توقعات بموجة بيع قياسية فى أسواق العالم.. واستردادات صناديق الأسهم مستمرة فى النزيف
البورصات العربية تنال نصيبها من هجمات باريس.. و«EGX 30» الأكثر تراجعاً بـ4.18%
عبيد: هبوط السوق مبالغ والدليل تدنى أحجام التداولات
الفار: التراجعات فرص استثمارية لتكوين مراكز شرائية بأسعار جاذبة
ألقت الضربات الإرهابية على فرنسا ظلالها على تعاملات الأسواق العربية أمس، وكانت البورصة المصرية الأكثر تراجعاً بسبب أزمتها السياحية وخفض «ستاندرد آند بورز» التصنيف الائتمانى لمصر من إيجابى إلى مستقر، ليخسر مؤشرها الرئيسى 4.18% من قيمته السوقية بما يعادل 7.3 مليار جنيه، متراجعاً صوب أدنى مستوياته منذ ديسمبر 2013 عند 6522 نقطة.
وسيطرت النظرة التشاؤمية على متعاملى البورصة، مرجحين مواصلة النزيف خلال تعاملات اليوم، خاصة مع التراجعات المتوقعة للأسواق الأوروبية فى مستهل تعاملاتها للأسبوع الحالى، وعلى الرغم من قسوة التراجعات إلا أن ضعف قيم التنفيذات يقلل من انعكاس التأثير السلبى على محافظ المتعاملين.
واستحوذت 5 أسهم على نحو 60% من تعاملات البورصة، بتنفيذات إجمالية 150.84 مليون جنيه من إجمالى تعاملات بلغت 292.9 مليون جنيه، وتضم الأسهم «التجارى الدولى» و«هيرميس» و«بورتو القابضة» و«أوراسكوم تليكوم» و«بالم هيلز».
كما سادت حالة من التراجع على جميع الأسواق العربية فى جلسة تعاملات أمس، ليتراجع سوق دبى المالى بنسبة 3.65%، وانخفضت بورصة أبو ظبى بنسبة 2.47%، وفقد سوق البحرين 12.6 نقطة من رصيده بانخفاض 1.03%، وبالمثل تراجع السوق الكويتى 1.15%، وخسر مؤشر تداول السعودى 2.8%.
توقع يوسف الفار رئيس مجلس إدارة شركة النعيم القابضة، أن تشهد البورصة اليوم جلسة شديدة الإحمرار، على إثر التراجعات المتوقعة للأسواق الأوروبية تأثراً بموجة التفجيرات الإرهابية التى ضربت فرنسا الجمعة الماضية.
ولفت إلى أن التراجعات التى تشهدها البورصة المصرية تمثل فرصاً استثمارية، من خلال انخفاض أسعار غالبية الأسهم عن القيم العادلة، وبالتالى سيكون الوقت الحالى الأنسب لتكوين مراكز شرائية بأسعار جاذبة.
وأشار إلى أن قطاع البنوك والعقارات من القطاعات الواعدة فى السوق المصرى، إلا أن موجة الصعود القادمة مازالت مرهونة بشهية المتعاملين والإقبال المؤسسى من الداخل والخارج، والظروف العامة للأسواق حيث إن الصعود لا يعتمد فقط على الأداء المالى للشركات ولكن يعتمد فى الأساس على شهية المتعاملين.
وقال إن التراجعات التى تشهدها البورصة حالياً ناتجة عن مؤثرات غير مالية، معظمها بسبب التأثر بالأحداث الخارجية، حيث إن الاقتصاد المصرى يحقق حالياً أعلى معدلات نمو منذ 2011، بالإضافة إلى تحسن نتائج أعمال الشركات المقيدة، كما أن جميع مؤشرات التحليل المالى تشير إلى قوة معظم الأسهم فى السوق، لذلك فإن التراجعات الحالية تمثل فرصة جيدة للشراء.
