سياسيون: “العالم كله ساند “باريس” ولم يتعامل مع مصر بنفس المنطق
عبدالفتاح: الأحداث تضع العالم أمام “ضميره” والإرهاب يجب أن يحاربه الجميع
حسن: أجهزة المخابرات العالمية عليها التوقف عن استخدام المتطرفين لتحقيق مصالحهم
يعيش المجتمع الدولى حالة من الترقب الحذر بعد الهجمات الإرهابية التى شهدتها العاصمة الفرنسية باريس، أمس، وأودت بحياة 120 قتيلاً على الأقل وأكثر من 200 جريح، حسبما أعلنت وكالات أنباء أجنبية.
وأدانت رئاسة الجمهورية المصرية، الحادث الإرهابى، وكلف الرئيس عبدالفتاح السيسى، سفير مصر فى فرنسا بنقل التعازى للقيادة السياسية الفرنسية، وأكد تضامن مصر مع فرنسا ومساندتها للجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب.
وقال بشير عبدالفتاح، المتخصص فى الشأن الدولى بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن الحادث الإرهابى الأخير بفرنسا يدلّ على شيئين: أولهما وجود إصرار لدى الجماعات الإرهابية باستهداف فرنسا تحديداً، خاصة بعد الهجوم على جريدة شارل إبدو فى حادث مماثل الفترة الماضية، وثانيهما وجود خلل أمنى واضح فى الدوائر الأمنية الفرنسية يخول لهذه التنظيمات سهولة القيام بعمليات إرهابية ناجحة.
أضاف أن هذه الأحداث تضع المسئوليين الفرنسيين أمام تحد كبير لمواجهة غضب الشارع الفرنسي من تكرار الهجمات، وفى الخارج أمام موقفها من الحرب على سوريا، ومواجهة تنظيم “داعش”.
أشار عبدالفتاح إلى أن استهداف المنظمات الإرهابية فرنسا تحديداً دون بقية دول التحالف “أمريكا وإسرائيل وبريطانيا”، يدل على أن جماعة “داعش” صنيعة أمريكية من الطراز الأول، ولهذا لا تستهدف أمريكا، وتوقع تكرار الهجمات فى دول أخرى – على حد تعبيره.
واستنكر عبدالفتاح تعامل المجتمع الدولى مع حادثة سقوط الطائرة الروسية فى مصر، وقال إن هجمات فرنسا الأخيرة “تضع العالم كله أمام ضميره لما حدث فى مصر بعد سقوط الطائرة الروسية وتؤكد أن مصر ليست وحدها من تحارب الإرهاب”.
وطالب المجتمع الدولى بعدم اتخاذ الهجمات الإرهابية ذريعة للضغط على الحكومات أو تغيير تحالفات مثلما حدث فى الضغط على مصر بعد سقوط الطائرة الروسية للتأثير على العلاقة بين مصر وروسيا، خاصة توقيع اتفاقات لتزويد مصر بسلاح روسى، والتوجه المصري لتنويع مصادر السلاح.
وقال عمار على حسن، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن العالم كله يساند فرنسا بعد الأحداث الأخيرة، بعكس ما حدث مع مصر عقب سقوط الطائرة الروسية.
أضاف حسن أن مصر تحارب الإرهاب منذ 4 سنوات، واستشهد الكثيرون، ولكن “لا وجود للمنطق الذى تعامل به المجتمع الدولى مع أحداث فرنسا”.
أشار إلى أن الاحداث الأخيرة تعد نقلة نوعية غير مسبوقة فى تاريخ العمليات الإرهابية، حيث استطاع الإرهابيون تنفيذ تفجيرات فى أكثر من 6 مناطق شمال وشرق العاصمة الفرنسية باريس، رغم الجهود الأمنية المشددة منذ أحداث شارل إبدو قبل شهرين.
ودعا عمار المجتمع الدولى إلى توحيد الصف لمواجهة الإرهاب العالمى ومراجعة السياسات والاستراتيجيات السابقة، وأن تكف أجهزة الاستخبارات العالمية عن استخدام الجماعات الإرهابية لتحقيق مصالحها الشخصية على حساب دماء الأبرياء.
وطالب عمار بعدم معاقبة الجاليات المسلمة بفرنسا بعد الحادث، وعدم التضييق عليهم، وألا يواجهوا نفس مصير مسلمى أمريكا بعد أحداث 11 سبتمبر عام 2001.
وقال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن العمليات الإرهابية الأخيرة فى فرنسا كانت مفاجئة من حيث التوقيت رغم توقع حدوثها، خاصة أن فرنسا ضمن التحالف الدولى للحرب على “داعش”، وشاركت فى غزو أفغانستان والعراق.
أضاف أن خطورة العمليات الأخيرة تمثلت فى وقوعها باستاد فرنسا الدولى وقت تواجد الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند، وهو دليل على قدرة هذه التنظيمات على اختراق المنظومة الأمنية فى فرنسا.
وأوضح أن هذه العمليات رسالة من التنظيمات الإرهابية للعالم بأن لديها انتشارً كبيرًا، ولديها خلايا نائمة تنتظر القرار بالتحرك حينما تريد، وتستطيع العمل فى أكثر من مكان وفى توقيت متزامن.
وطالب بعدم معاقبة الجاليات العربية والمسلمة في فرنسا، وعدم مقارنتهم بأفراد متطرفين هم من نفذوا هذه العمليات الإرهابية.