سموحة وميامى الجديدتان تجذبان الشركات للتوسع خارج التكدس العمرانى
“عبدالمنعم”: ضعف الخدمات الأساسية وراء عزوف الشركات عن برج العرب
شهدت الإسكندرية الفترة الأخيرة اتجاهاً ملحوظاً من شركات الاستثمار العقارى للمناطق الجديدة على أطراف المدينة بمناطق شرق وغرب فى محاولة لتوفير مناطق سكنية جديدة. وتواجه شركات الاستثمار العقارى العديد من المشكلات فى التوسع على حدود المحافظة، أهمها انعدام التخطيط العمراني، ما ينبئ بظهور مناطق عشوائية جديدة على غرار العديد من مناطق الإسكندرية مثل العجمى والسيوف والفلكى والعامرية وأبوقير التى أقيمت بالكامل دون تخطيط أو أي إجراءات قانونية.
قالت سامية جمال الدين، مدير التسويق بشركة ماك، إن الإسكندرية تفتقر إلى مناطق مخططة جديدة للامتداد العمراني، موضحة أن المناطق الجديدة التى بدأت تظهر مؤخراً غلبت عليها العشوائية فى البناء بسبب تراخى الأجهزة التنفيذية عن دورها في الرقابة على تلك المناطق. وأكدت أن هناك عدداً من شركات الاستثمار الكبرى بدأت بالفعل تنفيذ مشروعات كبيرة ومجمعات سكنية فى تلك المناطق بهدف خلق منطقة جديدة واستغلال أسعار الأراضى المتدنية للهروب من منطقة وسط المدينة التى تكدست تماماً، وأصبح فرص البناء فيها ضعيفة جداً.
وأضافت أن تلك المناطق ومنها سموحة وميامى الجديدتان والكينج مريوط، بدأت تلقى رواجاً حقيقياً بعد إقبال تلك الشركات عليها، لكن ذلك التوجه فتح الطريق لعدد من المقاولين الصغار الذين بدأوا فى استغلال تواجد الشركات الكبرى برفع سعر بيع الوحدات السكنية والتسابق على البناء والبيع.
وأوضحت أن بعض المناطق الجديدة بدأت فى الانضمام للعشوائيات وسط غياب واضح للمحافظة فى التخطيط وغياب الرقابة على البناء.
وتابعت أن السبب الرئيسى فى انتشار المخالفات بالإسكندرية عدم وجود مخطط عمرانى مع صعوبة استخراج التراخيص، مشيرة إلى أن التوسع العمرانى فى المحافظة ما زال متمركزاً وسط المدينة، فى ظل استمرار غياب منطقة برج العرب وغرب الإسكندرية الامتداد الطبيعى للمحافظة، مرجعةً ذلك إلى غياب الخدمات كالمدارس والمستشفيات والمواصلات وغيرها من الخدمات الأساسية.
ومن جانبها، قالت المهندسة إيمان المهدي، مدير التخطيط العمرانى بالمحافظة، إن الإسكندرية تعانى مشكلة التخطيط العمرانى، وانتشار العشوائيات، مشيرة إلى أن ضعف الأحياء السبب الأكبر فى تفشى هذه الظاهرة.
وأشارت إلى أن المحافظة تعاقدت مع مكتب استشارى ألمانى لإعداد مخطط مستقبلى لمدينة الإسكندرية بهدف الاستفادة من الخبرات العالمية فى تخطيط المدن والقضاء على المشكلات المزمنة التى تعانيها الإسكندرية فى التخطيط العمرانى.
وأوضحت أن المكتب سوف يعمل على ثلاث مراحل، الأولى دراسة الوضع الراهن وتحديد المشكلات التى تعانى منها المدينة، والثانية والثالثة وضع الحلول وتنفيذها للقضاء على المشاكل المتعلقة بتخطيط المدينة.
وقالت إن دور إدارة التخطيط العمرانى بالمحافظة يقتصر على متابعة عمل المكتب وتقديم تقارير عن أدائه والحلول المقترحة ومدى تماشيها مع طبيعة المجتمع السكندرى.
وأضافت أن الإدارة تتعاون، حالياً، مع مكاتب استشارية لإعداد تخطيط المناطق الجديدة، مشيرة إلى أن تعديات المواطنين العشوائية تحبط المخططات التنموية.
وقال عوض عبدالستار، سمسار بمنطقة شرق الإسكندرية، إن هناك إقبالاً متزايداً على الشراء فى المناطق الجديدة، خاصة من الطبقات الاجتماعية المتوسطة، إلى جانب ظهور مشروعات سكنية كبيرة فى تلك المناطق منها كومباوند «أليكس بارك» التابع لشركة مارسيليا الذى يصل سعر المتر فيه إلى 8 آلاف جنيه، مقابل ما يتراوح بين 1500 جنيه و2000 فى المناطق المجاورة، وهو ما سوف يسهم فى رفع أسعار المنطقة.
وأكد أن هناك إقبالاً على المناطق الجديدة، نظراً إلى توافر الوحدات السكنية وانخفاض سعرها مقارنة بوسط المدينة، وهو ما أتاح فرصاً أكبر للشباب، فيما يقبل عدد قليل من محافظات أخرى على شراء الوحدات بتلك المناطق لقضاء الإجازات خاصة فى الصيف.
وتابع أن معظم العقارات التى تقام بتلك المناطق مخالفة وتتعدى 14 طابقاً فى الشوارع الداخلية، مشيراً إلى أن شركات الاستثمار العقارى تعمل فقط فى الأراضى التى تطل على الشوارع الرئيسية.
قال شريف عبدالمنعم، مدير شركة إشراقة للاستثمار وللتسويق العقاري، إن تدرج الأسعار فى منطقة ميامى وسموحة الجديدتين يعتبر طبيعياً، خاصة بعد انتشار الخدمات فى فترة وجيزة، وهو ما دفع معظم العملاء خاصة الشباب للتوجه إلى تلك المناطق، فى ظل العروض التى تطرحها الشركات، خاصة فيما يتعلق بفترة السداد التى تتراوح بين 5 و7 سنوات.
وأكد أن قرب المناطق الجديدة من الخدمات ووسط المدينة وتوافر مواصلات هى ما دفع المستثمرين للتوجه إليها وتعميرها رغم أنها تفتقد إلى التخطيط، وتعانى العشوائية فى البناء.
وقال إن إهتمام الحكومة بمنطقتى كينج مريوط وبرج العرب الفترة القادمة هو الحل الوحيد لمشكلة التوسع الرأسي، خاصة أن البدائل الجديدة التى أوجدها المستثمرون على أطراف المدينة محدودة المساحة.