أحكام الإعدام لن تنفذ ونسبة المشاركة الضئيلة فى الانتخابات ليست دليلًا على اليأس من حكمى
لا بأس من مراقبة حقوق الإنسان في مصر، ولكن الملايين يعانون ظروفا اقتصادية صعبة، أليس من الأفضل السؤال عنهم؟
قال الرئيس عبد الفتاح السيسى إن جماعة الإخوان المسلمين جزء من الشعب المصرى، لذا فعلى الشعب المصرى أن يقرر طبيعة الدور الذى يمكن أن يلعبوه.
وأضاف السيسى فى حوار مع هيئة الإذاعة البريطانية “بى بى سى” قبل ساعات من زيارته إلى لندن التى تبدأ اليوم, أن أحكام الإعدام التى صدرت ضد مئات المعارضين فى القضايا المتعلقة بالإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسى لن تنفذ إما لكونهم حوكموا غيابيًا أو لإستئنافهم الأحكام.
وفى ترجمة للحوار أوردتها “بى بى سى” على موقعها باللغة العربية دافع السيسى عن قوانين مكافحة الإرهاب المشددة – على حد وصفها – المطبقة فى مصر ، وأصر على أنه يسير بمصر على الطريق نحو الديمقراطية.
أوضح أن مصر مهددة بجماعات متشددة وتخشى الانهيارات التي شهدتها دول الجوار كما ان وضعها يختلف عن الدول الأوروبية.
وقالت “بى بى بى” إنه منذ إطاحة السيسى بالرئيس محمد مرسى فى عام 2013 عقب احتجاجات واسعة، قتل المئات واعتقل الألاف في حملة استهدفت المعارضين.
ومعظم هؤلاء من مؤيدي جماعة الاخوان المسلمين المحظورة، ولكن العديد من الليبراليين والعلمانيين اضطهدوا ايضا لمخالفتهم القانون الذي صدر عام 2013 والذي يخول وزير الداخلية حظر اي تجمع يضم اكثر من 10 اشخاص.
ويرى السيسى أن مصر ما زالت سائرة على طريق الديمقراطية، وهو الطريق الذي بدأ بثورة 25 يناير 2011 التى أطاحت بحسني مبارك، ولكنها بحاجة إلى وقت لتبلغ أهدافها.
وقال السيسى “نريد أن نحقق إرادة الشعب المصرى، فالشعب يطالب بالتغيير منذ 4 سنوات, نريد أن نحترم خياراته وسنعمل كل ما بوسعنا لتحقيق مستقبل ديمقراطي أفضل لأفراد الشعب, وربما لم تكن انجازاتنا هي الأفضل، ولكننا ماضون بها وسنحقق المزيد من التقدم”.
وأضاف أن نسبة المشاركة الضئيلة فى الانتخابات البرلمانية التي أجريت الشهر الماضي لم تكن مفاجئة، كما أنها لا تعد دليلًا على اليأس من حكمه.
ودافع الرئيس المصرى عن قوانين مكافحة الإرهاب التى صدرت في أغسطس الماضي، وهي القوانين التي يقول ناشطون إنها تقوض الحقوق الأساسية وتشرع لحالة طوارئ دائمة.
وقال “نريد بعض الاستقرار، ولكننا لا نريد أن نحقق ذلك بالقوة أو الاكراه, بل نريد تنظيم وضبط المجتمع.”
وأشار السيسى إلى أن منتقديه في الغرب عليهم تفهم التهديدات التي تواجهها مصر حيث قتل المسلحون الجهاديون 600 على الأقل من رجال الأمن في العامين الماضيين.
وقال “لو توفرت لي الاجواء السائدة في اوروبا هنا في مصر لما احتجنا الى هذه القوانين وما يريده ملايين المصريين أكثر من أي شيء آخر هو أن يحيوا حياة كريمة”.
أضاف “لا بأس أن تتم مراقبة حقوق الإنسان في مصر، ولكن الملايين الذين يعانون من ظروف اقتصادية صعبة، أليس من الأفضل السؤال عنهم؟”