توقعت صحيفة «سيدنى مورنينج هيرالد» الأسترالية، أن تشهد أسواق الأسهم فى العالم تراجعاً غداً الاثنين، فى ظل بحث المستثمرين عن الملاذ الآمن فى أعقاب هجمات باريس الإرهابية فى فرنسا، مساء يوم الجمعة.
ومع ضعف مزاج المستثمرين، فجميع أسواق الأسهم، بدءاً من البورصة الإسرائيلية مساء يوم الأحد، بتوقيت أستراليا وتليها البورصة الأسترالية، ثم باقى البورصات الآسيوية يوم الاثنين، ستكون هى الأكثر تعرضاً لموجة البيع المفرط بسبب تحول المستثمرين إلى الأصول التقليدية منخفضة المخاطرة مثل الدولار الأمريكي، والين اليابانى والسندات الحكومية والذهب.
وكانت أسعار العقود الآجلة قبل هجمات باريس فى الجلسة الافتتاحية لمؤشر البورصة الاسترالية الرئيسي«S&P/ASX 200» دون 5000 نقطة يوم الاثنين الماضي، من الجلسة الختامية يوم الجمعة التى أغلقت على ارتفاع قياسى عند 5051.25 لأول مرة منذ نهاية سبتمبر.
وقال بيك أسيت، المدير التنفيذى لإدارة الأصول فى «نيف داجان»، إن تداعيات الهجمات الإرهابية على باريس لن تفاقم سوى تلك النظرة المتشائمة بالفعل حيال ظروف الاقتصاد الكلى والأسواق. وأضاف أن المستثمرين كانوا متوترى المزاج بالفعل، نهاية الأسبوع الماضي، وأن المؤشر الصناعى «داو جونز» خسر 400 نقطة فى آخر جلستى تداول على خلفية المخاوف بشأن الأحداث العالمية.
وقال أسيت: «كانت مبيعات التجزئة فى الولايات المتحدة ضعيفةً، كما أن المستثمرين متوترون جداً بشأن توقيت ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية، ولكن هجمات باريس فاقمت توتر المستثمرين، وما نتوقعه هو أن اتجاه الأسواق سيكون تنازلياً على نحو كبير يوم الاثنين، على غرار ما شهدناه فى أغسطس عندما كانت هناك مخاوف متزايدة حيال الصين».
وقال شين أوليفر، كبير خبراء الاقتصاد لدى «إيه إم بى كابيتال»: «ستعزز الهجمات اتجاه المستثمرين القائم بالفعل، وهو تجنب المخاطر، ومع ذلك فإن آثار ذلك ستكون قصيرة الأجل على السوق الأسترالي».
وأضاف أنه من حيث تداعيات ذلك على الأسواق المالية، فمما لا شك فيه أن هجمات باريس ستسهم فى تعكير مزاج المستثمرين على المدى القصير. وقال يوجى ديوان، الرئيس التنفيذى لصندوق «هاسيوم» لإدارة الأصول: «لن أتفاجأ إذا رأيت الأسواق تتراجع بنسبة 2% أو 3% وربما أكثر، وستتأثر جميع القطاعات فى أوروبا مثل التأمين والسياحة والترفيه».
وقد ترفع أيضاً التوقعات بتصعيد الحرب ضد الدولة الإسلامية أسعار البترول إلى أعلى، التى كانت تحت ضغوطات متزايدة فى الأيام الأخيرة؛ بسبب زيادة المخزونات. ومن المتوقع، أيضاً، أن يتم تداول الذهب بأسعار أعلى، بعد أن سجل مستويات منخفضة جديدة الأسبوع الماضي. وبعيداً عن تداعيات الهجمات الإرهابية فى باريس، سيركز المستثمرون، الأسبوع الجارى، على محضر اجتماع مجلس الاحتياطى الفيدرالي، الذى سيُصدر يوم الخميس، وما إذا يحتوى على تلميحات إضافية بشأن توقيت رفع أسعار الفائدة فى أكبر اقتصاد فى العالم.
وذكرت وكالة أنباء «ريبورت»، أن الهجمات الإرهابية فى باريس سيكون لها تأثير سلبى على اليورو الأسبوع الجاري، والسبب الرئيسى لهذا التراجع سيكون انخفاض السياحة نتيجة المشاكل الأمنية فى منطقة اليورو. وتتوقع مجموعة أبحاث وكالة أنباء «ريبورت»، أن قيمة اليورو، يوم الاثنين، ستضعف أمام العملات الأخرى، ومن المتوقع أن تصل قيمة الدولار مقابل اليورو إلى 1.05- 1.06.