محللون: السوق يعبر عن واقع الاقتصاد.. وسلوك الأفراد البيعى يؤكد المخاوف
البورصة فى غيبوبة.. تراجع مؤشرها نقطتين فقط وسط تداولات هزيلة، يرى متعاملون أنه لن يكون أحسن حالاً من مؤشرات الاقتصاد فى مصر التى وصفوها بأنها «فى النازل»، واستمر المصريون خاصة الأفراد منهم، متبنين الاتجاه البيعى للجلسة الثالثة على التوالى خوفاً من طوفان تراجعات جديدة للسوق.
فسّر محللون ضعف تحركات مؤشر السوق الرئيسى بكسر «EGX30» للاتجاه الصاعد بعد تكوينه قمتين متتاليتين، فشل فى مواصلة اتجاهه بعد الاصطدام بمستوى المقاومة عند 7600 نقطة، تنذر بحركة هابطة للسوق خلال التعاملات المقبلة صوب 7250 نقطة.
رشّح سامح غريب مدير التحليل الفنى بشركة الجذور للوساطة فى الأوراق المالية، مؤشر البورصة الرئيسى للدخول فى حركة هابطة، قد يتخللها ارتفاعات محدودة، وأن كسر السوق للشكل الفنى بتكوين قمتين ثم كسر مستوى 7500 نقطة لأسفل سيؤدى للاتجاه الهابط قصير الأجل مرة أخرى نحو مستويات 7250 نقطه.
وفنياً يتكون الاتجاه الهابط بوجود قمة أقل من قمة فى الأسعار على الرسم البيانى lower highs & lower lows أى أن اخر قمة للسعر تكون أدنى من القمة التى سبقتها وآخر انخفاض سعرى يكون أدنى من الانخفاض السابق عليه.
أوضح غريب، أن المؤشر الثلاثينى كسر أول قمة له عند 7715 نقطة ثم القمة الثانية عند 7678 نقطة، وأن كسر مستوى 7500 نقطة، يعكس احتمالية استمرار الضغوط البيعية ومن ثم تراجع EGX30 صوب 7380 نقطة وبكسرها يستهدف المؤشر الرئيسى مستويات 7250 -7500 نقطة فى الأجل القريب.
تراجع مؤشر البورصة الرئيسى 0.02% فى ختام تداولات الثلاثاء، ليغلق عند مستوى 7434 نقطة، وانخفض مؤشر EGX50 متساوى الأوزان 0.05%، مغلقاً عند مستوى 1250نقطة، وهبط مؤشر EGX70 للأسهم المتوسطة 0.44% مُغلقاً عند 389 نقطة، وكذلك تراجع مؤشر EGX100 الأوسع نطاقاً بنسبة 0.24%، مستقراً عند مستوى 843 نقطة.
ويعكس أداء البورصة الاتجاه العام للاقتصاد حيث قال مدير التحليل الفنى بـ«الجذور»، إن معدلات نمو الناتج المحلى الإجمالى لاتزال أقل من المطلوب، علاوة على ضعف حجم الاستثمارات الأجنبية التى يجذبها الاقتصاد المصرى سواء المباشرة منها أو غير المباشرة التى تتم من خلال البورصة، وانخفاض تحويلات المصريين فى الخارج.
وذكر أن تحسن مؤشرات السوق ينعكس على جودة الأداء المالى لقطاعاته ما يظهر فى تحسن أداء الشركات المقيدة، مضيفاً: «الأمر فى النهاية ينعكس على ضخ سيولة جديدة فى البورصة إمّا من خلال مستثمرين حاليين أو جدد».
واتفق معه اسماعيل عبدالوهاب مدير حسابات العملاء فى شركة التوفيق للوساطة فى الأوراق المالية، فى أن طموحات المتعاملين الأفراد فى السوق باتت تتضاءل، ويرتضى المستثمر حاليا بأى هامش ربح محقق على استثماراته خشية التعرض لخسائر، مطبقين نظرية «اخطف واجرى» على حد قوله.
وعلّل سلوك المتعاملين الأفراد خلال الفترة الحالية بفقدان الثقة فى السوق وقدرته على التعافى من دوامة الخسائر المحققة منذ بداية العام، حيث خسر المؤشر الرئيسى 16.7% من قيمته.
تابع: «التراجع صوب 7250 نقطة ليس بعيداً بعد فشل السوق مجدداً فى اختبار اختراق 7500 نقطة».
على الجانب الآخر بلغت نسبة الأسهم المستجيبة لعرض ساويرس للاستحواذ على «بلتون» فى ثالث أيام فتح شاشات الـ OPR التى تستمر حتى نهاية جلسة الخميس بعد القادم 10.6 مليون سهم تمثل 6.5% من إجمالى أسهم الشركة المستهدفة بالعرض.
وسجل السوق قيم تداولات 351.7 مليون جنيه من خلال تداول 190.5 مليون سهم بتنفيذ 13.9 ألف عملية بيع وشراء، بعد أن تم التداول على أسهم 163 شركة مقيدة، ارتفع منها 43 سهماً، وتراجعت أسعار 68 سهماً فى حين لم تتغير أسعار 52 سهماً أخري، ليستقر رأس المال السوقى عند 448.57 مليار جنيه، بخسائر سوقية 430 مليون جنيه.
مالت تعاملات المصريين نحو البيع بصافى مبيعات 31.6 مليون جنيه، باستحواذها على 85.8% من تداولات الأسهم، بينما اتجه صافى تعاملات العرب والأجانب نحو الشراء، بصافى 11.1 مليون جنيه، و20.5 مليون جنيه على التوالى، مستحوذين على 5%، 9.1% من السوق.
نفذت المؤسسات 70% من التداولات، ومالت جميعها نحو الشراء بقيادة تعاملات المؤسسات الأجنبية التى سجلت صافى 20.2 مليون جنيه، واقتنصت المؤسسات النسبة المتبقية من التداولات، وقد مالت تعاملات الأفراد نحو البيع لتبرز مبيعات المصريين بصافى 25.8 مليون جنيه.