162 مليار دولار إجمالى تخلفات العملاء عن السداد بنهاية يونيو الماضى
تعانى الصناعة المصرفية الأمريكية من مشاكل التعثر وتخلفات السداد فى مواعيد الاستحقاق المقررة، على الرغم من مرور سبعة أعوام منذ بداية الأزمة المالية العالمية 2008.
وبالرغم من ذلك، فإن جودة الائتمان بالبنوك أفضل عند مقارنتها بذروة الأزمة المالية. ولكن كمية الأصول المتعثرة فى ميزانيات الجهاز المصرفي تمثل أكثر من ثلاثة أضعاف المستويات التى تم الإعلان عنها فى عام 2006.
حذر مراقبو الصناعة من استمرار وجود أصول متعثرة بالبنوك والتى تمثل إشكالية كبيرة لتحديد مدى تعرضها لاضطرابات أخرى.
قال جون وينيك، الرئيس التنفيذى لشركة كلارك ستريت كابيتال للأمريكان بانكر، إن تراكم الديون المتعثرة لجى البنوك أمر محير.
أشار إلى ضرورة نمو الجهاز المصرفى والاقتصاد بوتيرة أسرع إذا كانت هناك رغبة حقيقية فى التخلص من الأصول السيئة بدلاً من إدارتها.
قالت الأمريكان بانكر، إن إجمالى الخصوم المتداولة غير المستحقة لدى البنوك وبعض العقارات المملوكة بلغ 162 مليار دولار بنهاية يونيو، وفقاً لبيانات صادرة عن الوكالة الفيدرالية لضمان الودائع (FDIC).
أشارت إلى أنه على الرغم من أن هذه القيمة تمثل أقل بنسبة 63%، مقارنة بمنتصف عام 2010، فإنها تضاعفت ثلاث مرات عن قيمة 56 مليار دولار البالغة فى منتصف عام 2006.
قال وارن فريندز، رئيس استراتيجيات المنتجات وعلاقات العملاء فى شركة سيتوس، إن البنوك تستطيع بيع من 20% إلى 80% من قيمة القروض التى تمتلكها من خلال سوق شراء الأصول المتعثرة، مشيراً إلى أن الأسعار تتعلق بنوع الأصول ومكان وحالة الضمان الأساسي.
أوضحت الأمريكان بانكر أن كلاً من شركة كلارك ستريت كابيتال وسيتوس هما من بين مجموعة من الشركات التى تسعى منذ وقت طويل للحصول على الأصول المتعثرة من مجتمع البنوك.
قال خبراء الصناعة إنه على الرغم من ذلك عزفت البنوك عن الخوض فى تلك النوع من الصفقات. قال روستى كلوتير، رئيس شركة ميدساوس بانكورب، وهى شركة مالية قابضة، إن مؤسسته لم تضطر لإجراء مبيعات لأصولها بصورة متراكمة، مشيراً إلى أنها بدلاً من ذلك، فإنها تفضل أن تدير أصولها المتعثرة والبالغة حالياً 1.9 مليار دولار، وتتعامل مباشرة مع مقترضيها لإيجاد حلول لها. أضاف كلوتير: «لنقوم بأكثر مما يقومه أى بنك، علينا أن نعمل مع العملاء فى المشاكل والتعثر كما نتعامل معهم فى الأوقات الجيدة، إنها أداة جيدة لزيادة الانتماء إليك».
وقال فريندز، إن الأصول المتعثرة ما زالت تعطى عائداً مالياً للمقترضين، مضيفاً أن البنوك عليها أن توازن بين رأس المال المطلوب والعوائد الحالية على الأصول مقابل الذى يحصل عليه المقرض مقابل بيع هذه الأصول وإعادة توجيه الأموال إلى دعم رؤوس أموال.
أضاف أن البنوك تفضل الحفاظ على الأصول المتعثرة فى ميزانياتها، مشيراً إلى أنها تبرر ذلك بأنه من الأفضل أن يكون فى رصيدها أصولاً سيئة تكسب منه عائداً عن ألا تمتلك أصولاً على الإطلاق وتمتلك (كاش) لا يدر لها أي عوائد.
قال راندى دينيس، رئيس شركة دى دى آند إف للاستشارات، إن البنوك التى فشلت فى تقوية مراكزها المالية خلال أعقاب الأزمة المالية يمكن أن يكون لديها فرص أكبر لبيع قروضها المتعثرة عندما ينتهى تعاقدها مع الوكالة الفدرالية لضمان الودائع.
نجح عدد متزايد من البنوك فى الشهور الأخيرة فى التفاوض للإنهاء المبكر من تعاقداتها مع الوكالة.
أضاف دينيس أن الانخفاض طويل الأجل فى أسعار الفائدة الأمريكية بجانب تراجع تكاليف التمويل حفزا البنوك للتمسك بالأصول المتعثرة على أمل التعامل معها لاحقاً، مشيراً إلى أن احتمال ارتفاع أسعار الفائدة الفترات القادمة بشأنه أن يضغط على البنوك التى لديها مشاكل مرتفعة فى أصولها. قال دينيس: «معدلات أسعار الفائدة متدنية جداً، إذا تكلفتها تعتبر صفرية لعقد أصول متعثرة، وسنجد أنفسنا فى مأزق إذا لم نتطور قبل ارتفاع الأسعار».
كانت قد توقعت جانيت يلين، رئيس مجلس الاحتياطى الاتحادى (البنك المركزى الأمريكي) رفع أسعار الفائدة فى الولايات المتحدة خلال العام الجارى، عقب تثبيته بين 0 و0.25% لأكثر من عقد من الزمن فى الولايات المتحدة.