يصل إلى لندن الأسبوع الجارى رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودى فى أول زيارة له بعد توليه منصبه فى بلاده قبل 18 شهرا، وبعد 10 سنوات من المنع من دخول بريطانيا.
وقالت صحيفة «الفاينانشيال تايمز»: إن رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون وحكومته حريصون على التقرب من رئيس الوزراء الهندى، يأملون فى تعزيز العلاقة الاستراتيجية مع الهند ودفع اتفاقيات تقدّر بحوالى 15 مليار دولار من الصفقات التجارية والاستثمارية.
كان مودى قد منع من دخول بريطانيا لمدة 10 سنوات بعد أعمال شغب وقعت فى ولاية جوجارات الهندية التى كان يحكمها، وراح ضحيتها أكثر من ألف شخص من المسلمين على أيدى الهندوس المتطرفين واتهم بالتورط فيها.
وقالت الصحيفة إن المشكلات التى تعانى منها الهند ستلقى بظلالها على الزيارة، وتضم تلك المشكلاتموجة من التعصب الهندوسى العنيف ضد المسلمين فى بعض الأحيان، وتباطؤ الإصلاح الاقتصادى.
أضافت أن مودى أثبت منذ أن وصل الى السلطة قبل 18 شهرا، أنه رجل دولة يحاول التشبه بقادة مثل شينزو آبى، رئيس وزراء اليابان أو باراك أوباما، رئيس الولايات المتحدة ويمتلك طموحا لتحديث الهند، لكن المشاكل المتفاقمة فى الداخل طغت على زيارته إلى المملكة المتحدة.
ويشكو كبار المسئولين التنفيذيين فى الشركات الأجنبية فى الهند من الوزراء غير الفاعلين فى حكومة مودى.
وفشلت الحكومة الهندية فى التغلب على التأخيرات البيروقراطية فى العديد من المشاريع الاستثمارية، وفى تجاوز ضعف الثقة، بالإضافة إلى العوائق الناتجة عن قانون الضرائب بأثر رجعى الذى استهدف الشركات متعددة الجنسيات.
ويأمل الكثيرون فى أن تؤدى زيارة مودى الى تخفيف قوانين الهجرة، التى ساهمت فى خفض عدد الطلاب الهنود، الذين يدرسون فى الجامعات البريطانية بنسبة 49% منذ عام 2010.
وأكدّ ساروش زايوالا، الذى جاء من الهند فى عام 1975 ليصبح بعد ذلك محاميًا مهما، أن زيارة رئيس الوزراء سوف ترسخ العلاقات بشكل كبير فى الوقت الذى تواجه فيه بريطانيا منافسة من شركاء أوروبيين آخرين.