أمين: 1221 منطقة عشوائية على مستوى الجمهورية، منها 446 غير آمنة
شوكت: أكثر من 50% من المصريين محرومين من الصرف الصحي
احتفل العالم يوم 31 أكتوبر الماضى باليوم العالمي للمدن 2015 للمرة الثانية، تحت شعار “حياة أفضل في العشوائياتأفضل صممت لكي نعيش معا”، والتى حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل عامين ، إعترافا منها بأهمية الوصول العادل إلى الخدمات الأساسية والمستدامة في المناطق الحضرية، والتي تسهم في تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة، فى ظل عيش اكثر من مليار شخص في مناطق عشوائية.
وفى الوقت الذي تحتفل فيه الأمم المتحدة بهذا اليوم يعيش1.5 مليون مصرى في العشوائيات، موزعة على 1221 منطقة عشوائية، وفقا عاطف أمين، منسق التحالف المصري لتطوير العشوائيات.
وقال أمين إن مصر أبعد ما تكون عن هذا الاحتفال فى ظل عدم إعتبار الحكومة العشوائيات مشكلة أساسية وانها إرث من حكومات متعاقبة فكل حكومة تضع رؤيتها وكل ما تتغير تنتهج الجديدة سياسة أخرى فيما يتعلق بهذا الملف.
وأضاف ان ملف العشوائيات يستخدم من قبل الحكومة للشو الإعلامي، فضلا عن الإستغلال السياسي لقاطني العشوائيات وخصوصا في فترة الانتخابات البرلمانية، دون اصلاح جوهري للمشكلة.
وأشار أمين إلى أن تطوير العشوائيات يقتصر على التجميل من الخارج ويصرف عليها ميزانيات وقروض من مؤسسات دولية مثل رصف طرق او تركيب أعمدة اضاءة ولكن من الداخل تظل المناطق العشوائية كما هي بعيدة عن أي مظاهر الحضارة او العيش الكريم، و يوجد اكثر من 446 منطقة عشوائية غير آمنة منتشرة في انحاء الجمهورية من اجمالي 1221 منطقة .
وقال إن بالقاهرة 80 منطقة عشوائية، منها 14 منطقة غير آمنة يقطنون المساحات المحيطة بالسكك الحديدية واسطبل عنتر لا تصلهم شبكة مياه أو صرف صحي.
وأوضح أمين ان عدد قاطني العشوائيات تجاوز 23 مليون شخص، فضلا عن أكثر من 60% من المباني في مصر تبني بطريقة عشوائية.
وذكر يحيي شوكت باحث عمراني ومدير أبحاث عشرة طوبة للدراسات العمرانية إنه وفقاً لمؤشرات منظمة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية UN Habitat للمدن على مستوى المعيشة او للأفراد الذين يعيشون في المناطق العشوائية ، وأن نسبة الافراد المحرومة في مصر حوالى 17 % وهو تحسن عن مؤشرات السنوات السابقة .
وأضاف شوكت ان هذه النسبة غير حقيقة ولكنها جاءت نتيجة تغيير طريقة تعريف المناطق المحرومة فقد كان المقياس يعتمد على ريف وحضر ولكن الان تم جمع الريف والحضر معا في مستوي الخدمات مما حسن وضع مصر بشكل كبير لان الحضر تتوافر فيه الخدمات بشكل كبير أكثر من الريف.
وأشار إلى أن أكثر من 50% من المصريين محرومين من الصرف الصحي فضلا عن مليون أسرة محرومة من مصدر مياه آمن، و60 % من الحيازة الامنة وهي مؤشرات اخري لابد ان تضع في الحسبان في حساب نسبة الافراد المحرومة في مصر.
وقال إن ميزانية المدن الجديدة حوالي 62 مليار جنيه، مقابل نحو 40 مليار جنيه لباقى التعمير فى مصر وهو ما يعني ان هذا المبلغ تصرف على 98% من المصريين بينما 62 مليار جنيه يصرف على 2% فقط من المصريين.
كما ان هيئة المجتمعات العمرانية يمكنها تطوير تلك المناطق دون الاستدانه من المؤسسات الدولية من خلال القروض وفوائدها، وهي تطوير تلك المناطق بمواردها الذاتية من بيع الاراض .
وأوضح شوكت عدم وجود برامج متكاملة لإنهاء الحرمان الاقتصار على برامج منفردة لحل مشكلات في عدد من المناطق معينة، ان مشروعات الإسكان الاجتماعي التي تطرحها الحكومة لا تساهم في حل مشكلة العشوائيات لان شروطها لا تتناسب بشكل كبير مع قاطني العشوائيات.
ويبلغ عدد سكان المناطق الحضرية في العالم 3.9 مليار نسمة. أكثر من نصفهم يعيش في مدن صغيرة لا يتجاوز تعدادها 500 ألف نسمة، في حين يقيم نحو 12٪ في مدن كبرى (أكثر من 10 ملايين نسمة).
فالمناطق العشوائية يعيش بها مليار شخص بمعدل واحد من كل 7 أشخاص تقريبا، ومن المتوقع أن يبلغ هذا الرقم 3 مليارات نسمة بحلول عام 2050، وفقا للأمم المتحدة.
ويواجه سكان العشوائيات تحديات كبيرة، مثل عدم ضمان حيازة الأرض، والسكن غير الآمن. كما لا تصل الخدمات العامة مثل شبكات الكهرباء أو الصرف الصحي إلى تلك المناطق ، إضافة إلى تقارب المربعات السكنية، مما يزيد من خطر تعرضهم للأمراض المعدية.
شيماء العيص