يقع فى ذيل الطائرة وتاريخه يعود إلى عام 1958 ولونه برتقالى
عند وقوع أى حادثة خاصة بالطائرات يبحث المحققون عن « الصندوق الأسود » اسماً، لكنه يأخد اللون البرتقالى، ويتكون الصندوق الأسود من مسجلين، أحدهما نظرى والآخر رقمى، وهما متشابهان فى المظهر الخارجى ويختلفان فى التركيب من الداخل، ويبلغ طوله 20 بوصة والعرض 5 بوصات، والارتفاع 7 بوصات، ويكون فى ذيل الطائرة لزيادة الحماية وسمى بالصندوق الأسود لارتباطه بالكوارث الجوية وحوادث تحطم الطائرات، وهو فى الحقيقة صندوق ذو لون برتقالي والصندوق يسجل كل كبيرة وصغيرة داخل الطائرة من ارتفاع الطائرة وسرعة الهواء والاتجاه البوصلى والزمنى والتسارع العمودى.
وتبنت وكالة الطيران الاتحادية الأمريكية هذه المعايير فى ترخيص صناعة وتشغيل الطائرات على الخطوط الجوية، وصنعت أول مسجلة (صندوق أسود) عام 1958م، والمصنع هو شركة لوكهيد، وكانت أول مسجلة معلومات طيران نظرية، وكانت مقاومة للتحطم وهي(F.D.R)، ثم أنتجت شركة أخرى مسجلة أصوات كابينة القيادة وهى (C.V.R)، وهي قادرة على تسجيل ما لا يقل عن 17 نوعاً من المعلومات، وبعد تطور المسجلات النظرية والرقمية تستطيع تسجيل ما لا يقل عن 100 نوع من المعلومات فى وقت واحد، وذلك عن طريق تلقى المعلومات عن طريق أجهزة المعلومات الموجودة بداخلها من سرعة الرياح والارتفاع والبوصلة والساعة الزمنية ودرجة الحرارة خارج الطائرة، ووضع الطائرة فى الجو، وكل هذا يرتبط بإبرة تسجيل تقوم بتسجيل كل الضغوط الواقعة والطارئة، وهى مثل إبرة رسم تخطيط القلب، وتستخدم معلومات الصندوق الأسود من قبل دوائر هندسة الطيران لرصد أداء الطائرات وتحسين مستوى صيانتها ودوائر ملاحية الطيران للرقى بمستوى الملاحين.
وتستخدم المعلومات- شركات صناعة الطائرات لرفع مستوى السلامة فى الطائرات الحديثة والقديمة، وتفيد المعلومات الموجودة فى الصندوق الأسود خبراء الأرصاد الجوية فهى تقدم معلومات دقيقة عن الظواهر الجوية الخطرة مثل المقصات الجوية والانفجارات الهوائية الصغيرة، ويوجد فى الصندوق الأسود تقدم علمى وتقنى أشبه ما يكون بالخيال، فهو الدليل الوحيد الذى يزود المحققين بالمعلومات المطلوبة بعد تحطم الطائرة، والواجب توفرها بعد الحادث لمعرفة أسباب وقوع الكارثة، وهو أغلى قطعة فى الطائرة، ويشمل المواصفات التالية: ذو لون برتقالى ومغطى بأشرطة عاكسة للضوء، ويقاوم حرارة تصل إلى 1100 درجة مئوية يطلقها لهب مغذى بالوقود لمدة 30 دقيقة، والصناديق مصنوعة من التيتانيوم فهى تقاوم اختراق قضيب من الفولاذ وزنة ربع طن ويقاوم الاهتزاز الارتجاجى دون الإساءة إلى المعلومات المسجلة أو فقدانها، ويحتوى على مرشد لاسلكى لتحديد موقعه تحت الماء ويطلق ذبذبات ضوئية عالية التردد 37.4 كيلو هيرتز عند مساس المياه والثلوج الكثيفة والرطبة، وذلك عند خروجه من ذيل الطائرة، ويمكن تمييز تلك الإشارة من على بعد 2.5 ميل، وعلى عمق 20 ألف قدم تحت الماء، لمدة 30 يوماً متواصلة، ويوجد به شريط تسجيل المعلومات جيد النوعية بعرض ربع بوصة، وله قابلية تسجيل مستمرة لمدة 25 ساعة متواصلة، ليعود للتسجيل من جديد بعد انتهاء المدة، وذلك فوق المعلومات القديمة التي تمسح تلقائياً، وتوجد أيضاً مسجلة قمرة القيادة فى كبينة الطائرة، أما مسجلة كابينة القيادة فهى تسجل آخر الأحداث التى أدت إلى تحطم الطائرة وهى تعرف المحققين بما إذا شعر الطيارون بوجود خلل قبل تحطم الطائرة وما هو نوعيته، وتسمح بمقارنة المعلومات الموجودة فى الصندوق الأسود مع مسجل كابينة القيادة، وهى تسجل مكالمات الطيارين منذ تشغيل الشبكة الكهربائية للطائرة حتى توقفها عن العمل، وذلك لمدة نصف ساعة وهى فترة قصيرة بالمقارنة بالصندوق الأسود، وهى تسجل أهم جزاء وهو الجزاء القريب جداً من الحدث أما عن بطارية الصندوق الأسود فتحفظ قطع التسجيل الداخلية بمادة عازلة تحميها من مسح المعلومات المسجلة عليها، أو من التلف والتآكل بسبب المياه لمدة تصل إلى 30 يوماً، كما أنه يمتلك بطارية تدوم لمدة 6 سنوات، ويمكنها التسجيل لمدة تتراوح بين 30 و120 ساعة.