجهودات جماعية من الشعوب لمنع الفساد والضغط على الحكام لسن وتفعيل القوانين التى تحاربه.