ورجح محمد عبيد العضو المنتدب لقطاع الوساطة بالمجموعة المالية هيرميس، استمرار تراجعات السوق خلال تعاملات اليوم، تأثراً بالتراجعات الحادة المتوقعة للأسواق الأوروبية على إثر الأزمة الفرنسية.
واستنكر عبيد، التفاعل المبالغ فيه للسوق المصرى مع المؤثرات السلبية الحالية، واستشهد بانخفاض قيم التعاملات التى تعكس عدم تأثر محافظ المتعاملين بشكل مباشر، إذ أن خسائر رأس المال السوقى تظل دفترية طالما لم ينفذ المتعامل صفقات على أسهمه.
ووصف حالة السوق بالجمود، مشدداً على احتياج البورصة لحزمة من المحفزات الإيجابية التى من شأنها تحريك المياه الراكدة.
وتابع: «الأوعية الادخارية ذات العوائد المرتفعة سحبت سيولة من تعاملات البورصة إلا أنها سيعاد ضخها مرة أخرى فى السوق بمجرد ارتداده».
وأشار عمر رضوان العضو المنتدب لقطاع إدارة الاصول ببنك الاستثمار «اتش سى»، إلى احتمالية أن تكون مبيعات المؤسسات المصرية ناتجة عن طلبات الاسترداد لصناديق الأسهم والتى تتم أغلبها فى يومى الخميس والاحد.
ورفض رضوان تحميل صناديق الاستثمار المصرية مسئولية تراجعات البورصة امس، إذ أن تعاملات المؤسسات تحوى فى ثناياها الهيئات والشركات والتى تعمل فى السوق المصري، بملاءة مالية قوية من شأنها إحداث فرق فى تعاملات السوق، وشدد رضوان، على أن تراجعات البورصة تأتى وسط خسائر كبيرة للأسواق العربية.
وفنياً.. توقع أدهم جمال الدين مدير التحليل الفنى فى شركة كايرو كابيتال للوساطة فى الأوراق المالية، أن تتبع البورصة المصرية اليوم حركة مؤشرات الأسواق الأوروبية، إما بالتماسك نسبياً أو التراجع صوب مستويات 6000 نقطة.
نصح المتعاملين الذين لديهم مراكز مالية مفتوحة فى السوق حالياً باستغلال أى صعود للسوق فى تخفيف مراكزهم المالية.
وأشار إلى أن انخفاض قيم التعاملات فى السوق تمثل إشارة إيجابية فى ظل ظروف مظلمة تمر بها البورصة المصرية.
وشهد السوق تنفيذ 15.2 ألف عملية بيع وشراء، منفذة على 218.8 مليون سهم، بقيمة إجمالية بلغت 291.3 مليون جنيه، بالتداول على أسهم 168 شركة مقيدة ارتفعت منها أسهم 6 شركات فقط، وتراجعت أسعار أسهم 131 شركة، فى حين لم تتغير أسعار أسهم 31 شركة أخرى.
وهبط مؤشرEGX20 المُحاكى لأداء الصناديق بنسبة 5.5%، ليغلق عند مستوى 6215.02 نقطة، كما انخفض مؤشر EGX70 للأسهم المتوسطة بنسبة 4.3% ليغلق عند 349.39 نقطة، وكذلك تراجع مؤشر EGX100 الأوسع نطاقاً بنسبة 3.3% مغلقاً عند 761.13 نقطة.
واتجهت تعاملات المؤسسات المصرية والعربية للبيع بصافى 21.8 مليون جنيه و7.7 مليون جنيه على التوالى، بينما فضّلت المؤسسات الأجنبية الشراء بصافى 10.9 مليون جنيه.
واتجهت تعاملات الأفراد للشراء بصدارة الأفراد العرب بصافى 15.3 مليون جنيه، وسجل المصريون صافى بشرائى 3.9 مليون جنيه بينما اتجهت تعاملات الأفراد الأجانب للبيع بصافى 782 ألف جنيه.